مفوضية الانتخابات في العراق تحسم الطعون في توقيت قاتل لقوى إيران

بغداد- أعلنت المفوضية العليا المستقلة للانتخابات في العراق في بيان الاثنين تطابق نتائج إعادة فرز أصوات أكثر من 4 آلاف محطة انتخابية، بعد الانتهاء من النظر في طعون تقدمت بها الأطراف الخاسرة في الاستحقاق.
ويأتي حسم المفوضية لملف الطعون، بعد يوم من نجاة رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي من محاولة اغتيال عبر طائرة مسيرة.
ومن المرجح ألاّ يغير إعلان المفوضية كثيرا في النتائج الأولية التي سبق وكشفت عنها، وأثارت جدلا كبيرا لاسيما من القوى الموالية لإيران التي منيت بهزيمة قاسية، وتواجه اليوم خطر استبعادها من السلطة، خصوصا بعد المغامرة “غير المحسوبة” بمحاولة اغتيال الكاظمي.
وقالت المفوضية في بيان إن “اللجنة المركزية واللجان الساندة بالإجراءات اللازمة لإنهاء ملف الطعون قد دققت في جميع أوراق الاقتراع في
المحطات المطعون بها وكانت النتائج مطابقة”.
وأشارت المفوضية إلى أنها وجدت “عددا قليلا جدا من الأوراق الباطلة وتبين أنها غير صحيحة من خلال التدقيق البصري واتّخذ ما يلزم بصددها وفقا للإجراءات والأنظمة وعرضت على مجلس المفوضية الذي بدوره رفعها إلى الهيئة القاضية للانتخابات”.
وذكرت أنها “ستعلن كافة التفاصيل في قرارات الهيئة القضائية للانتخابات وإعلان النتائج النهائية بعد ذلك”، دون أن تحدد موعدا. وبحسب المفوضية فإن إجمالي المحطات التي أعيد عدّها وفرزها يدويا بلغ 4324.
وحاولت القوى الموالية لإيران المنهزمة في الانتخابات ممارسة أقصى الضغوط على المفوضية العليا خلال عمليات العد والفرز اليدوي التي انطلقت قبل أيام، مطالبين بضرورة أن تشمل العملية كافة الدوائر الانتخابية.
ويقيم مناصرون لفصائل موالية لإيران اعتصاما مفتوحا أمام بوابات المنطقة الخضراء منذ نحو ثلاثة أسابيع، وقد صعدوا الجمعة من خطواتهم حيث عمدوا إلى محاولة اقتحام المنطقة التي تضم الدوائر والمؤسسات الحكومية إلى جانب البعثات الدبلوماسية الأجنبية، بيد أن قوات الأمن تصدت لهم ما أدى إلى وقوع قتيل فضلا عن العشرات من الجرحى من كلا الطرفين.
وغداة هذا التطور الميداني، وما أعقبه من تهديدات لقيادات من الفصائل وبينهم زعيم منظمة بدر هادي العامري وزعيم عصائب أهل الحق قيس الخزعلي بأن ما حصل “لن يمر دون عقاب”، نجا رئيس الوزراء من “محاولة اغتيال فاشلة” بواسطة “طائرة مسيّرة مفخّخة” استهدفت فجر الأحد مقرّ إقامته في بغداد، وردّ مصطفى الكاظمي على الهجوم بالدعوة إلى “التهدئة”، مع التعهد بملاحقة المتورطين.
ويرى مراقبون أن الوضع في العراق يتجه نحو المزيد من التعقيد، حيث إن الجماعات المدعومة من طهران ستواصل في سياستها التصعيدية، الأمر الذي قد يأخذ البلاد إلى منعرجات أمنية خطيرة، لا يمكن التكهن بنهاياتها.
ويشير المراقبون إلى أنه ليس من الوارد أن تتخذ قيادات هذه الجماعات خطوة إلى الوراء وتقبل بالنتائج الانتخابية، لأن ذلك لا يعني فقط فقدان امتيازات السلطة من مناصب، وموارد مالية تنعش خزائنها، بل أيضا هي تخشى من أن تجد نفسها محل ملاحقات، خصوصا بعد محاولة اغتيال الكاظمي.
وقال مسؤولان أمنيان ومصادر مقربة من الفصائل المسلحة الاثنين، إن الهجوم بطائرة مسيرة على مقر إقامة رئيس الوزراء نفذته جماعة مسلحة واحدة على الأقل من التي تدعمها إيران.
ونقلت وكالة “رويترز” عن تلك المصادر التي اشترطت عدم الكشف عن هويتها، إن الطائرة المسيرة والمتفجرات المستخدمة في الهجوم إيرانية الصنع.
4324 إجمالي عدد المحطات الانتخابية التي أعادت مفوضية الانتخابات عدّها وفرزها يدويا
وكانت الفصائل الشيعية على غرار عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله نفتا أن تكون لهما صلة بمحاولة الاغتيال، لكنّ المسؤولين الأمنيين أكدا أن فصيلا منهما على الأقل متورط في الحادث.
وتنضوي عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله ضمن تحالف الفتح الذي يعد أبرز الخاسرين في الانتخابات التشريعية التي جرت في العاشر من شهر أكتوبر، حيث فقد تقريبا ثلث تمثيله النيابي مقارنة بانتخابات 2018.
ووفق النتائج الأولية، حصد التيار الصدري 73 مقعدا، وحلت كتلة تقدم السنية في المرتبة الثانية بـ38 مقعدا، يليها ائتلاف دولة القانون بـ34 مقعدا، ثم الحزب الديمقراطي الكردستاني بـ33 مقعدا. في المقابل حصل تحالف الفتح على 17 مقعدا.