مغربية توثق الأجواء الرمضانية لبلادها عبر لوحات رقمية

الشابة المغربية تتبع أسلوبا خاصا بها في رسومها، إذ أنها استبدلت أوراق الرسم واللوحات بالألواح الرقمية وشاشات الكمبيوترات.
الخميس 2021/04/29
أجواء رمضان بالرسوم

المحمدية (المغرب) – اختارت الشابة المغربية هاجر زكريا أن تُعرّف بالأجواء والطقوس الرمضانية الخاصة بالمغرب عبر رسوم توضيحية رقمية تحرص على مشاركتها مع متابعيها عبر المواقع الاجتماعية بشكل يومي.

وتبحث زكريا (24 عاما) بجد في المخزون التراثي للمغاربة وتنهل من عاداتهم وأعرافهم وتقاليدهم المتعلقة بالشهر الكريم وتشحذها بمعانيَ جديدة في رسوم رقمية أخاذة.

وتتبع الشابة العشرينية المقيمة في مدينة المحمدية (غرب المغرب) أسلوبا خاصا بها في رسومها، إذ أنها استبدلت أوراق الرسم واللوحات بالألواح الرقمية وشاشات الكمبيوترات.

وتتنوّع رسوم زكريا الرقمية الرمضانية، بدءا من زربية الصلاة المزركشة بأهداب مشتتة، مرورا بمدفع من مدافع المدن العتيقة والمبخرة الرمضانية، وصولا إلى طبق الكسكس، وحساء الـ”حريرة”.

وقالت زكريا لوكالة الأنباء المغربية “أخذت على نفسي منذ رمضان الماضي أن أنشر كل يوم رسما توضيحيا له علاقة بأجواء وطقوس رمضان”.

وأضافت “كنت في البداية أود أن أستثمر موهبتي في الرسم في عالم تصميم الأزياء. حاولت الالتحاق بمدرسة في هذا المجال لكن للأسف لم يحالفني الحظ”. وتابعت “بعدها، سجلت نفسي في مدرسة متخصصة في التطوير متعدد الوسائط والرسوم البيانية والتوضيحية”.

وأشارت “هذا تخصص سمح لموهبتي في الرسم بالازدهار وإن بأدوات جديدة وغير ملموسة، فخلال دراستي كان ميلي واضحا وشديدا للرسوم التوضيحية، وهو المجال الذي أتخصص فيه اليوم ويأخذ المساحة الأوسع من أعمالي”.

ولا ترى زكريا فرقا بين أن ترسم على الورق أو أن ترسم على شاشة رقمية لكمبيوتر أو جهاز لوحي، لافتة إلى أنها تساءلت كثيرا في البداية عن مدى قدرتها على النجاح في الرسم بواسطة فأرة الكمبيوتر بدل الفرشاة والألوان، فالأمر بدا لها غربيا.

وتابعت أنها “سرعان أن فهمت أن البرنامج المعلوماتي ليس إلا أداة مثل أدوات الرسام المادية كالفرشاة والأقلام، فمثلا إذا كلّفت ثلاثة رسامين توضيحيين بنفس المهمة ستختلف النتائج النهائية حسب حساسية كل واحد”.

والرسم التوضيحي الرقمي يتمثل في تقنية استخدام الكمبيوتر لإنتاج أعمال فنية أصلية، حيث يستخدم الرسامون مجموعة من البرامج التوضيحية وبرامج تحرير الصور لإنشاء الفن الرقمي.

وفقدت زكريا عملها بسبب جائحة فايروس كورونا، وهو ما جعلها متفرغة تماما لعرض خدماتها بشكل مستقل وذاتي، مركزة في أعمالها الرقمية على تقديم الخصوصية المغربية التقليدية.

ولقيت أعمالها التي تنشرها على صفحاتها بالمواقع الاجتماعية تجاوبا كبيرا، حيث تمكنت من كسب زبائن.

وقالت زكريا “زبائني يطلبون مني تصاميم وشعارات وعلامات قريبة من الأسلوب الذي أشتغل عليه في رسومي، كما أن بعض دور النشر والمعارض الفنية بدأت تطلب إسهامي في أعمالها”.

إلا أنها لفتت إلى أن هذا العمل لا يخلو من الصعوبات ومن بينها أن بعض الزبائن يتعاملون معها على أنها مجرد آلة تنفيذ تقنية بلا رأي، ولا يرون في اقتراحاتها بخصوص الألوان أو الأشكال أو الإضاءة الرقمية وغيرها أي قيمة.

وتشدد زكريا على أن “للرسام التوضيحي رأيا في الألوان ودلالاتها والأشكال والأحجام ومعانيها، وهو رأي يجب الإنصات له”.

وعلى الرغم من أن البرامج المعلوماتية قادرة على مد مستخدميها بالآلاف من الشعارات والعلامات المميزة والجاهزة للاستعمال والتي يمكنهم شراؤها من خلال الشبكة العنكبوتية، فإن زكريا تؤكد أن أصحاب الشركات والمواقع لن يغامروا بالحصول على شعارات متاحة للجميع، بل يفضلون التفرّد، فهم يبحثون عن هوية بصرية خاصة بهم.

ولا يعد الرسم التوضيحي الرقمي مجرد تلاعب في الصور باستخدام البرامج؛ بل هو صنع فعلي للفن الجديد باستخدام الأدوات الرقمية، وهناك اهتمام متزايد بهذه السوق لاسيما بعد بيع لوحة رقمية في مارس الماضي في مزاد مقابل 69 مليون دولار في رقم قياسي يشهد على فصل جديد من تاريخ الفن.

24