مصر تتطلع إلى اللحاق بكبار اللاعبين في سوق صناعة الأدوية

خطط حكومية لتوطين القطاع عبر استقطاب المزيد من الشركات العالمية بغية تحقيق الأمن الدوائي.
الخميس 2021/10/28
بقواعد وأدوات بسيطة هكذا يمكنك تحضير منتج فعال

انتقلت مصر إلى مرحلة أخرى في طريق تعزيز قدرتها على جذب الاستثمار في مجال صناعة الأدوية من خلال توسيع النوافذ أمام رؤوس الأموال الأجنبية بعد تدشين “مدينة الدواء” قبل أشهر، والتي يعتبرها العديد من الخبراء خطوة مهمة نحو تحويل البلاد إلى مركز إقليمي في هذا المضمار.

القاهرة - وسعت مصر من طموحاتها لزيادة الاستثمار في مجال الرعاية الصحية من خلال تكثيف الجهود لإزالة كافة العراقيل التي تعترضها وخاصة في قطاع الأدوية لتقليص الارتهان للاستيراد وعدم استغلال القدرات الإنتاجية المتوفرة لهذه الصناعة المدرة للملايين من الدولارات.

وتتطلع القاهرة للحاق بكبار اللاعبين في سوق صناعة الأدوية وتطمح في أن تساهم “مدينة الدواء”، التي تم افتتاحها قبل فترة في تحويل البلاد إلى مركز إقليمي في هذا المضمار من خلال تأمين الأسواق المحلية والإقليمية بمنتجات عالية الجودة.

وقال عمرو ممدوح رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة جيبتو فارما، المعروفة أيضا باسم “مدينة الدواء”، في مقابلة مع وكالة شينخوا إن “تحقيق الأمن الدوائي واستقطاب الشركات العالمية وتوطين صناعة الأدوية من بين أهداف الشركة الأساسية”.

وكان الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي قد دشن في شهر أبريل الماضي مدينة الدواء التي يعتبرها خبراء في القطاع أنها إحدى أكبر المدن من نوعها في منطقة الشرق الأوسط، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواء وتصديره.

وتقع المدينة في محافظة القليوبية شمال القاهرة، وتغطي مساحة 180 ألف متر مربع، وهي مجهزة بتقنيات وأنظمة متطورة في إنتاج الأدوية لجذب كبريات الشركات العالمية في هذا المجال.

وأوضح ممدوح أن المرحلة الحالية من المدينة تغطي مساحة تقدر بحوالي 120 ألف متر مربع وتشمل مباني لإنتاج الأدوية التقليدية والإدارة والخدمات الصناعية والشبكات.

أما المرحلة المستقبلية فستغطي مساحة تصل إلى قرابة 60 ألف متر مربع، ومن المقرر أن تشمل مصانع تنتج البدائل الحيوية وأدوية الأورام ومضادات حيوية وأدوية هرمونية ولقاحات.

عمرو ممدوح: مدينة الدواء خطوة لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي لهذه الصناعة
عمرو ممدوح: مدينة الدواء خطوة لتحويل البلاد إلى مركز إقليمي لهذه الصناعة

وتشمل المباني المرتبطة بالطب التقليدي مصنعا لخطوط إنتاج المستحضرات الصلبة للأقراص والكبسولات والأكياس الفوارة وتركيبات المساحيق. كما يوجد مصنع للتحضير شبه الصلب يتضمن خطوط إنتاج للمراهم والكريمات وكبسولات الجيلاتين.

بالإضافة إلى ذلك، يضم المبنى مصنعا للمستحضرات السائلة يحتوي على خطوط إنتاج القطرات الفموية، إلى جانب مصنع آخر مخصص للمستحضرات المعقمة يشمل خطوط إنتاج القطرات العينية ومخدر الأسنان والأمبولات والسوائل الوريدية.

ودفع ارتفاع فاتورة إنفاق المصريين على الرعاية الصحية بعض شركات الدواء العالمية إلى توسيع استثماراتها في البلاد وإعلانها عن افتتاح خطوط إنتاج ومصانع جديدة في البلاد، لتلبية الطلب المتصاعد على الدواء والعلاج.

