معضلات جدية تواجه إدارة بايدن في أفغانستان

الخارجية الأميركية تؤكد أن مستوى العنف في أفغانستان ما زال مرتفعا جدا ما يضر بأجواء أي اتفاق لتسوية النزاع.
السبت 2021/02/13
هجمات متكررة ضد القوات الأميركية

كابول- يواجه الرئيس الأميركي جو بايدن معضلات جدية في أفغانستان حيث يقترب موعد الانسحاب الكامل للقوات الأميركية في حين لا تبدو طالبان مستعدة لنبذ العنف.

وطلبت الإدارة الأميركية مراجعة الاتفاق الموقع مع طالبان في الدوحة في فبراير 2020 والذي ينص على الانسحاب التام للقوات الأميركية بحلول الأول من مايو لقاء ضمانات أمنية من قبل المتمردين وتعهدهم بالتفاوض بشأن اتفاق سلام مع الحكومة الأفغانية.

ومفاوضات السلام التي انطلقت في الدوحة في سبتمبر تتقدم ببطء. ولا يمر يوم في أفغانستان دون أن تنفجر قنبلة وتشن هجمات على القوات الحكومية أو تنفذ محاولة لاغتيال شخصيات من المجتمع المدني.

وأعلن مسؤول كبير في الخارجية الأميركية هذا الأسبوع أن “مستوى العنف ما زال مرتفعا جدا (…) وهذا أمر مخيب ومقلق للغاية”، مضيفا “هذا يضر بلا شك بأجواء أي اتفاق لتسوية النزاع الأفغاني”.

وتنفي طالبان مسؤوليتها عن اعتداءات محددة الأهداف وتبنى تنظيم الدولة الإسلامية معظمها. لكن واشنطن مدركة تماما من يقف وراءها.

حركة طالبان هددت الولايات المتحدة بتصعيد جديد في الحرب إذا لم تنسحب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان

وقال المسؤول “من وجهة نظرنا طالبان مسؤولة عن غالبية الاغتيالات المحددة”. وأضاف “هذا يرمي بوضوح إلى إحباط معنويات المواطنين (…) وإلى زيادة شكوك الناس في حكومتهم وتعزيز فكرة أن انتصار طالبان أمر لا مفر منه”.

وفي نظره فإن إدارة بايدن التي تبقى مصممة على تطبيق اتفاق الدوحة باتت تواجه “معضلات جدية”.

وبعد توقيع هذا الاتفاق واصل المتمردون مهاجمة القوات الأميركية التي لم تخسر أي جندي في المعركة منذ عام. وإذا قررت واشنطن إبقاء قواتها على الأرض بعد استحقاق مايو ستستهدف مجددا بالتأكيد.

وفي حال انسحبت الولايات المتحدة بشكل تام فستترك الحكومة الأفغانية الهشة تحت رحمة خصم مستعد لأي شيء للوصول إلى السلطة، ما قد يفضي إلى مجازر جديدة سيكون من الصعب على المجتمع الدولي تجاهلها.

وهددت حركة طالبان الولايات المتحدة بتصعيد جديد في الحرب إذا لم تنسحب القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي (ناتو) من أفغانستان، وفقا لما تم الاتفاق عليه.

وقالت الحركة في موقعها الرسمي “إذا تم إلغاء اتفاق الدوحة سيقود ذلك إلى حرب ضروس ستقع مسؤوليتها بشكل مباشر على عاتق الولايات المتحدة”.

وتعاني أفغانستان حربا منذ عام 2001 حين أطاح تحالف عسكري دولي تقوده واشنطن بحكم طالبان لارتباطها آنذاك بتنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات 11 سبتمبر من العام نفسه في الولايات المتحدة.

5