مشاريع لمخترع الويب تمنح المستخدمين سلطة على بياناتهم

لندن- توسّع الشركة الناشئة “إنرابت”، التي أسسها مخترع الويب تيم بيرنرز لي، فريق عملها وتطلق مشاريع رائدة في سعيها لتطوير منصةِ تكنولوجية لإعادة تصميم الطريقة التي تعمل بها الشبكة العالمية.
وجمعت الشركة في العام الماضي مبلغًا يتجاوز 10 ملايين دولار، من شركات التكنولوجيا والمؤسسات والأفراد المهتمين؛ لتمويل تطوير الشركة.
وقال تيم بيرنرز لي “هناك اهتمام من مطوّري المصادر المفتوحة ورجال الأعمال والمسؤولين التنفيذيين في شركات التكنولوجيا والمسؤولين الحكوميين لدعم مهمة ‘إنرابت’ لإضفاء اللامركزية على الويب، وإعادة السلطة إلى المستخدمين”.
وإثر المشاكل العالمية الأخيرة حول انتهاك بيانات المستخدم والخصوصية على الإنترنت، أسس بيرنرز لي شركته “إنرابت”، وهي مؤسسة تعمل على تشغيل منصة “سوليد” التي تجمع بين الابتكار والإبداع، حيث تستخدم “إنرابت”، تقنيات الإنترنت بطريقة تمنح المستخدمين السيطرة الكاملة على بياناتهم. ومع وجود منصة “سوليد”، سيتمكن المستخدمون من حرية اختيار كيفية استخدام بياناتهم.
شركة "إنرابت" وظفت خمسة تقنيين بارزين لإنشاء نموذج جديد في سبيل تحدي الإقطاع الرقمي لشركات التكنولوجيا الكبرى
وكتب بيرنرز لي في تدوينة “يجب على شركة ‘إنرابت’ الآن التركيز على تعقيدات تحويل تقنيتها ‘سوليد’ (البيانات الاجتماعية المرتبطة) إلى منصة قابلة للتطوير، ويجب علينا معالجة المسائل الحيوية المتعلقة بالخصوصية والثقة والأمن من أجل أن يختبر العالم القيمة الحقيقية لشبكة الويب التي نبنيها”.
ووظفت شركة “إنرابت” خمسة تقنيين بارزين لمواجهة التحديات الجديدة، من ضمنهم بروس شنير، وهو خبير تشفير مخضرم يؤمن برؤية تيم بيرنرز لي، لإنشاء نموذج جديد في سبيل تحدي الإقطاع الرقمي لشركات التكنولوجيا الكبرى.
وأضاف “المشكلة هي أن بياناتك ليست تحت سيطرتك، بل إنها على أجهزة كمبيوتر مملوكة للكثير من الأشخاص الآخرين، وليس لديك أي سيطرة عليها، ولا يمكنك الوصول إليها بطرق مفيدة لك”. وأشار خبير التشفير إلى أنه من الصعب إنشاء عمليات مصادقة لتمكين تقنية “سوليد” من العمل على نطاق واسع، لكنه كان مقتنعًا بأنه يمكن تحقيق ذلك.
وتعمل الشركة أيضًا مع هيئة مانشستر الكبرى المشتركة (GMCA) في المملكة المتحدة لاختبار التطبيق المبتكر المسمى “السنوات المبكرة”، الذي يرقمن سجلات الرعاية الصحية للأطفال حتى عمر 2.5 عام.
ويهدف مشروع “سوليد” إلى إحداث تغيير جذري في طريقة عمل تطبيقات الويب اليوم، مما يسمح للمستخدمين بالتحكم الكامل في بياناتهم، بما في ذلك التحكم في الوصول وموقع التخزين، بالإضافة إلى تحسين الخصوصية، وذلك من خلال تطوير منصة لامركزية تخضع لسيطرة المستخدمين بدلاً من التحكم فيها من قبل الكيانات الأخرى.
وتستبعد بعض شركات التكنولوجيا تقنية “سوليد” لكونها مشروعًا أكاديميًا لا يحتمل أن ينجح على الإطلاق؛ لأن المستخدمين يعتمدون على منصات البيانات الحالية.
لكن بعض أكبر شركات التكنولوجيا، بما في ذلك آبل وغوغل وفيسبوك ومايكروسوفت، تدعم بشكل علني مشروع نقل البيانات، الذي أُطلق في عام 2018؛ للمساعدة في إنشاء منصة مفتوحة المصدر لنقل البيانات يمكن أن تتكامل مع “سوليد”.
وأطلق بيرنرز لي في نوفمبر الماضي، مبادرة عالمية لمواجهة انحرافات الإنترنت بدعم من مجموعات مثل مايكروسوفت وغوغل وحكومات مثل فرنسا وألمانيا.
وانضمت أكثر من 150 منظمة من بينها أيضا فيسبوك ومحرك البحث داك داك غو والآلاف من الأفراد إلى خطة التحرك هذه التي تهدف إلى “لجم التجاوزات المتزايدة على الإنترنت” حسب قول مؤسسة بيرنرز لي في بيان نشر في برلين بمناسبة منتدى حوكمة الإنترنت.
تعمل الشركة مع هيئة مانشستر الكبرى المشتركة (GMCA) في المملكة المتحدة لاختبار التطبيق المبتكر المسمى "السنوات المبكرة"
وقال بيرنرز لي في البيان “إنها خارطة طريق لبناء إنترنت أفضل”. وأضاف “على الحكومات تعزيز القوانين ووضع قواعد للعالم الرقمي. وعلى المجموعات بذل المزيد لضمان ألا يكون السعي إلى تحقيق الأرباح على حساب حقوق الإنسان والديمقراطية”. وأوضح أنه على المواطنين أن يحموا بياناتهم.
وفي العام 1989، وضع بيرنرز لي تصورا “لنظام إدارة لامركزية للمعلومات” شكّل شهادة ولادة للإنترنت عندما كان يعمل في مركز الحسابات في معهد “سيرن” في جنيف.
وكان يسعى على هامش عمله في المعهد، إلى السماح للآلاف من العلماء في العالم بالتشارك عن بعد في أبحاثهم حول عمل المعهد.