وفي نوفمبر 2019، كشفت ست شركات دواء عالمية هي جونسون آند جونسون وفايزر وإيلي ليلي وفارما وغلاكسو سميثكلاين ومونديفارما أنها ستضخ استثمارات جديدة تستهدف تلبية طلب السوق المحلية، فضلا عن استهداف التصدير للأسواق الأفريقية.

وكانت الشركة المصرية القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات (فاكسيرا) قد وقعت في أبريل الماضي اتفاقيتين مع شركة سينوفاك الصينية للمستحضرات الدوائية الحيوية لتصنيع لقاح سينوفاك لفايروس كورونا المستجد.

وتشهد سوق الدواء المصرية عمليات اندماج واستحواذ من جانب بعض الشركات العربية، بقيادة مجموعة الحكمة الأردنية التي أعلنت مطلع 2021 عن نيتها للاستحواذ على شركة غلاكسو سميثكلاين البريطانية بهدف التوسع في السوقين المصرية والتونسية.

وبعد أسابيع من ذلك، أبرمت شركة بوش هيلث الكندية اتفاقية لبيع حصتها بالكامل في شركة آمون للأدوية المصرية لشركة أبوظبي القابضة، مقابل 740 مليون دولار.

وتشير تقديرات بحث الدخل والإنفاق الصادر عن جهاز الإحصاء الحكومي أن المصريين ينفقون نحو 9.9 في المئة من إجمالي دخلهم على الرعاية الصحية، والتي تعادل حوالي 316 دولار سنويا.

ويبلغ عدد الأسر 23.45 مليون أسرة، ما يزيد حجم الإنفاق الكلي سنويا على الرعاية الصحية إلى قرابة 7.5 مليار دولار، إلى جانب فرص الانطلاق من السوق المصرية إلى مختلف دول المنطقة، وبشكل رئيسي أسواق أفريقيا.

وأوضح ممدوح أن استراتيجية الشركة تتمثل في اختراق السوق المحلية والعالمية بشكل أخلاقي وإنتاج أدوية عالية الجودة.

7.85 مليار دولار حجم مبيعات سوق الدواء المصرية خلال العام الماضي بحسب الأرقام الرسمية

وقال “ندرك دائما أننا موجودون لخدمة مجتمعنا، لذلك فإن تحسين أعمالنا هو أولوية قصوى تنعكس في خطتنا للوصول إلى مستويات جديدة من المنافسة، مع تحقيق نتائج قوية”.

وخلال الفترة الماضية، انتقلت العمليات من مرحلة التطوير الجوهرية إلى المزيد من الإنتاج في البرامج المعنية بهدف زيادة طاقة الإنتاج لتغطية احتياجات السوق المحلية.

ويصل عدد مصانع الدواء في مصر نحو 152 مصنعا، بالإضافة إلى 700 خط إنتاج، وقرابة 17 ألف مستحضر، بينما يصل عدد الأدوية المتداولة في السوق نحو 6300 دواء متداول.

وتنتج مصر 88 في المئة من احتياجاتها المحلية وتسعى لسد فجوتها الاستهلاكية البالغة 12 في المئة من الأدوية التي يحتاجها السوق، خاصة أنها أدوية يتم استيرادها بالكامل لأنها شديدة التعقيد، مثل أدوية مرض السرطان.

وقال ممدوح إن “مدينة الدواء تهدف أيضا إلى تمكين المواطنين المصريين من تلبية احتياجات الرعاية الصحية”، مؤكدا أن “الشركة ملتزمة بمعايير أخلاقية عالية، كونها مزودا للأدوية بالجودة والسعر التنافسي”.

وتبدي شركة جيبتو فارما التزامها بالاستخدام الفعال للموارد لتأمين دواء فعال دون تأثير على البيئة، وهي تهدف إلى أن تكون الشريك الموثوق به للنخبة في مجال الرعاية الصحية من خلال العمل بمعايير عالية لتمكين السكان من الحصول على دواء فعال وآمن وعالي الجودة.

وبحسب تصريح سابق لرئيس الوزراء مصطفى مدبولي، بلغ حجم مبيعات سوق الدواء المصرية خلال العام الماضي حوالي 125 مليار جنيه (7.85 مليار دولار)، في حين بلغت نسبة التصنيع المحلى لاحتياجات مصر من الدواء 88 في المئة ويتم استيراد نسبة 12 في المئة المتبقية.

10