مقتدى الصدر يفتح النار على الدراما العراقية مثيرا الجدل بشأن مستواها

تفاعل رواد مواقع التواصل العراقية مع تصريحات رجل الدين مقتدى الصدر الذي هاجم الدراما المحلية واعتبر متابعتها "إعانة على الإثم"، وناقش ناشطون مستوى المسلسلات والمواضيع التي تتناولها وتباينت الآراء بين ناقد لها ومعجب بتطورها.
بغداد – انتقد رجل الدين والسياسي مقتدى الصدر الدراما العراقية، وقال بأنها “تكاد تكون هابطة المحتوى إلا ما شذ وندر، وغالبا ما تكون بعيدة عن الواقع العراقي وفيها من الكذب الكثير،” ليثير موجة جدل واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي إذ أيده الكثيرون معبرين عن استيائهم من تردي الأعمال الدرامية.
وأجاب الصدر عن سؤال بشأن متابعة البرامج والدراما العراقية خلال شهر رمضان، قائلا “لا داعي للسؤال عن متابعتها من عدمها، فمتابعتكم لها فيها إعانة على الإثم.”
وتشهد صناعة الدراما التلفزيونية العراقية منذ نحو عامين غزارة في الإنتاج وتحوّلا في المضمون، في بلد يتعافى من النزاعات لكنه يواجه أزمات سياسية وفسادا وضعفا في الخدمات العامة وبطالة، تهيمن على حياة سكانه البالغ عددهم 46 مليون نسمة.
وارتفع عدد الإنتاجات بشكل كبير. وتقدم القنوات التلفزيونية خلال الموسم الرمضاني الحالي مجموعة من الأعمال التي تتنوع بين الدراما التاريخية والاجتماعية والكوميدية، من بينها “ابن الباشا” و”قطار الموت” و”ورث عمتي”.
ولم يحدد الصدر أعمالا محددة مقصودة بانتقاده، فيما تفاعل ناشطون مع تصريحاته وكال الكثير منهم الاتهامات للدراما العراقية معتبرين أنها تراجعت كثيرا في السنوات الأخيرة للعديد من الأسباب، ورأى البعض أن حال الدراما هو انعكاس للواقع الذي يعيشه العراقيون في شتى المجالات ونتيجة طبيعية للفساد المستشري، مع غلبة المحسوبية والواسطة حتى في الفن كما هو في السياسة، وقال ناشط:
TheJudg32160488@
لنكن واقعيين، هذا ليس مستوى الدراما العراقية، الدراما العراقية تعكس واقع مجتمعنا بعد 2003 وتحت وطأة إيران والغرب، بالله عليك حين تمشي في الشارع ألا تستغرب من هذه الأخلاق الدخيلة علينا، أخلاق العراقيين أين راحت؟ هذه ليست أخلاق العراقيين، كلها كفر وصياح.
وعبر ناشط:
وقال آخر:
ibr__IQ@
آخر مسلسل عراقي شاهدته هو الدرس الأول، الدراما العراقية فاشلة بكل ما للكلمة من معنى.
وكتب ناشط:
وقالت مغردة:
وأكد مدير الإنتاج الدرامي في شبكة الإعلام العراقي وديع نادر إنتاج عدد من المسلسلات الدرامية المتميزة ضمن منحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، من المؤمل عرضها في شهر رمضان الجاري.
وقال نادر لوكالة الأنباء العراقية (واع) الشهر الماضي إن “هذا الموسم سيكون مختلفا وسيشهد مجموعة من المسلسلات الاجتماعية الهادفة ضمن مبادرة منحة رئيس الوزراء للدراما التلفزيونية، بالإضافة إلى إنتاج مديرية الدراما لعملين يعرضان على قناة العراقية العامة في شهر رمضان المبارك،” مثمنا “الدور الرئيسي الفاعل لرئيس لجنة منحة رئيس الوزراء لدعم الدراما الفنان محمود أبوالعباس وعضو اللجنة حكمت البيضاني، فضلا عن الدعم الكبير لرئاسة شبكة الإعلام العراقي التي وفرت الأرضية المناسبة لإنتاج الأعمال الدرامية.”
