مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تطلق موسمها الثقافي عبر أدب الطفل

الرياض – أطلقت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة موسمها الثقافي عن أدب الطفل لعام 2021 بمحاضرة بعنوان “كتب الأطفال الخالدة” عبر المنصة الإلكترونية للمكتبة، قدمتها الدكتورة وفاء بنت إبراهيم السبيل المتخصصة في أدب الأطفال.
وأكدت السبيل على أن كتب الأطفال تمنح أساسا صلبا للقيم السامية التي تبنى عليها الحياة، وتزيد الوعي بفهم كل حالات الإنسان ومن ثم الانفتاح على رؤية أوسع للكون والإنسانية، وتتكيف حسب الزمان والمكان وتمنح إحساسا بالحياة الإنسانية المشتركة، وتعرّف الطفل الصغير بالإنسان الحقيقي، وتوجِد في ذهنه عوالم متكاملة للخيال والأفكار.
وبينت في محاضرتها أن هذه الكتب الخاصة بالأطفال تنقل الحياة بكل جوانبها المختلفة، مشيرة إلى أنه من خلال هذه المؤلفات والقصص يستطيع الأطفال فهم الحياة وفهم أنفسهم ومجتمعاتهم، كما تغرس في نفوسهم حب الحكمة والتوق إلى المناقب الإنسانية، إضافة إلى اكتساب الأطفال من خلالها أفكارهم حول الحرية والعدالة والشجاعة والكرامة والحب والجمال والمجد وغيرها من القيم العليا التي يجدونها في أبطال القصص والكلاسيكيات.
وأوضحت أن هناك ثلاثة مجالات للكتابة في أدب الطفل، هي: أعمال معدلة من أدب الكبار، وأعمال معدلة من القصص الشعبي الذي مصدره القصص الشفاهي كالحكايات الشعبية والأساطير، وأعمال أدبية كتبت خصيصا للأطفال.
وتشكل المحاضرة الانطلاقة الأولى لسلسلة لقاءات وندوات عن أدب الطفل لعام 2021، حيث تحرص مكتبة الملك عبدالعزيز العامة منذ تأسيسها على العناية بثقافة الطفل وأدب الطفل، وذلك بتخصيص قسم لمكتبة الطفل، ونادٍ لكتاب الطفل يعمل على تعزيز العلاقة بين الطفل والكتاب والتقريب بينهما، متاح لجميع الأطفال في المملكة، كما أصدرت المكتبة العديد من كتب الأطفال المتنوعة.
وتقوم مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بدور بارز في نشر الوعي والثقافة لجميع فئات المجتمع وتوفير أوعية المعلومات بكافة صورها. وقد أنشأت مكتبة مستقلة للطفل تتوافر فيها كل الإمكانيات لإثراء ثقافة الطفل، كما تم افتتاح فرع منها في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي بالمربع.
وتتميز مكتبة الطفل بسعيها المتواصل إلى تعزيز العلاقة بين الطفل والكتاب وإلى تعويد الأطفال على القراءة الحرة وإيصال الكتاب الملائم لروادها الأطفال في مختلف العلوم لتلبية الميول والاتجاهات المتباينة. وتقدم مكتبة الطفل العديد من الخدمات والأنشطة الشهرية والفصلية لروادها الأطفال في جميع الأركان.
وتقدم مكتبات الأطفال في مدينة الرياض -من خلال فرعين: فرع الخدمات وقاعات الإطلاع في خريص وفرع في المربع- العديد من الخدمات والأنشطة الثقافية الأسبوعية، الشهرية والفصلية، المخصصة للرواد الصغار، البنات من عمر (5 – 15 سنة) والأولاد من عمر (5 – 10 سنوات)، وتكون الزيارات المدرسية في الصباح.
وتحتوي مكتبة الطفل على أوعية المعلومات في شتى المعارف مثل الموسوعات ودوائر المعارف، والكتب الدينية، والكتب العلمية والتعليمية، والكتب القصصية، والكتب التاريخية والجغرافية، والدوريات العربية الخاصة بالطفل، والكتب والدوريات الأجنبية، والأوعية السمعية والبصرية، وغيرها.
وتمثل البرامج والأنشطة المقدمة في مكتبة الطفل وسيلة لتحقيق الهدف من إنشاء المكتبة، حيث يتم استخدام الكتاب كوسيلة تعليمية وتثقيفية. وقد وضعت المكتبة بعض الأسس التي تعتمد عليها في إقامة الأنشطة والبرامج، متمثلة في عدد من الأهداف التي نذكر من بينها: أن تخدم هذه الأنشطة الفئات العمرية من 5 – 15 عاما، وأن تبرز المناسبات الدينية والوطنية بإقامة المهرجانات وإنجاز البرامج.
كما تسعى نشاطات المكتبة إلى توثيق العلاقة بين الطفل وثقافته الإسلامية، وغرس حب القراءة لديه، علاوة على تقديم برامج خاصة للزيارات المدرسية.
ومن أبرز هذه الأنشطة، أنشطة القراءة التي تساهم في تشجيع الطفل على القراءة والرفع من مستواه الثقافي، وأنشطة فنية تساعد على تنمية إبداعات الطفل الفنية وتزيد من ثقته بنفسه، وأنشطة أخرى خلال المناسبات الدينية مثل الأعياد واستقبال شهر رمضان وبداية العام الهجري، إضافة إلى أنشطة المناسبات الوطنية والأنشطة المسرحية وغيرها.
وتأتي نشاطات المكتبة تتويجا لما بات يحظى به أدب الأطفال في السعودية من اهتمام متزايد، حيث مازالت الدراسات والبحوث حوله تتنامى، والإنتاج يتنوَّع بتنوّع حاجات الطفولة.
ومنذ انطلاقته مع جيل الرواد، مثل الشاعر طاهر زمخشري الذي أصدر مجلة “الروضة” سنة 1959، تطور أدب الطفل وتطورت الإنتاجات الأدبية المخصصة لهذه الفئة العمرية التي تتطلب عناية رسمية ومؤسساتية، إذ أن أدب الطفل لا يتوقف دوره عند الأديب أو الرسام أو الناشر، بل يتطلب تكاتف الجهود، لتحقيق الغاية من هذا الأدب الذي جاء الاهتمام العربي به متأخرا نسبيا، رغم أهميته البالغة في صناعة المستقبل.