مسيرة جورج وسوف في مسلسل على "شاهد"

بيروت – تمكّن تطبيق “شاهد” التابع لشبكة قنوات “أم.بي.سي” من التعاقد مع المطرب السوري جورج وسوف لإنجاز مسلسل قصير، لم يحدّد عنوانه بعد، يسرد سيرة حياة ابن مدينة كفرون السورية الملقّب بـ“سلطان الطرب”.
وانطلقت المنصة فعليا في تصوير المسلسل في مدينة جبيل شمالي العاصمة اللبنانية بيروت، وذلك تحت إشراف المخرج اللبناني دافيد أوريان.
والمسلسل مؤلف من ست حلقات، حلقتان منها عن طفولة جورج وسوف، وحلقتان عن مراهقته وصعوده سلّم الشهرة، وحلقتان عن حياته المعاصرة.
وقد تمّ تصوير الحلقتين الأوليين في سرية تامة، وبحضور المطرب نفسه الذي حرص على متابعة كل تفاصيل العمل، الذي يتناول سيرته ويؤرشفها للأجيال القادمة.
وعن الشخصيات التي ستؤدّي دور الفنان السوري الملقّب أيضا عند أحبائه بـ”أبووديع”، يؤكّد القائمون على العمل أنها ستتنقل بين العديد من الشخصيات بحسب كل مرحلة عمرية.
وبعد العديد من الاختبارات للشخصية التي ستجسّد دور الفنان في سنوات صباه الأولى تم التعاقد مع طفل من مدينة طرابلس اللبنانية يشبه ملامح وسوف ومتأثر بأغانيه وفنّه، حيث يعوّل القائمون على العمل على الطفل ليشكّل ظاهرة لافتة ويقدّم صورة قريبة من طفولة وسوف وحبّه للفنّ منذ نعومة أظافره.
ويضمّ المسلسل مجدي مشموشي وكارول عبود اللذين يلعبان دور والدي الفنان، أما الممثل عدي رعد فسيطلّ بدور أبوعلي المدني الذي اكتشف موهبة الفنان وهو يافع، إضافة إلى مجموعة من الممثلين اللبنانيين والسوريين.
المسلسل مؤّلف من ست حلقات، انطلاقا من وسوف الطفل، مرورا بصعوده سلّم الشهرة وصولا إلى حياته المعاصرة
أما عن الحلقتين الأخيرتين فجارِ التفاوض حاليا مع الممثل السوري عابد فهد ليجسّد دور الفنان السوري في حياته المعاصرة.
ويرتبط فهد بعلاقة صداقة مميزة بوسوف حيث كان قد شارك معه في كليب “سكت الكلام” من كلمات عاطف يونس، ألحان شاكر الموجي، وإخراج أحمد المنجد، والذي شارك به أيضا الفنان السوري ميلاد يوسف.
وكان الفنان السوري لفت الأنظار في العام 2018 بإتقانه طريقة حديث جورج وسوف ونبرات صوته من خلال شخصية “جابر سلطان” التي جسّدها في مسلسل “طريق” إلى جانب نادين نسيب نجيم ونخبة من النجوم السوريين واللبنانيين. وصرّح حينها أنّه لا يُمانع تقديم شخصية الأخير في مسلسل يروي سيرة حياته. واصفا “الوسوف” بأنّه “ظاهرة كبيرة يجب أن تُدرّس، لا للفنانين أو المطربين، بل للإنسان”.
وفي المقابل يرى بعض عشاق جورج وسوف أن الفنان السوري عبدالمنعم عمايري هو الأجدر بتقديم شخصية “سلطان الطرب”، وهو الذي تمكنّ في أكثر من مناسبة من تقليد المطرب في طريقة حديثه وغنائه بل وحركاته عبر برنامجي “شكلك مش غريب” و“كاش مع النجوم”.
ومهما يكن من أمر الشخصية الأقرب إلى تأدية دور المطرب السوري في مرحلته الحالية، فإن حياة وسوف تصلح وبجدارة لأن تكون فيلما أو عملا دراميا يروي قصة الطفل الموهوب الذي صعد الشهرة بصعوبة، فشكّل ظاهرة فنية قد لا تكرّر. لكن في كل مرة كان يأتي فيها الحديث عن سيرة تؤرّخ لحياة “الوسوف”، كان الأخير يتردّد وتغلب مزاجيته عليه ويضع العراقيل أمامها، فيذهب المشروع في مهبّ الريح.

وشهدت حياة وسوف الشخصية العديد من التقلبات، وهو الذي تم اعتقاله من قبل الشرطة السويدية في ستوكهولم في العام 2008 بعد ضبط 30 غراما من الكوكايين بحوزته، وذلك قُبيل استعداده لإحياء حفل غنائي بالمدينة تم إلغاؤه لاحقا. وتمت تبرئته في النهاية ولم يثبت عليه شيء وتبيّن أنها قضية ملفقة. وقال وسوف حينها “هذه إشاعة (…) وليست حقيقة، للتشويش على حفلي الغنائي”.
وقبلها أي في العام 2001 أجرى عملية جراحية غيّر فيها “وركيه”، كما تعرّض في العام 2011 لجلطة دماغية إثر إهماله لتناول دواء الضغط الخاص به، ممّا اضطره للغياب عن الوسط الفني لثلاث سنوات، حيث كان في هذه المدة يتنقل بين العديد من الدول العربية والأوروبية لتلقي العلاج، وعلى إثرها أصيب بشلل نصفي في نصفه الأيسر.
وكان أول ظهور له بعد الوعكة في برنامج خاص “قول يا ملك” على قناني “الحياة” و”الجديد” مع الإعلامي نيشان عام 2014، والتي مثّلت بداية عودته إلى الساحة الفنية، لكنّها بدت متعثّرة، حيث خفت بريق الفنان وقلّ نشاطه، فجورج ما قبل 2011 ليس هو نفسه بعدها.
وجورج وسوف مطرب سوري ولد في 23 ديسمبر 1961 في قرية كفرون بسوريا، بدأ مسيرته الفنية بغناء المواويل التي نشأ وتربى على سماعها في بيت والده، وكانت صدفة غريبة عندما قام بغناء أحد هذه المواويل في حفلة مدرسية وسمعه فيها بائع شرائط كاسيت، وشعر بموهبته المبكرّة فقام بتسجيل الموال وإصداره، ومن هنا انتشر صوت الطفل “المعجزة” كما لقّب حينها وعرفه الجمهور السوري ومن ثمة العربي.
بعدها انهالت عليه العروض، فغنى في الحفلات والفنادق والكازينوهات وحقّق شهرة كبيرة، انتقل على إثرها إلى لبنان ولم يكن قد تجاوز السادسة عشر من عمره بعد، ونجح في جذب انتباه الجمهور إليه لموهبته الكبيرة وصوته المميّز، وكما جذب صوته الجمهور، جذب أيضا كبار الفنانين بلبنان مثل جورج يزبك ووديع الصافي الذي قام برعايته فنيا.
وازدادت شهرته عندما تعامل مع كبار الملحنين مثل سيد مكاوي وشاكر الموجي وبليغ حمدي وصلاح الشرنوبي وغيرهم، فأنتج أغاني تعلّق بها الجمهور منها “بتعاتبني على كلمة” و”دقيت على الأبواب” و”كلام الناس” و”طبيب جراح” و”لو نويت” وغيرها من الأغاني التي سجلت له النجاح خلال مشواره الفني الطويل. وهو الذي قدّم حفلاته في جميع البلدان العربية وللجاليات المهاجرة بأوروبا والولايات المتحدة وكندا.