غياب الفنان يضعه في حرب نفسية مع الشائعات

ما إن يغيب أحد الفنانين الرواد في أي مجال عن ممارسة الفن حتى يصبح عرضة للشائعات والأقاويل، التي تستهدف في الغالب حياة الواحد منهم فتروج بين محبيه أنباء عن مرضه الخطير أو ربما موته، وتعيد ذكره في الساحة الفنية لكنها تسبب الألم والحسرة له في حين تكشف للبعض منهم مكانته الحقيقية فنيا وموقف الجماهير منه.
إذا كانت الإشاعة تعني أنها خبر أو مجموعة أخبار زائفة تنتشر في المجتمع بشكل سريع وتُتداول بين العامة ظناً منهم بصحتها، ودائما ما تكون شيقة أو مثيرة لفضول المجتمع والباحثين، فضلا عن افتقارها عادة إلى المصدر الموثوق الذي يحمل أدلة على صحة الأخبار، ولإثارة الإشاعات أهداف ومآرب، تماشيا مع مبتغيات مثيريها، فمنها ما هو ربحي (مادي)، ومنها ما تكون خلفه أهداف سياسية، وأيضا اللعب واللهو الذي يحوم عادة حول المشاهير كوفاة أو حدوث حادث وغيرها من الشائعات.
وقد طالت الشائعات الكثير من الشخصيات المعروفة لاسيما عدد من الفنانين والمخرجين الكبار من العراقيين والعرب والأجانب، أمثال عراقيا: شيخ المخرجين السينمائيين محمد شكري جميل، والنجم الكوميدي الأول والكبير قاسم الملاك، والفنان ياس خضر، وغيرهم .. وآخرهم عربيا وليس أخيرهم الفنانة العمانية فخرية خميس، التي قالت عبر حسابها الشخصي بموقع إنستغرام “الحمدلله مازلت على قيد الحياة وبخير.. وأتمتع بالصحة والعافية”.
وعلق المنتج المصري عصام إمام، شقيق الزعيم عادل إمام، على حقيقة وفاة الفنان، بعدما تم تداول أنباء مؤخرا عبر مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة عن وفاته وأعرب عن استيائه من تلك الشائعات المزعجة التي تسبب الفزع لمحبي الزعيم، مشيرا إلى أن الزعيم يتمتع بحالة صحية جيدة، ويقضي وقته وسط أحفاده ومحبيه داخل منزله.

وعن مروجي تلك الشائعات، أوضح عصام إمام أن تلك الشائعات غرضها تصدر التريند والمشاهدات فقط، معلقا: تعبنا منهم.. وهذه ليست الشائعة الأولى التي تطارد الزعيم عادل إمام، حيث تتصدر شائعة وفاته من حين إلى آخر وتحديدا بعد الغياب عن المشاركة في أي عمل فني منذ فترة كبيرة.
وخلال الأيام الماضية تداول عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي نبأ وفاة الفنان العراقي الكبير سامي قفطان، ومع التداول الواسع لهذا النبأ، قرر الفنان سامي الخروج عن صمته، فظهر خلال مقطع فيديو رد فيه على ما يشاع ضده، ومهاجما كل من روج هذا النبأ!
وقال قفطان خلال مقطع فيديو عبر فيسبوك “في البيت الأول الذي ترعرعت فيه برغم تغير الشخصيات، تبقى نقابة الفنانين بيت الفنانين”.
وأضاف “أنا الآن بهذه النقابة بحضور نقيب الفنانين العراقيين الدكتور جبار جودي، لنطفئ الأنباء التي تتحدث عن وفاتي لا صحة لها، والأخبار المنشورة في هذا الجانب تعبر عن النفوس المريضة لناشرها”.
فيما طالب نقيب الفنانين العراقيين جودي بضرورة اعتماد المعلومات والأخبار من مصادرها الأصلية والموثوقة.
وأكد جودي خلال الفيديو سعيه للتعاون مع وزارة الداخلية العراقية لمنع تداول الشائعات التي “تستهدف الشخصيات الفنية في المجتمع”.
وتجدر الإشارة إلى أن الفنان والممثل العراقي الكبير قفطان يعد من أبرز الشخصيات الفنية العراقية والعربية، وهو من مواليد 1942 في مدينة النعمانية، بمحافظة واسط، حيث أكمل في السابع من يوليو الماضي الثمانين عاما، واسمه الكامل هو سامي بن محمد بن عباس بن عبود بن فليح، وكان فليّح ساقيا للماء في طريق الحجاج وكان يلبس القفطان وهو لباس فَضْفَاض مفْتُوح مِنَ الأَمام فقيل له المُقفطن ثم صار قفطان لقبَهُ.
الفنان قفطان مازال متوقد الذاكرة والحيوية ويواصل مشاركاته الفنية بالطول والعرض، وعمل في المجال الفني منذ ستة عقود وتحديدا منذ العام 1960، وشارك في العديد من الأعمال السينمائية والدرامية والمسرحية والإذاعية الكبيرة، وعرف قفطان ممثلا تراجيديا، وفنانا عراقيا جريئا وصريحا في كلامه وفنه، ويهتم بالشخصية التي يجسدها حتى لو كانت بسيطة فنراه يبحث عن جذورهـا كي يقدمها على نحو مؤثر.
لإثارة الإشاعات أهداف ومآرب، تماشيا مع مبتغيات مثيريها، فمنها ما هو ربحي، ومنها ما تكون خلفه أهداف سياسية
وكانت بدايته في عام 1960 بفيلم “يد القدر”، ثم عرف بعد ذلك في أكثر من 25 عملا سينمائيا والعشرات من الأعمال المسرحية والتلفزية، ولقد أسهم عام 1987 في تأسيس فرقة مسرح دار السلام مع الفنان الكبير الراحل راسم الجميلي، والتي قدم من خلالها مسرحيات شعبية عدة من بينها: مسرحية بيت الحبايب، ومسرحية ألف عافية، ومسرحية فلوس وعروس، والتي لاقت نجاحا واسعا جدا في الساحة الفنية.
وقدم أدوارا مميزة ومهمة عدة عبر مشاركته في الأعمال المسرحية التي قدمتها الفرقة القومية للتمثيل التابعة لدائرة السينما والمسرح، حيث عمل مع عمالقة المسرح العراقي من مؤلفين ومخرجين وممثلين وفنيين وحصد العديد من الجوائز، وكان ومازال فنانا شاملا: ممثلا، ومؤلفا، ومخرجا، في العديد من المسرحيات، والبرامج الإذاعية، والتلفزيونية الناجحة، والسينمائية، ومارس التلحين وكتابة الأغاني والأوبريتات، واستطاع النجم قفطان الذي يمتلك خلقا رفيعا أن يكسب حب الناس له، ويكون قاعدة جماهيرية ضخمة جدا.