مشهد جديد داخل أروقة برشلونة بعد حقبة بارتوميو

السباق على رئاسة فريق برشلونة الإسباني اشتعل مبكرا، بعد استقالة بارتوميو، ومن المقرر أن تُجرى انتخابات رئاسة برشلونة خلال فترة لا تقل عن 40 يوما وبحد أقصى 90 يوما.
الأحد 2020/11/01
ميسي يفتح صفحة جديدة مع البارسا

يعيد المشهد الجديد في برشلونة، بعد استقالة رئيس النادي جوسيب ماريا بارتوميو، آمال جماهير البلوغرانا في تحسين أوضاع الفريق وترميمه ببعض الصفقات التي تليق بطموحات الكتالونيين في المرحلة المقبلة. وعلى خلفية رحيل بارتوميو عادت إلى الواجهة من جديد التكهنات بشأن العديد من النجوم.

مدريد – يتعيّن على نادي برشلونة الإسباني استعادة الثقة بعد غرقه منذ يناير في أزمة عميقة يأمل جمهوره أن تكون قد وصلت إلى خواتيمها السعيدة، إثر استقالة رئيسه جوزيب ماريا بارتوميو ومجلس إدارته. ورغم نفيه تقديم استقالته بعد استهدافه بتصويت لسحب الثقة منه، رفع بارتوميو أخيرا الراية البيضاء، إثر تعرضه لانتقادات لاذعة من الجماهير واللاعبين وأعضاء مجلس إدارته. قبل قراره، قال بارتوميو “أعتقد أنها ستكون أسوأ لحظة للتخلي عن البارسا”، لكنه لم يتأخر في إعلان الاستقالة راضخاً للضغوط والأمر الواقع، حيث قال “قرار مدروس، هادئ ومشترك وافق عليه جميع أعضاء مجلس الإدارة”. ودافع عن نفسه “كان شرفا لي أن أخدم النادي كإداري ورئيس. حاولت تحمل مسؤولية المنصب بأمانة”.

وتمكن المعارضون (بينهم بعض المرشحين للانتخابات الرئاسية للنادي المقررة في 20 مارس 2021) من جمع أكثر من 16521 توقيعا ضروريا من الأعضاء (المشجعين – المساهمين) لتفعيل مسلسل العزل. ونشر بارتوميو رسالة مفتوحة أوضح خلالها أنه يريد إجراء الاستفتاء على عزله في عطلة نهاية الأسبوع في 15 و16 نوفمبر، معللا ذلك بأن الأمر يستغرق أسبوعين على الأقل للإعداد لهذا التصويت، لكن المعارضين أرادوا تنظيم هذا الاستفتاء يومي الأول والثاني من نوفمبر، وهو الموعد النهائي المحدد وفقا للنظام الأساسي للنادي.

وذكر بارتوميو أن قرار الحكومة المحلية بعدم تأجيل الاستفتاء كان “غير مسؤول”، مشيرا إلى أن التصويت في خضم أزمة صحية كان أحد أسباب تقديم استقالته،  وقال بخصوص ذلك “لا يمكننا ولا نريد أن نكون في وضع الاختيار بين حماية الصحة وممارسة حق التصويت”. وكان بارتوميو (57 عاما) انتخب رئيسا للنادي الكتالوني عام 2014 وأحرز الفريق في ولايته بطولة إسبانيا أربع مرات ودوري أبطال أوروبا مرة واحدة عام 2015. ومن المقرر إجراء انتخابات جديدة في غضون ثلاثة أشهر، مع تولي مجلس إدارة مؤقت المسؤولية.

