ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق تساعد على التعرق بشكل أفضل

يشير خبراء اللياقة البدنية إلى أهمية ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق ويحثون على تأديتها. وتساعد ممارسة الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق في التسريع وبشكل كبير في عمليات إزالة وتنظيف الجسم من جميع السموم المتراكمة فيه. ويؤكد الخبراء أن الأشخاص بحاجة إلى 30 دقيقة يوميا على الأقل من النشاط البدني المعتدل إلى المكثف.
واشنطن – ينصح معظم الأطباء بممارسة الأنشطة الرياضية في الهواء الطلق؛ فقد أثبتت الدراسات أنها تعزّز المشاعر الإيجابية وتسهم في التخلص من التوتر والضغط.
كما أثبتت العديد من الأبحاث أن ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق تساعد على التعرق بشكل أفضل، مما يمكن الجسم من التخلص من جميع أنواع السموم، كما تساعد على خفض مستويات التوتر والارتباك والغضب، ما يساهم بشكل فعّال في تجنب الإصابة بالاكتئاب.
وتُجْمعُ المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها والكلية الأميركية للطب الرياضي وتقرير الجراحة العامة للنشاط البدني والصحة على أن ممارسة التمارين الرياضية في الهواء الطلق ذات فوائد صحية جمة، وتؤكد أن الأشخاص بحاجة إلى 30 دقيقة يوميا على الأقل من النشاط البدني الذي يتراوح بين المعتدل والمكثف.
عند ممارسة الرياضة في الهواء الطلق تزيد عمليات استنشاق الأكسجين ويتحسّن وصول السوائل الليمفاوية إلى الجسم
وقال الدكتور فريدريك سالدمان (طبيب قلب وأخصائي تغذية) إن “ممارسة الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميا تساعد على التقليل من خطر الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 40 في المئة”.
وأضاف “خلال الدقائق العشرين الأولى يحرق الجسم السكر فقط ويتخلص في الدقائق التالية من الدهون غير الصحية، ويطلق كوكتيلًا يتكون من 1004 جزيئات وقائية. وعمر هذه الجزيئات لا يتجاوز 24 ساعة، مما يستدعي ممارسة الرياضة بشكل يومي”.
ويقوم أغلب الأفراد عند ممارسة الأنشطة الرياضة في الهواء الطلق بالإكثار من شرب الماء، ويؤدي شرب الماء إلى تنظيف الجسم من السموم، كما تسهم ممارسة الأنشطة الرياضية في تنشيط جميع خلايا الجسم.
وتؤدي ممارسة الأنشطة الرياضية خصوصاً في الهواء الطلق إلى تعرق الأفراد، وتعتبر عملية التعرق من أهم العمليات التي تتم عند ممارسة الأنشطة الرياضية للتخلص من جميع السموم المتراكمة في جسم الإنسان؛ ذلك أنَّه عند ممارسة الرياضة تزيد عمليات استنشاق الأكسجين، واستنشاق الأكسجين يؤدي إلى زيادة تدفق الدم إلى جميع عضلات وأعضاء الجسم، وهو ما يسهم في تسهيل عملية الأيض وتحسين وصول السوائل الليمفاوية إلى الجسم وطرد جميع السموم المتراكمة فيه.
ويمكن القيام بتمارين اللياقة البدنية في الهواء الطلق عن طريق برنامج منظم يستغل الشخص من خلاله التضاريس الطبيعية في الخلاء لتحقيق المظهر الخارجي المطلوب. وتتخذ تمارين اللياقة البدنية في الهواء الطلق عدة أشكال؛ على سبيل المثال تقليم الأشجار، فهو يعتبر شكلا من أشكال النشاط البدني المعتدل. وإذا كان وزن الشخص يبلغ 135 رطلا فيمكنه حرق حوالي 250 سعرا حراريا خلال فترة تقليم الأشجار لمدة ساعة.
ويشير خبراء اللياقة البدنية إلى أنه مهما كانت الوسيلة التي يختارها الشخص للقيام بالتمارين الرياضية في الخلاء فسوف يتمتع بالكثير من الفوائد.
ويقول هؤلاء الخبراء إن هذه التمارين مجانية؛ فالهواء الطلق ملك للجميع، كما لا يحتاج الشخص إلى أدوات مخصصة للقيام بهذه التمارين، فالهواء الطلق يتوفر حالما نخرج من المنزل.
وأوضح تقرير وكالة حماية البيئة أن نسبة التلوث في الهواء في الأماكن المغلقة تصل إلى أكثر من ضعف نسبة التلوث في الهواء الطلق، لذلك ينصح بممارسة التمارين في الهواء الطلق من أجل التمتع بهواء أنقى.
وأيضا تتم الاستفادة بجرعة مجانية من فيتامين “د” أثناء ممارسة التمارين والتعرض لأشعة الشمس الذهبية التي تمد الجسم بهذا الفيتامين الذي يعمل على تقوية العظام. وهذا أمر مهم جداً إذا كان الشخص يعاني من السمنة. وأكدت دراسة حديثة وجود علاقة طردية بين زيادة السمنة ونقص فيتامين “د”، فأكثر من ضِعف البدناء يعانون من نقص في الفيتامين المذكور.
كما أنه عندما يقوم الشخص بالتمارين الرياضية في الهواء الطلق سيشاهد مختلف التضاريس الطبيعة (التلال والجبال والشواطئ…) وهو ما يعمل على تحفيز الخلايا الدماغية وزيادة معدل التركيز على كل ما هو مختلف، وهذا أفضل من النظر إلى أرضية قاعة الألعاب الرياضية المحدودة.
وتعد ممارسة الرياضة في الهواء الطلق مفيدة لمرضى الربو؛ حيث يوصي الأطباء المرضى الذين يعانون من مشاكل في التنفس بممارسة الرياضة -وخاصة المشي السريع في الهواء الطلق- لأنها تساعد على توسع الرئتين والحفاظ على صحة القصبات الهوائية.
ويؤكد الخبراء أن لضوء النهار تأثيرا إيجابيا على توازن الهرمونات من ناحية ويعمل على تحسين الحالة النفسية من ناحية أخرى.
وكشفت دراسة حديثة أن مجرد التعرض لضوء الشمس في الصباح الباكر يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل واضح، كما يؤثر الضوء بشكل كبير على عمل ساعة الجسم البيولوجية وتغيير معدلات الحرق في النهار والليل. وثبُت أن ممارسة الرياضة في أحضان الطبيعة تحد من التوتر النفسي وتساعد على الشعور بالاسترخاء والهدوء النفسي.
وقال البروفيسور إنجو فروبوزه (عالم رياضة ألماني) إن ممارسة الرياضة في الهواء الطلق ذات فوائد عديدة للجسم والنفس على حد السواء.
وأوضح عالم الرياضة الألماني أن اختلاف درجات الحرارة والرياح يعملان على تنشيط جهاز المناعة، مشيرا إلى أن ممارسة رياضات التجول أو الركض أو ركوب الدراجات الهوائية في الهواء الطلق تعمل على تقوية الجهاز القلبي الوعائي وتحمي الجسم من الأمراض.