مغردون لعون: #لبنان_بلد_نفطي إعلان متسرع

جدال على مواقع التواصل بين مشككين بحقيقة إعلان ميشال عون لبنان بلدا نفطيا وبين مرحبين بتغيير وجه البلاد.
السبت 2020/02/29
خلاف حول إنجاز "أبو الكل"

أثار إعلان الرئيس اللبناني ميشال عون لبنان بلدا نفطيا، موجة واسعة من الجدل على مواقع التواصل الاجتماعي، وعكست السخرية على الموضوع يأس اللبنانيين من إمكانية التغيير في ظل الطبقة السياسية الحاكمة للبلاد، بينما قلل مغردون من أهمية الإعلان الذي لا يستند إلى دراسات واقعية.

بيروت - تفاعل ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مع إعلان الرئيس ميشال عون عن انضمام لبنان رسميا إلى “نادي الدول النفطية” بمزيج من الترحيب والتشكك والسخرية من الاكتشاف الذي قد يغير وجه لبنان، ويقلب الموازين لدى اللبنانيين الفاقدين للثقة بالحكومة والسياسيين.

وأعلن الرئيس عون عن قرب إطلاق عمليات حفر البئر الأولى للتنقيب عن النفط في مياه لبنان الإقليمية.

وأضاف في خطاب متلفز للشعب اللبناني، “إن اليوم الذي سيدخل فيه لبنان إلى نادي الدول المنتجة للنفط قد جاء، وهو حدث سيشكل حجر الأساس للصعود من الهاوية وتحويل لبنان إلى بلد منتج”.

وأكد أن لبنان سيدافع عن ثروته النفطية ومياهه الإقليمية ضد أي اعتداء وأن الثروة النفطية هي للبنان ولكل اللبنانيين.

وتابع “هذا الحدث سيشكل حجر الأساس للصعود من الهاوية ومحطة جذرية لتحوّل اقتصادنا من اقتصاد ريعي نفعي إلى اقتصاد منتج يساهم فيه الجميع ويستفيد منه الجميع. مصمّمون على تحمل مسؤولية مواجهة سياسات اقتصادية خاطئة وتراكمات متلاحقة ومتعددة ووضع حد لها بهدف وقف المسار الانحداري الذي أوصلنا منذ عقود إلى ما نحن عليه”.

وفور بث الخبر، انتشر هاشتاغ #لبنان_بلد_نفطي، وتوالت التغريدات التي تعبر عن عدم ثقة الشعب بالسياسيين الذين يستولون على مقدرات البلاد وفق تعبيرهم، وقالوا إن هذه السلطة لم تحافظ على المال العام، والأملاك العامة، ولا على المؤسسات، كما لم تحافظ على ودائع المواطنين وعلى الأمن. فكيف تريدون منا أن نثق بها للمحافظة على نفط وثروة الشعب اللبناني؟ وكتبت مغردة:

ManalAjram1@

من باب الاحتياط فينا من اليوم نبلّش (نبدأ) نطالب بقانون استرجاع أموال النفط المنهوبة. #لبنان_بلد_نفطي.

وسخر آخرون من بطء الإجراءات الحكومية التي قد تستغرق سنوات عديدة حتى يتم البدء باستخراج البترول، وقال أحدهم:

chadi_elayache@

#لبنان_بلد_نفطي بس يطلع النفط من البحر بلبنان، بيكون العالم أصبح يستعمل “الطاقة البديلة” عن النفط.

ونشر مغرد صورة ساخرة ومعدلة بالفوتوشوب لطائرة تابعة لخطوط طيران الشرق الأوسط، وهي تحط في مطار بيروت والركاب يتزاحمون على أجنحتها، وعلّق “وصول عشرات الآلاف من المغتربين اللبنانيين صباح اليوم إلى مطار رفيق الحريري، وعند سؤالهم عن عودتهم المفاجئة، كان جوابهم ‘أتينا نشتغل ببلدنا بلد النفط والخيرات ونريد أن نعيش ونموت على تراب الوطن الغالي'”.