وشهدت ولايته توترات كبيرة في النادي، على غرار فقدان النجم البرازيلي نيمار المنتقل إلى باريس سان جرمان الفرنسي ثم اختيار بدلاء له غير موفقين، والتعاقد مع شركة اتهمت بتلميع صورة الإدارة على حساب اللاعبين في وسائل التواصل الاجتماعي، والنزاع بين قائد الفريق الأرجنتيني ليونيل ميسي والمدير الرياضي إريك أبيدال قبل إقالته لاحقا، وأزمة تخفيض الرواتب في خضم أزمة فايروس كورونا. وكان العام 2020 كارثيا على برشلونة على مختلف الأصعدة، فيما أتت الاستقالة بعد خسارة رمزية أمام الغريم التاريخي ريال مدريد 1 – 3 في الدوري، وفي عقر داره ملعب “كامب نو”.

ديون ثقيلة

بارتوميو رفع أخيرا الراية البيضاء
بارتوميو رفع أخيرا الراية البيضاء

لكنها لم تكن أثقل الخسائر في 2020 للبلوغرانا، فقد تعرض للإذلال أمام بايرن ميونخ الألماني 2 – 8 في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا، لينهي أول موسم له في ست سنوات دون إحراز أي لقب في مختلف المسابقات. وأثّرت أزمة تفشي فايروس كورونا المستجد في البلاد كثيرا على مالية النادي أيضا، فقد أقر مجلس الإدارة الاثنين موازنة 2020 – 2021 مع الكثير من التخفيضات، وذلك بعد الإعلان عن خسائر بلغت 97 مليون يورو (114 مليون دولار) الموسم الماضي وتعميق مجمل الديون إلى 488 مليون يورو.

هناك ضربة أخرى لناد مثقل بالديون (200 مليون يورو كربح فائت منذ بداية الحجر، زائد صافي الدين بنحو 200 مليون يورو منذ بداية 2019)؛ فقد طلب النادي من لاعبيه التفاوض مجددا على تخفيض رواتبهم، وذلك بعد التخلص من بعض أصحاب الرواتب الكبيرة على غرار البرازيلي أرتور، والكرواتي إيفان راكيتيتش، والتشيلي أرتورو فيدال والأوروغوياني لويس سواريز. وكاد بارتوميو يفقد الأسطورة الحية في النادي، الأرجنتيني ليونيل ميسي الذي طلب صراحة الرحيل مجانا الصيف الماضي وفسخ عقده من جانب واحد، معبرا عن خيبة أمله من النتائج وقرارات الإدارة على غرار أسلوب التخلي عن صديقه سواريز.

لكن ميسي، خرّيج أكاديمية “لا ماسيا” وبطل إسبانيا عشر مرات ودوري أبطال أوروبا أربع مرات في 16 موسما مع برشلونة، عدل عن قراره لخوض موسمه الأخير بعد ضغوط كبيرة من الإدارة خصوصا لناحية إجباره على دفع بند جزائي جدلي في عقده. ويحقق أفضل لاعب في العالم ست مرات بداية بطيئة راهنا، لكن زميله قلب الدفاع جيرار بيكيه قال أخيرا “قدم ليو الكثير ليحصل على حق اتخاذ قراره. (…) لو كنت رئيسا (للنادي) لتصرفت بشكل مختلف”، مطالبا بإطلاق اسم “البعوضة” على ملعب برشلونة، وأضاف أن هذه القضية “تثير غضبي”.

ورغم هذا الإعصار المستمر منذ مطلع يناير، حاول برشلونة إعادة بناء تشكيلته في سبتمبر مع تسمية المدرب الهولندي رونالد كومان مدربا بدلا من كيكي سيتيين المقال من منصبه. وأخفى كومان، المُهدَّد ربما من قبل الإدارة الجديدة، تراجع كوادر الفريق على غرار ميسي والفرنسي أنطوان غريزمان من خلال الدفع بالمواهب الشابة مثل أنسو فاتي وبيدري والبرتغالي ترينكاو. إنها ملامحُ أمل نادرة لن يشهد بارتوميو على إمكانية نجاحها واستعادة برشلونة موقعه الطبيعي محليا وأوروبيا.

