معرض جدة للكتاب يسلط الضوء على الثقافة السعودية

جدة (السعودية) – قدم البرنامج الثقافي لـ”معرض جدة للكتاب 2022″، والمُقام طيلة أيام المعرض تحت قبة “سوبر دوم” بجدة، عددا هاما من الفعاليات التي سلطت الضوء على عناصر الثقافة والتراث السعوديين، علاوة على تقديم نظرة هامة لأهم مستجدات الثقافة والفنون في العالم العربي وإصدارات الكتب التي يقدمها المعرض.
وشهد يوم الثلاثاء خمس جلسات حوارية، وورشة عمل ناقشت مختلف المجالات المعرفية والثقافية، واستضافت هذه الفعاليات مجموعة من كُتّاب المقالة العربية، في الوقت الذي خصصت فيه جلسة حوارية للفنان المصري أحمد حلمي.
وانطلق برنامج اليوم السادس للمعرض بجلسة حوارية حول الأعمال الروائية السعودية، وفرص تحويلها إلى أعمال سينمائية، حيث ناقشت الندوة آفاق ومستقبل اقتباس الروايات السعودية على شاشات السينما والتلفزيون، والعوائق والتحديات المحتملة التي ستواجه الروايات وكتّابها في حال خوضهم هذه المغامرة، بمشاركة صانع الأفلام أيمن طارق جمال، واستشاري تحليل النصوص الدرامية ماهر منصور، والكاتبة سحر بحراوي، والكاتب عبدالوهاب العريض.
المعرض يواصل تقديم الندوات النقدية واللقاءات الأدبية والفكرية والثقافية علاوة على عدد هام من الإصدارات السعودية
وخصص المعرض ندوة للصناعات المتعلقة بالأزياء، وإرثها الثقافي ودلالات أزياء الشعوب، من خلال لقاء مع المصممة سارة أبوداود وخبيرة الأزياء عليا خليل وخبيرة الموضة ندى باعشن.
وفي الندوة الثالثة بعنوان “ما لم تقله المقالة: تجارب وشهادات عمالقة المقالة العربية”، حاور الدكتور محمد الخازم سمير عطاالله وحازم صاغية عن الذي لم تقله المقالة بعد، فيما ناقش المعرض في الندوة الحوارية الرابعة أدب اليافعين، مع كل من الناقد عبده وازن والمخرجة الوثائقية الدكتورة عفاف طبالة ورئيسة المجلس الإماراتي لأدب اليافعين مروة العقروبي. فيما شهد البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض تقديم ورشة عمل حول العمق اللغوي في اللهجات السعودية، قدمها الدكتور عبدالرزاق الصاعدي.
وتقدم مؤسسات عديدة عبر أجنحتها في المعرض عددا من الإصدارات الهامة، إذ يشارك مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية في المعرض بأكثر من 100 عنوان من بينها كتاب “سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم” وهو أحدث إصدارات المركز في مجال تحقيق التراث، بالإضافة إلى عدد من العناوين لنفائس التراث العربي والإسلامي في طبعات قديمة وجديدة.
كما يشارك مركز البحوث والتواصل المعرفي في المعرض بجناح يحتوي على مجموعة من الإصدارات المتنوعة من الكتب والدراسات الصادرة خلال 2021، ومجمل الدراسات التي نشرها المركز منذ إنشائه. وتنوعت عناوين الجناح ما بين إصدارات متخصصة وبحوث محكمة وترجمات وتحقيقات تراثية ومعاجم لغوية، إلى جانب عدد من الكتب المترجمة.
ويشرح المركز لزواره اهتمامه بالدراسات الصينية، والترجمة المتبادلة بين اللغتين العربية والصينية، من خلال برنامج النشر المشترك، مع مؤسسات علمية وثقافية صينية، منها: دار إنتركونتيننتال للنشر الصينية، وجامعة بكين، ومركز الدراسات الصيني – العربي للإصلاح والتنمية، وعرض مجموعة من الكتب والروايات السعودية المترجمة إلى الصينية، خاصة في مجال تطوّر العلاقة بين السعودية والصين، وأخرى عن تطوّر العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الصين والدول العربية.
ويستعرض جناح المركز أهم الأعمال الصادرة مؤخراً، منها: “معجم العباب الزاخر واللباب الفاخر”، و”الحجاج في الخطاب السياسي السعودي: مقاربة تداولية”، و”المنافسات الأولمبية العلمية: السعودية في الطليعة”، و”العلاقات السعودية – الهندية: الحالة الراهنة واستشراف المستقبل”.
وكان لمبادرة “عام القهوة السعودية 2022” حضور لافت ومميز في معرض جدة هذا العام، من خلال استقبالها للزوار والترحيب بهم في ركنها الخاص الواقع في إحدى واجهات المعرض.
ويُسلط الركن الضوء على القهوة السعودية بوصفها منتجاً ثقافياً مميزاً للمملكة، منذ ما يزيد عن 300 سنة عبر زراعتها في مزارع البُن الخولاني السعودي -أحد عناصر التراث الثقافي غير المادي المسجل في اليونسكو مؤخراً- المتركزة في المنطقة الجنوبية، والمتميزة بمدرجاتها الجبلية المناسبة لزراعة مثل هذه النبتة، والتي تنتشر على مساحة شاسعة تشمل مناطق جازان وعسير والباحة، فيما يبلغ حجم الإنتاج نحو 2388 طناً من البن و398 طناً من البن الصافي سنوياً.
كما تضمن الركن استعراضاً لمجموعة من الأدوات المستخدمة في تحضير القهوة السعودية ومنها: المحماس، وليف الدلة، والفناجين، ومبرد القهوة، والمعاميل، والنجر، إضافة إلى بعض أصناف التمور التي تقدم مع القهوة السعودية، فيما تعرّف زوار المعرض على أبرز مكونات القهوة السعودية في مختلف مناطق المملكة، ودرجات الاختلاف بينها، والتي تتضح من خلال النكهة واللون، حيث يعرف أن لون القهوة في المنطقة الجنوبية يتميز بدرجته الفاتحة، فيما يزداد غمقها كلما تم الاتجاه نحو الشمال.
ويذكر أن هيئة الأدب والنشر والترجمة دشنت الخميس الثامن من ديسمبر الجاري فعاليات معرض جدة للكتاب في مركز “سوبر دوم” بمدينة جدة، والذي يستمر حتى السبت السابع عشر من ديسمبر، وتشارك فيه أكثر من 900 دار نشر محلية وعربية ودولية، و400 جناح معرفي، ويقدم أكثر من 100 فعالية ضمن برنامجه الثقافي الشامل والمتنوع، كما يُقام على هامشه مؤتمران نوعيان؛ أولهما للنشر الرقمي، والثاني للخيال العلمي، وهما الأولان من نوعهما في المملكة.