من جانب آخر، علق خبراء في مجال استخراج النفط على إعلان الرئيس عون، داعين إلى التمهل قبل تسمية لبنان بلدا نفطيّا، إذ يحتاج الأمر إلى الكثير من الدراسات والتجارب. واستغرب بعضهم كيف تقوم دولة بالإعلان عن نفسها دولة نفطية لمجرد البدء بحفر بئر استكشافية، وأضافوا أن إعلان #لبنان_بلد_نفطي للمرة الثانية خلال بضع سنوات، وقبل اكتشاف أي شيء، يدل على قلة الاحتراف ويعطي إشارة سلبية. وأوضح خبير:

moekhoder@

أنا كمهندس بترول، بحب خبركن أنه بعد بكير كثير نعلن لبنان بلد نفطي.

بعد حفر البئر الأولى بقبرص، طلعت بئر جافة يعني غير منتجة وهيدا الشي خلاهن يعملوا دراسات أعمق ومن سنتين لأعلنوا بلد نفطي.

بالمجال النفطي “الهوبرة” الإعلامية والمزايدات السياسية غير مفيدة.

#لبنان_بلد_نفطي

ونشر عون تغريدة على صفحته في تويتر، كتب فيها “كنت على يقين منذ عودتي بعد سنوات المنفى، أنّ هذا الحلم يجب أن يتحقق وكان التزامنا من خلال تكتل التغيير والإصلاح الذي ترأسته والوزارات التي توليناها ولاسيما وزارة الطاقة التي تسلمها الوزير باسيل والوزراء الذين تعاقبوا من بعده أن نعمل ليلا نهارا من أجل تحقيق الحلم الذي سأطلقه يوم غد”.

وحاول البعض النظر بإيجابية إلى الموضوع مستنكرا التشاؤم والانتقاص من الموضوع، فكتب الإعلامي جمال فياض:

jamalfayad@

التبخيس بموضوع البدء بالتنقيب عن النفط في بحر لبنان، والسخرية من الموضوع وتسخيفه، يدل على أمرين:

الأول غيرة قاتلة ممن لم يحصل هذا الحدث التاريخي في عهده في السلطة، والثاني تفضيل الكيدية وإفشال الآخر بالنكاية. وهذان أمران لا يبنيان دولة!

ما زلنا نفضل فشل الآخر على مصلحة الوطن!

وتحول الموضوع إلى نقاش جاد بهذا الشأن، إذ رد ناشطون على تغريدة فياض، بأن الموضوع لا علاقة له بالكيدية والانتقاص من الدولة، إنما الأمر يتعلق بواقع لبنان ومن يحكمه، وعبرت ناشطة:

EzzZahia@

كلام غير موضوعي، وغير دقيق، تسخيف الناس للموضوع لم يأت لأنهم يعيشون حالة من الغيرة، أو كيدية كما تدعي، بل لأنهم يشعرون بالقرف من تيار يدعي القدسية والنزاهة وخسر لبنان الكثير من الامتيازات بسبب حقده وكيديته، ولعبه على الوتر الطائفي.

وأضاف آخر:

Annsaaieh1@

لا تبخيس ولاغيرة، هل تعتقد أن الذي سرق ودائع الناس وأموال مستدانة بالفوائد لإنعاش البلد لن يسرق خيرات البلد؟ إيران وحزب الله يرزحان تحت الحصار والفقر وهما يديران البلد، سيأخذان كامل النفط وليس جزءا منه في ظل حكومة ورئاسة مسيّرتين بالكامل.

ورأى آخرون أن #قصة_بي_الكل انتهت ولن يعيدها الحديث عن إنجازات وهمية، وقالوا إن هذا الإعلان ليس إنجازا، إذ كان كميل شمعون أول من نقّب عن النفط لكن الكلفة كانت أكبر من الإنتاج، لذلك لا يجب إطلاق الوعود بالنفط دون التأكد من النتائج.

ويمر لبنان بأزمة مالية واقتصادية صعبة، إذ يتعين عليه الشهر المقبل تسديد سندات اليوروبوندز، التي تبلغ قيمتها مليارا و200 مليون دولار، وهو أكبر استحقاق دين للبلد المأزوم اقتصاديا للعام الجاري.

وتمتلك هيئات خارجية 800 مليون دولار من القيمة الكاملة للدين، ما يجعل قسمة الدين الخارجي أكبر من الدين الداخلي.

وفي حال تسديد الدين، قد تتفاقم أزمة سيولة الدولار التي تشهدها البلاد، والتي دفعت مصارف لبنانية إلى فرض قيود قاسية على سحب العملة الأجنبية، مما أدى إلى احتجاجات غاضبة.

19