ملتقى كركوك يحتفي بعلي مردان ودوره في إغناء المقامات العراقية

رائد المقامات الكردية يعد من أشهر مغني المقام العراقي والقدوة من حيث أداء المقامات واطلاعه الواسع في هذا الفن.
السبت 2022/03/19
حنين لواحد من عمالقة الفن العراقي

بغداد – تتبع العديد من المهرجانات الموسيقية تكريم الرواد المحليين من خلال تخصيص دورات للاحتفاء بتجاربهم الفنية التي عادة ما تكون قد تركت بصمة فنية مهمة في الساحة الفنية المحلية وحتى العربية.

وهذا ما انتهجه ملتقى كركوك للمقامات، حيث شهدت مدينة كركوك الواقعة شمال العراق مؤخرا انعقاد دورة جديدة للملتقى تحيي ذكرى رائد المقامات الكردية علي مردان بإشراف فنان اليونسكو للسلام الموسيقار العراقي نصير شمة، وبرعاية ودعم من مجموعة الحنظل الدولية وغيرها من الجهات.

ونظم الملتقى مؤسسة كركوك للثقافة والفنون بالتعاون مع مركز علي مردان للمقامات، ونقابة الفنانين العراقيين، ونقابة الفنانين العراقيين فرع كركوك، وفرع نقابة فناني إقليم كردستان، ومعهد الفنون الجميلة، وفرقة فناني كركوك، وبيت العود في بغداد.

واستهل الملتقى الذي أقيم في قاعة المركز الثقافي بمدينة كركوك بحضور نقيب الفنانين العراقيين وممثل وزارة الثقافة والسياحة والآثار ومسؤولين حزبيين وحكوميين ورئيس نقابة فناني إقليم كردستان والنخب الثقافية والفنية بكلمتي مؤسسة كركوك للثقافة والفنون ومركز علي مردان للمقامات استعرضتا الأنشطة والفعاليات الفنية والثقافية التي تقام في كركوك وكذلك أهمية إقامة هذا الملتقی الذي يليق بمكانة رائد المقامات الراحل علي مردان.

كما تم عرض فيلم وثائقي عن الدور الذي لعبه الراحل علي مردان في إغناء المقامات العراقية، والذي ذاع صيته لدی الأوساط الفنية في العراق بصورة عامة وإقليم كردستان العراق وكركوك بصورة خاصة، تلاه تقديم الأغاني والمقامات الكردية والعربية والتركمانية من عدد من فناني كركوك وبغداد بصحبة فرقة موسيقی كركوك، كما قدمت فرقة بيت العود في بغداد الذي يشرف عليه الموسيقار نصير شمة ويديره عازف العود محمد العطار والتي تضم عازفي العود مصطفى صالح، رحمن الماجد، كرم ثامر وأحمد سلام أعمالاً موسيقية جميلة من مؤلفات نصير شمة.

وفي حديث خاص عبّر جبار جودي نقيب الفنانين العراقيين عن شكره وامتنانه لما قدم من أغان ومقامات باللغات المحلية خلال ملتقی كركوك للمقامات، مشيداً بالدور الذي لعبه الفنان الراحل علي مردان في تكريس وإشاعة فن المقام العراقي وخدمته طويلاً.

وقال رائد المقامات في كركوك الفنان وجدي مصطفی إنه وللمرة الأولی تشهد كركوك هذه التظاهرة الفنية للمقامات تقديراً ووفاءً لرائد المقامات الراحل الذي يعد من خيرة قراء المقامات في كركوك، وكان له إلمام بجميع المقامات باللغات المحلية بصوته الشجي والرائع وسيبقی هذا الفنان خالدا تذكره الأجيال علی مر السنين.

من جانبه قال عبدالقادر علي مردان ابن الفنان علي مردان إنه “من دواعي سرور ذوي رائد المقامات علي مردان أن يفخروا بهذا الاستذكار الرائع لأحد أبرز قراء المقامات في كركوك”، مثمناً دور الجهات التي ساهمت في إقامة هذا الملتقى.

والجدير بالذكر أن علي مردان يعد من أشهر مغني المقام العراقي، والقدوة من حيث أداء المقامات واطلاعه الواسع على هذا الفن ومن هنا جاء إطلاق اسمه على هذه الدورة من ملتقى كركوك للمقامات.

وعلي مردان (1904 – 1981) هو فنان كردي عراقي، ولد في مدينة كركوك في محلة تكية الشيخ علي. غنى أكثر من 1000 أغنية طيلة مسيرته الفنية التي استمرت لأكثر من 35 عاما، وأطلق محطة الإذاعة الكردية عام 1939 في بغداد. ويعتبر على نطاق واسع الرجل الذي أحدث ثورة في المقام.

وقد تعلم قراءة وأداء المقامات الكردية للمرة الأولى على يد مطرب المقام في مدينة كركوك آنذاك خدر بارام جاوش والذي علمه مقام “الله ويسي” الذي يعتبر من المقامات الأصيلة، كما تعلم أداء المقامات الأخرى مع العزف على آلة الطنبور، وهو أول مطرب كردي قام بتسجيل أغانيه في الإذاعات العربية في لبنان وسوريا والأردن وحصل على جوائز تكريمية في المحافل الفنية.

وقد أشاد بفضله فنانون كبار وأساتذة أمثال الفنان الكبير وأستاذ المقام العراقي محمد القبانجي الذي يعتبره أستاذاً يمتلك مميزات الأستاذية في وضع المقام الشرقي بشكل عام والاستقلالية في وضع البناء الموسيقي للمقام الكردي، وقام بالتدريس في المعهد النموذجي للمكفوفين في بغداد ودرس قواعد “الصولفيج” الموسيقي، وأجاد العزف على آلات موسيقية عدة كالعود والغيتار والكمان إضافة إلى آلة البالبان الكردية وهي آلة نفخية مشهورة، وقد توفي في الرابع والعشرين يوليو عام 1981 في مدينة بغداد.

14