رغم هذا الإعصار المستمر منذ مطلع يناير، حاول برشلونة إعادة بناء تشكيلته في سبتمبر مع تسمية الهولندي رونالد كومان مدربا بدلا من كيكي سيتيين المقال من منصبه

هل يبصر الدوري السوبر الأوروبي لكرة القدم النور بعد موافقة نادي برشلونة الإسباني على المشاركة في مشروع يصب في مصلحة الأندية الكبرى، حسب ما أعلن رئيسه المستقيل جوزيب ماريا بارتوميو الثلاثاء؟ تحوّلت الشائعات إلى حقيقة مع استدعاء بارتوميو وسائل الإعلام للإعلان عن استقالته، فقد رمى الرئيس السابق قنبلة إعلامية صغيرة. وقال بارتوميو “وافق مجلس الإدارة (الاثنين) على قبول الشروط المسبقة للمشاركة في الدوري السوبر الأوروبي لكرة القدم بين الأندية”، موضحا أن “قرار المشاركة في هذه المسابقة، يحتاج إلى التصديق من جمعية ممثلي سوسيوس (المشجعون – المساهمون) لبرشلونة”.

وهذا أول تأكيد رسمي لمشروع الدوري المغلق بين كبار أندية القارة العجوز. وكانت الصحف البريطانية قد كشفت الأسبوع الماضي عن الخطوط العريضة لهذه البطولة. وأشارت “سكاي سبورت” في 20 أكتوبر الماضي إلى أن المفاوضات الخاصة بإنشاء هذه المسابقة التي ستنافس بطولات الاتحاد الأوروبي على غرار دوري الأبطال ويوروبا ليغ، على وشك التحقق. ومن المفترض أن تجمع هذه البطولة “السوبر” أفضل 18 ناديا في البطولات الأبرز في أوروبا، مع إجراء مباريات فاصلة في نهاية كل موسم، على طريقة نظام التجمع الذي أقيم في أغسطس الماضي بين ثمانية أندية في دوري الأبطال الأخير في لشبونة، بعد تفشي فايروس كورونا.

يمكن لمشروع مماثل أن يصطدم بالعديد من المنتقدين: الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الضامن لنظام أكثر جدارة، حيث يتعين على الأندية التأهل من خلال بطولاتها المحلية إلى المسابقات القارية. ثم هناك المدافعون عن الأندية المتوسطة والصغيرة التي سيتم إقصاؤها على الأرجح من الدوري السوبر، أو تصبح عاجزة عن الاستمرار بجدول مباريات مزدحم. وكان رئيس الاتحاد الأوروبي السلوفيني ألكسندر تشيفيرين قد استبعد في أغسطس الماضي فكرة الدوري السوبر “أي دوري سوبر بين 10، 12، 24 ناديا سيصبح مملا. عندما تستمعون إلى نشيد دوري الأبطال، تعرفون عما نتحدث… لا أرى كيف يمكن أن يكون ناجحا، حتى لو حاولوا القيام بذلك”.

رأي مماثل عبر عنه رئيس رابطة الدوري الإسباني خافيير تيباس الذي قال “هذه المشاريع تحت الأرض تبدو جيدة فقط عندما تفكر فيها الساعة الخامسة صباحا بعد ليلة تقضيها في الحانة”. وردّ تيباس فورا على تصريحات الإداري الكتالوني مغرّدا على موقع تويتر “لسوء حظ بارتوميو، يعلن في اليوم الأخير (من ولايته) المشاركة في مسابقة شبح تقود برشلونة إلى الخراب، وتؤكّد جهله بصناعة كرة القدم”.

يشكّل هذا المشروع المنبوذ من رؤساء روابط الدوريات، رافعة اقتصادية جدية لأندية تهاوت ميزانياتها في أزمة تفشي الفايروس بدءا من الربيع الماضي. حسب “سكاي سبورت” يبلغ تمويل البطولة الجديدة 6 مليارات دولار أميركي، مضمونة من خلال تمويل حقوق البث التلفزيوني للحدث. يمكن لكل ناد تلقي “مئات الملايين من الجنيهات الاسترلينية” نتيجة مشاركته، حسب الصحف البريطانية.

