مفاوضات لبنان وإسرائيل ترحّل إلى إدارة بايدن

ملف ترسيم الحدود البحرية رهين التأثيرات الإقليمية.
الثلاثاء 2020/12/01
استنفار إسرائيلي على الحدود مع لبنان

عوامل عدة تضافرت لتشكل حائط صد أمام أي اختراق في ملف ترسيم الحدود اللبنانية الإسرائيلية، في مقدمتها رفض كل طرف إظهار أي تنازل، ودخول العامل الإقليمي بقوة على خلفية اغتيال العالم النووي الإيراني والذي تتهم طهران إسرائيل بالوقوف خلفه.

بيروت - تقول أوساط سياسية لبنانية إن تأجيل جولة المفاوضات المرتقبة هذا الأسبوع بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية والذي هو في واقع الأمر تجميد لها، كان متوقعا في ظل قناعة باستحالة تحقيق أي اختراق في ظل الوضع الراهن وعلى ضوء الشروط والشروط المضادة.

وتلفت الأوساط إلى أن ما زاد الوضع سوءا هو التوتر الذي طفا على السطح خلال الأيام الأخيرة على خلفية اغتيال العالم النووي الإيراني البارز محسن فخري زادة في عملية اتهمت طهران إسرائيل بالوقوف خلفها، متوعدة بالرد عليها.

وتبلّغ لبنان رسميا من الجانب الأميركي تأجيل جولة التفاوض المقررة الأربعاء، وقال مصدر عسكري لبناني لقد “تبلّغنا رسمياً تأجيل جلسة المفاوضات غير المباشرة، واستبدالها بجلسة خاصة مع الجانب اللبناني”، من دون تحديد الأسباب، لافتاً إلى أن الجانب الأميركي هو من طلب التأجيل.

وأوضح المصدر أن الدبلوماسي الأميركي جون ديروشر، الذي يضطلع بدور الميسّر في الجلسات، سيحضر إلى بيروت في موعد الجلسة، في قاعدة تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان في منطقة الناقورة الحدودية. وأضاف “يمكن خلالها استكمال النقاشات أو محاولة إيجاد أرضية مشتركة”.

وعقد لبنان وإسرائيل وهما رسمياً في حالة حرب، ثلاث جولات من المفاوضات غير المباشرة منذ الشهر الماضي برعاية الولايات المتحدة والأمم المتحدة، لكنها لم تسفر عن تحقيق أي اختراق.

وكان وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتس قال في العشرين من الشهر الحالي إن لبنان “غيّر موقفه بشأن حدوده البحرية مع إسرائيل سبع مرات”، محذراً من احتمال أن تصل المحادثات إلى “طريق مسدود”.

ونفت الرئاسة اللبنانية الاتهام الإسرائيلي، مؤكدة أنّ موقف بيروت “ثابت” من مسألة الترسيم. وتتعلق المفاوضات أساساً بمساحة بحرية تمتد على حوالي 860 كيلومتراً مربعاً، بناء على خارطة أرسلت في 2011 إلى الأمم المتحدة. إلا أن لبنان اعتبر لاحقاً أنها استندت إلى تقديرات خاطئة.

وطالب لبنان خلال جلسات التفاوض بمساحة إضافية تبلغ 1430 كيلومتراً مربعاً تشمل جزءاً من حقل “كاريش” الذي تعمل فيه شركة انرجيان اليونانية، على ما قالت مديرة معهد حوكمة الموارد الطبيعية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لوري هايتيان في وقت سابق، معتبرة أن البلدين دخلا “مرحلة حرب الخرائط”.

ويشكك كثيرون في جدية المباحثات منذ البداية، معتبرين أن قبول أقطاب السلطة في لبنان الجلوس إلى طاولة التفاوض مع الجانب الإسرائيلي لم يكن الغرض منه سوى امتصاص الغضب الأميركي وربح الوقت، إلى حين وصول إدارة أميركية جديدة.

ويرى المراقبون أن عملية اغتيال العالم الإيراني نسفت أي بصيص أمل في إمكانية تحريك هذا الملف، مشيرين إلى أن هذه المحادثات سترحل إلى إدارة جو بايدن التي لا يعرف بعد كيف ستتعاطى معها، فهل سيكون بشكل منفصل عن باقي الملفات أو أن الأمر سيكون في إطار توافقات إقليمية أشمل لاسيما وأن حزب الله المدعوم إيرانيا هو الطرف المهيمن حاليا على سلطة القرار في لبنان.

وقام الطيران الإسرائيلي أمس بالتحليق بشكل مكثف في الأجواء اللبنانية وعمد إلى شن غارات وهمية، فيما بدا رسالة تحذيرية للبنانيين من مغبّة حصول أي رد عبر أراضيهم على اغتيال العالم الإيراني.

2