معرض كتاب كويتي يحتفي بالكتاب الشباب وذوي الاحتياجات الخاصة

الحياة الثقافية في الكويت تستعيد حيويتها بافتتاح رابطة الأدباء الكويتيين لمعرض الكتاب الصيفي تحت عنوان “القراءة أفق المعرفة”.
الاثنين 2021/08/23
أول معرض حقيقي بعد سلسلة من المعارض الافتراضية

الكويت - استعادت الحياة الثقافية في الكويت حيويتها ودفئها السبت بافتتاح رابطة الأدباء الكويتيين لمعرض الكتاب الصيفي تحت عنوان “القراءة أفق المعرفة”.

والمعرض الذي يحتضنه مقر الرابطة في منطقة العديلية بمحافظة العاصمة (الكويت)، حتى الثامن والعشرين من شهر أغسطس الجاري هو أول معرض كتاب مفتوح للجمهور يُنظم في الكويت منذ إيقاف جميع التجمعات في مارس العام 2020 ضمن سلسلة إجراءات اتخذتها السلطات للحد من انتشار مرض فايروس كورونا الجديد.

وقالت جميلة سيد علي عضو مجلس إدارة رابطة الأدباء الكويتيين إن هذا أول معرض حقيقي بعد سلسلة معارض افتراضية نظمتها وشاركت فيها الرابطة منذ مارس العام 2020.

وأضافت “يبقى لوجود الكتاب بأوراقه وبأشكاله المتنوعة أثر كبير في نفوسنا لذلك حرصنا على تنظيم هذا المعرض بعد رفع القيود الصحية ولكن مع الالتزام الكامل بالاشتراطات الصحية”.

وتشارك 25 دار نشر في هذا المعرض فضلا عن كُتّاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بعضهم يشارك بأول إصدار له.

المعرض يشهد مشاركة 25 دار نشر فضلا عن كُتّاب من ذوي الاحتياجات الخاصة بعضهم يشارك بأول إصدار له

وأوضحت سيد علي أن مشاركة كُتّاب من هذه الفئة في هذه الفعالية تدلّ بشكل قاطع على أن الإعاقة تحفّز الإبداع في نفس الإنسان ولا تؤدي إلى الإحباط والسلبية بل تزيد الهمة وترتقي بها.

وأشار نائب رئيس فريق “انضموا للتحدي” فالح المياح إلى أهمية إتاحة رابطة الأدباء الفرصة للكتاب من ذوي الاحتياجات الخاصة لبيع كتبهم في هذا المعرض.

وأضاف أن هناك عددا من المشاركين بكتب متنوعة سيعود ريع بيع بعضها للأعمال الخيرية ورسالتنا الأساسية هي التأكيد على أن الإعاقة لا يمكن أن تمنع الإبداع.

ويشارك المترجم فيصل كريم الظفيري (48 عاما) بإصدارين جديدين في هذا المعرض، وقال الظفيري الذي يعاني من إعاقة حركية منذ الولادة “هذا حدث تاريخي بالنسبة إلي فأنا حديث العهد بعالم النشر واستغللت فترة الإغلاق الصحي في العمل وأنهيت ترجمة كتابين”.

ووصف الظفيري حرص الرابطة على مشاركة ذوي الاحتياجات الخاصة في هذا المعرض باللفتة الطيبة، مضيفا “هناك من يعتقد أن ذوي الاحتياجات الخاصة يمكن أن يبرزوا في الرياضة فقط ولكن هذا أمر خاطئ، إذ يمكن لهم أيضا البروز في قطاع الثقافة وتكون لهم إنتاجات فكرية وإبداعية. رابطة الأدباء استشعرت هذا، ممّا يحسب لصالحها”.

ورغم الإعاقة الحركية، تمكّن يعقوب الشمري (35 عاما) من المشاركة في المعرض برواية جديدة تحت عنوان “نقطة تحول”.

وقال الشمري إنه فرح جدا بالمشاركة بعد نحو سنتين من مكوثه في البيت، مضيفا “أنهيت هذه الرواية قبل انتشار كورونا لكنها لم تجد طريقها للعرض في معارض الكتاب بسبب إلغائها نتيجة الإجراءات الصحية التي فرضت لمكافحة المرض”.

وشهد المعرض تكريم الكاتب الكويتي فاضل خلف.

وأوضحت سيد علي أن هذا التكريم هو اعتراف لجهود رواد الثقافة في الكويت، وتابعت “فاضل خلف هو من الأدباء المؤسسين لرابطة أدباء الكويت وهو أديب ومفكر وكاتب قصة وروائي وشاعر وشغل مناصب عديدة في الصحافة كما مثل الكويت في الخارج ونحن نعتز بحضوره وافتتاحه للمعرض وتكريمه أيضا”.

الحياة تعود إلى دور عرض الكتب في الكويت
الحياة تعود إلى دور عرض الكتب في الكويت

وفي موازاة ذلك، وقّع عدد من الكتاب مؤلفاتهم الجديدة خلال المعرض، بينهم سيد علي التي وقّعت روايتها الجديدة “حب الزهور”.

ولم تمنع الأزمة الصحية ولا تداعياتها الاقتصادية الكاتب الكويتي سعد الدهش من إطلاق دار أروقة للطباعة والنشر والتوزيع قبل نحو عام.

وقال الدهش على هامش مشاركته في المعرض إن حبه للكتب والورق دفعه للمغامرة بفتح الدار بعيدا عن موازين الربح والخسارة.

وأضاف متحدثا عن عودة النشاطات الثقافية الحضورية في الكويت “اليوم عادت الحياة الطبيعية في مجال الثقافة ونحن فرحون جدا للقاء هذه الكوكبة الكبيرة من الكتاب والمثقفين والموهوبين”.

وتابع “هذه خطوة إيجابية تؤكد أننا في الطريق للقضاء على كوفيد – 19 نفسيا ومعنويا”.

وشارك في المعرض عدد كبير من الكتاب الشباب الكويتيين بينهم المصور الفوتوغرافي صالح تقي الذي أصدر أخيرا كتابا مصورا تحت عنوان “بيت الصواري”، رصد فيه الحياة البحرية في البحر  المتوسط خاصة في منطقة الإسكندرية.

وقال تقي إن هذا المعرض ضروري جدا لشحن طاقة الكتاب والمؤلفين، بعد الإغلاق الطويل الذي شهدناه خلال انتشار مرض كورونا، كما أنه فرصة للالتقاء بالمثقفين والاطلاع على جديدهم.

ولم يخف عبدالوهاب المهنا (24 عاما) سعادته هو الآخر بروايته الأولى “لحظات مؤلمة”، التي تزامن صدورها مع عودة تنظيم معارض الكتب في البلاد، كما عبّر عن أمله في عودة الحياة إلى طبيعتها بشكل كامل.

ويُفتح المعرض أمام الجمهور لمدة ثلاث ساعات يوميا، حتى السبت المقبل، وذلك من الساعة الخامسة مساء وحتى الثامنة، وسط توقعات بإقبال كبير من القراء بعد فترة طويلة من توقف النشاطات الثقافية.

14