وأكد بارتوميو “سيضمن الدوري السوبر الأوروبي أن يستمر النادي في الانتماء إلى سوسيوس (الجماهير). نتفرد بكوننا لا نوزّع الأرباح، بل تُخصَّص للاستثمارات الرياضية والميراثية”، مضيفاً أن “النادي يتمتع بصلابة لا جدال فيها”. وأعلن برشلونة مطلع الشهر الماضي أن خسائره بلغت 97 مليون يورو (114 مليون دولار أميركي) للموسم الماضي، فيما وصلت قيمة ديونه إلى 488 مليون يورو. وكانت مشاريع إصلاح البطولات القارية محط جدل كبير في الأشهر الأخيرة، وذلك بعد نهاية عقود حقوق النقل التلفزيوني عام 2024، إذ تحاول أندية الطليعة الدفع نحو إنشاء بطولة نخبوية تنتقدها أندية أخرى وروابط الدوريات المحلية.

سباق مشتعل

النادي الكتالوني يعمل على استعادة هيبته محليا وأوروبيا
النادي الكتالوني يعمل على استعادة هيبته محليا وأوروبيا

اشتعل السباق على رئاسة فريق برشلونة الإسباني مبكرا، بعد استقالة بارتوميو، ومن المقرر أن تُجرى انتخابات رئاسة برشلونة خلال فترة لا تقل عن 40 يوما وبحد أقصى 90 يوما. وذكرت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الكتالونية، أن هناك خمسة مرشحين يتنافسون على رئاسة برشلونة لخلافة جوسيب ماريا بارتوميو، وأعلنوا بالفعل ترشحهم ويأتي بالإضافة إليهم آخرون يعتزمون التقدم بأوراقهم لخوض سباق الانتخابات على رئاسة الفريق الكتالوني لكنهم لم يعلنوا ترشحهم حتى الآن. وأضافت الصحيفة أن المرشحين الخمسة الذين أعلنوا خوضهم السباق على رئاسة برشلونة هم فيكتور فونت، وتوني فريسكا، وجوردي فار، وأوجستي بينيديتو، ولويس فرنانديز.

أما الأسماء التي تسعى للتقدم بأوراقها للترشح في انتخابات رئاسة برشلونة فهي إميلي روسو نائب الرئيس السابق، وخوان لابورتا، وتشافي فيلاجوانا، ورجلا الأعمال جوردي روش وخوان روسيل. وكان فيكتور فونت يحضّر ترشيحه لرئاسة برشلونة منذ سنوات ولديه مشروع جاهز للظهور في المقدمة عندما يبدأ السباق الانتخابي، وقدم مشروعه لفريق كرة القدم بالاعتماد على النجم السابق تشافي هيرنانديز، المدير الفني الحالي للسد القطري.

وبالنسبة إلى توني فريكسا، فهو منافس يرغب في رئاسة البلوغرانا منذ 2015 ويعمل منذ ذلك الحين على مشروع للالتزام به في حالة الوصول إلى رئاسة النادي. أما أوجستي بينديتو، الذي سبق له الترشيح في انتخابات عامي 2010 و2015، فقد أكد أيضا ترشحه للمرة الثالثة لخلافة بارتوميو، ومنذ بضعة أسابيع كان يجند فريقه لخوض السباق.

فيما يعد جوردي فاري صاحب حملة سحب الثقة من بارتوميو وهو بالفعل مرشح سابق في عام 2015، ويعد من الأسماء القريبة من تولي المهمة في المرحلة المقبلة. وأخيرا رجل الأعمال لويس فيرنانديز، الذي يعتمد على شهرته وتواجد اسمه في بعض الملفات المتعلقة ببرشلونة في السنوات الأخيرة، ويستعد للكشف عن برنامجه بعد إعلان اعتزامه خوض الانتخابات.

22