معرض كاريكاتير بدمشق ينقذ "ضيعة ضايعة" من الضياع

روح الفنان السوري الراحل الراحل نضال سيجري حضرت بقوة في دورة هذا العام، حيث رسمه العديد من الفنانين السوريين والعالميين في لوحات خاصة جسدت ملامح وجهه.
الأربعاء 2019/04/10
عقارب الساعة سيف بتار لا يرحم أحدا

تنافست أكثر من مئة لوحة كاريكاتير لفنانين من 67 دولة على جوائز معرض سوريا الدولي للكاريكاتير في نسخته الخامسة عشرة، والذي حمل هذا العام عنوان “الوقت في تحية لروح الفنان الراحل نضال سيجري”. وعن المعرض وأهدافه التقت “العرب” الفنان السوري رائد خليل، مؤسس المعرض في عام 2005، فكان هذا الحوار.

دمشق - احتفى معرض سوريا الدولي لفن الكاريكاتير المختتم حديثا في دار أوبرا دمشق بثيمة الوقت كعنوان رئيسي لنسخته الخامسة عشرة، كما أهدى القيمون على المعرض دورة هذا العام إلى روح الفنان السوري الراحل نضال سيجري.

ويقول الفنان السوري رائد خليل، صاحب فكرة المعرض والمشرف العام عليه، لـ”العرب” “شارك في المسابقة الرسمية هذا العام أكثر من خمسمئة فنان من دول العالم، وقد عرضت فيه بعد التدقيق والاختيار مئة لوحة من سبع وستين دولة، وحدد المعرض في ثيمته الأساسية لهذا العام موضوع الوقت، حيث تناول الرسامون هذه الموضوعة بالكثير من وجهات النظر فرسموها وفق رؤى مختلفة ومتعددة، متشابهة ومتضادة أحيانا”.

سخرية من الوقت

من لم يستغل الوقت جيدا مات كمدا
من لم يستغل الوقت جيدا مات كمدا

عرضت في المعرض عدّة لوحات جسدت الناس في الوقت الحاضر كمن يلتهمهم الوقت وثوانيه الثقيلة، بينما رسم آخر لوحة أوجد فيها قدرا كبيرا من السخرية بحيث يتم التعامل بالزمن الرملي في عصر الثقافة الإلكترونية، في حين شدد آخرون على فكرة أن الوقت عدو للناس في فرصهم وحياتهم في ما لو لم يتم استخدامه جيدا.

ويقول رائد خليل عن هذه التجربة المتجددة وسبب اختيار موضوعة الوقت “أردنا أن نتحدث عن الوقت، لأنه تفصيل هام في الحياة، وهو يعني الكثير لكل الناس، الوقت هو عصب الحياة، لذلك هو مهم ويعني الجميع من وجهات نظر مختلفة”.

رائد خليل: نضال سيجري لم يكن طاقة فنية هامة فحسب بل طاقة إنسانية أيضا
رائد خليل: نضال سيجري لم يكن طاقة فنية هامة فحسب بل طاقة إنسانية أيضا

وعن سبب اختياره الفنانَ الراحل نضال سيجري ليكون ضيف شرف هذه الدورة، قال خليل “هي لفتة منا تجاه صديق محب ومحترم، كان معنا عندما كنا في البدايات، فهو كان محكما معنا في الدورة الأولى التي عقدت عام 2005، وظل دائما داعما ومؤيدا للخطوات التي كنا نقوم بها على الدوام في تأطير عملنا بما هو أفضل وأحسن، نضال سيجري لم يكن طاقة فنية هامة فحسب، بل كان طاقة إنسانية أيضا، أحب الجميع وعمل على مساعدتهم والوقوف إلى جانبهم عندما كان قادرا على ذلك”.

والراحل نضال سيجري (1965-2013) كان حاضرا بقوة في دورة هذا العام، حيث رسمه العديد من الفنانين السوريين والعالميين في لوحات خاصة جسدت ملامح وجهه وأحيانا تفاصيل مهنية مستندة لظهور حققته بعض الشخصيات التي قام بأدائها مثل شخصية “أسعد” في المسلسل الشهير “ضيعة ضايعة”.

تكريس فن الكاريكاتير

أقرت لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمعرض، فوز الفنان بافل ماتشوكا من التشيك بالجائزة الأولى، فيما ذهبت المرتبة الثانية للفنان ألكسندر كليشنكو من روسيا، ونال الثالثة فلاديمير بافليك من سلوفاكيا، كما وزعت ثلاث جوائز خاصة نالها فنانون من أستراليا ورومانيا، إضافة إلى أربع جوائز شرف ذهبت إلى هولندا والجزائر وإيران.

وتكونت لجنة تحكيم المسابقة في دورتها الخامسة عشرة من الناقد التشكيلي سعد القاسم والفنان التشكيلي موفق مخول والأكاديمي ماهر الخولي، عميد المعهد العالي للفنون المسرحية، والفنان التشكيلي حسن إسماعيل.

روح نضال سيجري ترفرف على المعرض
روح نضال سيجري ترفرف على المعرض 

وحفل المعرض هذا العام بتقديم مجموعة من الكتب التي وزعت مجانا على الرواد، قدمت فيها أبحاث في فن الكاريكاتير والمسرح، وعن ذلك يقول رائد خليل “هذا نمط من التفكير، نقتنع به ونقوم على تنفيذه في المعرض والمسابقة الدولية التي يقدمها، وهو شكل غير متبع إلاّ ما ندر في المعارض الدولية حيث تقدم المطبوعات هناك لقاء أثمان مالية حتى ولو كان الشخص محكما فيها، لكننا في المعرض السوري أردناه شكلا مختلفا، رغبة منا في تقديم المزيد من المعرفة لهذا الفن وتقريبه أكثر فأكثر إلى الناس ليكونوا على اطلاع أكبر على تفاصيله بالتذوّق والخوض فيه لاحقا، نحن استقدمنا مواد فنية عالمية وطبعناها في كراسات أنيقة ووضعناها في متناول الجمهور لتعم الفائدة على الجميع”.

وأطلق الفنان السوري رائد خليل معرض سوريا الدولي لفن الكاريكاتير في عام 2005، وقد استقطب إليه عبر سنين عديدة الكثير من قامات هذا الفن العالمي، واتسعت شهرة وأهمية المعرض حتى صار أحد المهرجانات العالمية المعتمدة وبوابة عبور إبداعية هامة لمبدعي هذا الفن.

ورائد خليل، أحد الأسماء اللامعة في مجال رسم الكاريكاتير في سوريا، وهو الذي عمل في العديد من المجلات والصحف السورية، كما ساهم برسوماته في الكثير من المجلات العربية والعالمية في لبنان وإيطاليا وبولندا وغيرها، وله مجموعة من الكتب المعنية بفن الكاريكاتير، منها “الكلام عليكم” و“المسرح” و“أقلام” و“وجوه” و“المرأة”، وكتاب عن الفنان الفلسطيني الراحل ناجي العلي.

16