وانتقد ناشطون هذا الدعم نظرا لضعف المستوى الفني للأعمال الدرامية، وجاء في تعليق:
في المقابل هناك من لاحظ تطورًا ملحوظًا للدراما العراقية في السنوات الأخيرة، خاصة خلال المواسم الرمضانية الماضية، وعادت لتلتقط أنفاسها في أعمال تناولت خصوصا مراحل العنف لاسيما انتهاكات تنظيم داعش.
ويرى أن صناعة الدراما بدأت تتعافى تدريجيا وتحاول مواكبة التغيرات الكبرى الحاصلة في المجتمع، وقدمت مسلسلات مهمة، وكتب أحدهم:
وقال آخر:
وفي يناير 2023 أطلق رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني مشروعا ثقافيا وفنيا كبيرا في العراق، لدعم السينما والدراما والمسرح والفن التشكيلي والأدب والكُتاب وأدب الطفولة.
وتقدر إحصائيات أن الإنتاج لهذا العام يقدر بعشرين عملا دراميا، وبحسب نادر تتضمن الأعمال مسلسل “النقيب”، تأليف جعفر تايه وإخراج وثاب الصكر، وهو مسلسل أمني يجسد عمليات حقيقية من ملفات وكالة الاستخبارات والتحقيقات الاتحادية العراقية، ويحكي عن قصة ضابط بذل حياته المهنية والشخصية في مقارعة الإرهاب وهزيمته حتى نال شرف الاستشهاد،وهو يتكون من 15 حلقة.
ويشارك فيه الممثلون محسن الجيلاوي وتحرير الأسدي وسارة أوس وناظم زاهي، وعدد من الوجوه الشابة.
وهناك أيضا مسلسل “أولاد جابر”، تأليف ماهر مجيد وإخراج شادي سمير. ويعد من أبرز الأعمال الرمضانية على شاشة قناة العراقية، ويحاكي قصة اجتماعية مشوقة مليئة بالإثارة والصراعات التي تحدث بين الأبناء.
وجهة نظر مخالفة للصدر تؤكد أن صناعة الدراما بدأت تتعافى تدريجيا وتحاول مواكبة التغيرات الكبرى في المجتمع
ويروم المسلسل تقديم مضمون هادف ورسالة فنية قيمة، وتشارك فيه نخبة من نجوم الفن العراقي الرواد والشباب، هم غانم حميد وغالب جواد وأميرة جواد وجلال كامل وناظم زاهي وروكيان الوادي وشروق الحسن، وآخرون.
ويعرض أيضا مسلسل “المنسيون”، وهو من تأليف مهند هادي وإخراج حيدر الشامي، ويتناول قضية كبار السن وما يمرون به من منعطفات وخذلان وأحداث كثيرة وصراعات بين جيلين مختلفين لم تسلط عليها الأضواء كثيرا في الدراما. ويشارك في المسلسل الممثلون محسن العلي وإيناس طالب وسناء عبدالرحمن وستار خضير وأسماء صفاء ومحمد هاشم وناهي مهدي، وآخرون.
ويقول متابعون إن الدراما العراقية بدأت تخرج من الإطار التقليدي إلى مجالات أوسع، مثل الجريمة والأكشن والدراما النفسية. وبعض المسلسلات العراقية أصبحت تنافس عربيًا من حيث الحبكة والأداء، وهو أمر إيجابي يعكس نضج الصناعة الدرامية في العراق.
ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات مثل ضعف بعض النصوص وتكرار المواضيع واعتماد بعض الأعمال على الإثارة المفرطة أو الميلودراما غير الواقعية، ما يفقدها عنصر الإقناع. لكن على الرغم من هذه التحديات، فإن الدراما العراقية أصبحت تحظى بمتابعة واسعة من الجمهور داخل العراق وخارجه.
من جهة أخرى هناك انتقادات تتعلق بالمبالغة في عرض مظاهر البذخ والترف في بعض المسلسلات، ما يجعلها بعيدة عن واقع الجمهور، بالإضافة إلى إقحام بعض المشاهد غير الملائمة لشهر رمضان، الأمر الذي يدفع البعض إلى العزوف عن مشاهدتها.