مشروع سعودي واعد يعتمد حلا مستداما لإنتاج المحاصيل

المشروع يمكّن من تقليل هدر المياه وتكلفة الطاقة في إنتاج الأسماك والخضار باعتماد نظام مغلق لتدوير مياه البحر بصورة كاملة.
الخميس 2021/11/04
جرب تذوّق منتجات مزرعتنا المبتكرة

تبوك (السعودية) – تتسارع خطوات السعودية نحو اعتماد التكنولوجيا لتطوير أساليب الزراعة لبلوغ أعلى درجات الاستدامة حتى في أوقات الجفاف، باعتبار القطاع أحد المجالات المهمة للنمو الاقتصادي.

وتدفع هواجس تحقيق الاكتفاء الذاتي من الغذاء بشكل مستدام الرياض إلى مطاردة الجدوى من وراء توسيع القطاع وفق استراتيجية تمت بلورتها أسوة بباقي جيرانها الخليجيين، رغم بعض التحديات التي تواجهها في طريق تجسيد أهدافها واقعيا.

ويرى خبراء أن إدماج التكنولوجيا الحديثة في الزراعة بات أداة ضرورية لضمان الاستدامة وتعزيز التنافسية بين كافة المتداخلين في هذا المجال الحيوي، ولاسيما إذا ما تعلق الأمر بالصناعات الغذائية.

وفي خطوة تجسد هذا التمشي، تم الإعلان هذا الأسبوع عن مشروع يعتمد تقنية مبتكرة تتمثل في استخدام ضوء الشمس والمياه المالحة لتبريد الدفيئات الزجاجية وتنمية المحاصيل، بدلا من الاعتماد على مياه الأمطار أو المياه الجوفية العذبة أو المياه المحلاة.

وسيكون هذا المشروع أول تجربة تجارية في منطقة الشرق الأوسط لجهاز الاستزراع المائي الآلي في البيئات البرية.

وأبرمت شركة البحر الأحمر للتطوير اتفاقية مع مزارع البحر الأحمر، وهي الشركة السعودية المتخصصة في تقنيات الزراعة الذكية، لإنشاء مصدر مستدام للموارد الغذائية بالاستفادة من ضوء الشمس والمياه المالحة في وجهة المشروع.

وأوضح الرئيس التنفيذي للشركة جون باغانو أن “الشركة تؤمن بأهمية تبني الابتكارات الجديدة لإيجاد حلول فعّالة لأبرز التحديات التي تواجهها، وذلك في إطار سعيها لحماية البيئة والحفاظ عليها”.

ونسبت وكالة الأنباء السعودية الرسمية إلى باغانو قوله إن “تلك الحلول الذكية تتمتع بها تقنيات شركة مزارع البحر الأحمر والأولى من نوعها والقادرة على التصدي لمشكلة ندرة الغذاء حول العالم”.

وأشار إلى أن هذه الشراكة المهمة تأتي من هذا المنطلق، ولتمكين السعودية من تلبية أهدافها المتعلقة بالاستدامة والتجديد.

والتقنية الجديدة تم تطويرها في السعودية للاستخدام في الظروف البيئية القاسية، بما يصل إلى 300 لتر من المياه العذبة لكل كيلوغرام من المحاصيل المُنتجة، ومعدل توفير تصل نسبته إلى قرابة 95 في المئة مقارنة بأنظمة التقنيات الزراعية الأخرى.

وأكد باغانو أنه سيتم إطلاق التقنية للمرة الأولى على نطاق واسع بالبلد الخليجي، الأمر الذي يجعل شركة البحر الأحمر للتطوير أول مؤسسة تدرك إمكاناتها التجارية.

جون باغانو: تبني الابتكارات الجديدة مهم لإيجاد حلول فعّالة لندرة الغذاء
جون باغانو: تبني الابتكارات الجديدة مهم لإيجاد حلول فعّالة لندرة الغذاء

وخصصت شركة البحر الأحمر للتطوير من أجل ذلك منطقة تمتد على مساحة 50 هكتارا مربعا للتنمية الغذائية.

ومن المتوقع أن تنتج المزرعة مجموعة متنوعة من المحاصيل الورقية الخضراء الطازجة والأعشاب والعنب، إلى جانب الفواكه بما في ذلك التوت والخضراوات.

وبعد مرحلة الإطلاق التجريبي، ستتاح الفرصة لشركة مزارع البحر الأحمر لزيادة مساحة المزرعة بما يصل إلى مئة هكتار في المستقبل، ما يجعلها المزرعة المستدامة الأكبر من نوعها في العالم.

وسيتم تنفيذ المرحلة الأولى على مساحة 3500 متر مربع، لتقييم ما إذا كانت ظروف الطقس مواتية لهذا الحل المبتكر، ولمراقبة قدرته على العمل بكفاءة وفاعلية.

وأطلق باغانو دعوة للشركات الرائدة من شتى أرجاء العالم للعمل معها في تأسيس مرافق الإنتاج الغذائي، علاوة على اختبار التقنيات الغذائية المتطورة والتي يمكن أن تستخدم مستقبلا على نطاق تجاري.

وكانت شركة البحر الأحمر قد أبرمت في وقت سابق اتفاقية شراكة مع شركة بلو بلانت إيكوسيستمز لإنشاء مشروع هو الأول من نوعه في المنطقة، لتوفير المنتجات البحرية المستدامة.

وفي سبتمبر العام الماضي، أعلنت السعودية عن نجاح مشروعها البحثي للزراعة بالاعتماد على مياه البحر، ليصبح الأول من نوعه في المنطقة العربية.

وقالت وزارة البيئة والمياه والزراعة حينها إن المشروع يهدف إلى “استمرار تطوير الدراسات والتجارب المعتمدة في الزراعة على مياه البحر، وذلك في مركز أبحاث الثروة السمكية في جدة”.

ويمكّن المشروع من تقليل هدر المياه وتكلفة الطاقة في إنتاج الأسماك والخضار باعتماد نظام مغلق لتدوير مياه البحر بصورة كاملة، بالإضافة إلى التبريد الخاص في البيوت المحمية ودون استخدام أي مصدر مياه آخر.

وتمت دراسة مدى نجاح أنظمة التبريد في ظل تغيرات درجات الحرارة والرطوبة طوال الموسم، وشُغل كامل النظام بالطاقة الشمسية.

11