مسيرة السلام تتنهي بـ#جمل_الحبوني منحورا

موجة من السخط العارم في ليبيا بعد نحر جمل الرحالة عبدالعالي الحبوني من قبل ميليشيات وقد أطلق مغردون هاشتاغ #جمل_الحبوني للتعبير عن غضبهم.
السبت 2021/03/27
"رفيق السلام" نحرته الميليشيات

مطالبات ليبية واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي بالاعتذار لرحالة السلام عبدالعالي الحبوني الذي اعتقل على أيدي ميليشيات ونُحر جمله، في وقت يتساءل ليبيون إن كانت الحادثة ستؤثر على مسيرة السلام في ليبيا.

طرابلس- طالب ليبيون على مواقع التواصل الاجتماعي بالاعتذار لرحالة السلام الليبي عبدالعالي الصائغ الحبوني الذي تعرض للاعتقال من قبل ميليشيا مسلحة نحرت جمله قبل أن تطلق سراحه بعد ضغط شعبي واسع.

واعتقلت ميليشيا مسلحة في مدينة الزاوية الليبية رحالة السلام الليبي عبدالعالي الصائغ الحبوني بعد أن قطع أكثر من 1900 كيلومتر في رحلة على ظهر جمل أطلق عليه اسم “رفيق السلام”. وأطلقت الميليشيا سراح الرحالة لكنها قامت بنحر جمله، الأمر الذي أثار موجة من السخط العارم. وانتشر على نطاق واسع هاشتاغ #جمل_الحبوني.

وتساءل مغردون إن كان نحر #جمل_الحبوني سيعيق مسيرة السلام في ليبيا. واعتبر مغرد:

وكتب حساب:

LibyaxLibya@

قصة #جمل_الحبوني سجلها التاريخ وستتناقلها الأجيال. والمثل يقول العار أطول من الأعمار.

في المقابل انتشرت بعض التغريدات المدافعة عن فعلة الميليشيات. وكنوع من السخرية من الحديث الكثير عن جمل الحبوني قال مغرد يصف نفسه بأنه “مدون”:

وقام بعض أفراد الميليشيات من مدينة الزاوية بنشر صور ومقاطع فيديو لنحر الجمل. وظهر أحد أفراد الميليشيا في مقطع فيديو وهو واقف أمام جثة الجمل يقول باستهزاء “تحية للسلام، أحلى جمل رأيته في حياتي، يا شباب أعطونا الكبدة، أريد كبدة جمل الحبوني”.

من جهته قال الناشط الإعلامي والمحلل السياسي سليمان البيوضي على فيسبوك “شنت موجة من خطاب الكراهية والعنف في صفحات التواصل الاجتماعي والتي قادها مرضى نفسيون كارهون للسلام ومقتاتون على الانقسام وثقافة العنف أوصلوا رحلته إلى نهايتها”.

في المقابل انتقد أستاذ الفلسفة بجامعة سرت علي مناع تدهور منظومة القيم الأخلاقية لدى مجموعات من الشعب الليبي، مشيرا إلى واقعة “جمل الحبوني”. وقال مناع في تدوينة نشرها بعنوان “جمل الحبوني: ما له وما عليه” عبر فيسبوك:

وسخر مغرد:

itsjustelfakhry@

الجمل المسكين ذبحه الفار يا للعار #جمل_الحبوني.

وكانت مصادر قالت إن الميليشيات التي اختطفت الحبوني ونحرت جمله تابعة للمهرب محمد بحرون الشهير بـ”الفار” الذي يمتلك سجلًا حافلًا بالإجرام والبلطجة داخل مدينة الزاوية من أعمال خطف وقتل وتصفية ونهب الأموال والممتلكات والإتجار بالأسلحة والذخائر بالإضافة إلى تهريب الوقود والإتجار بالبشر.

من جانبه دعا عبدالرحمن موسى العبار النائبُ العام الأسبق وعضو ملتقى الحوار السياسي السلطة الجديدة إلى محاسبة المسؤولين عن اعتقال الحبوني ونحر جمله.

وقال العبار في تغريدة على تويتر “أدعو السلطة الجديدة إلى محاسبة من قام بالعمل المخزي الذي تعرض له داعية السلام الحبوني والقبض عليهم وتقديمهم للعدالة لينالوا الجزاء المناسب على جريمتهم”. وتابع أن “هذا امتحان لمدى حرصها على تطبيق القانون وسعيها لتحقيق الأمن والاستقرار”.

وأضاف العبار في تغريدة أخرى أن “ما حصل للحبوني ذلك الشاب البسيط عمل غير إنساني تدينه جميع القوانين والقيم، قامت به شرذمة مجرمة ليس من الحكمة أن تعمم أفعالها على جميع أهل المنطقة التي حصل فيها الاعتداء، وقد رأينا حجم رد الفعل والإدانة من قبل الكثير منهم وتدخلوا للإفراج عنه ولقي منهم ما يستحقه من تكريم”. فيما اعتبر مغرد نحر الجمل رسالة مفادها:

وكتب الحبوني بصفحته في فيسبوك “الفعل الفردي والمشين لا يمثل مدينة أو قبيلة، بل يمثل صاحبه، كل أهل الزاوية لا ذنب لهم بما حدث، نزلت إلى الشارع ووجدتهم أناسا أطيب من الطيب نفسه، ولا علم لهم بما حدث وهم من أمنني وهم ينتظرون بداية الرحله القادمة من مدينتهم نحو الشرق من الساحل إلى مصراتة الحبيبة”. وأضاف أن “تأجيل الرحلة هو لظروفي الصحية وظروف الطقس ولفقدي رفيقي (الجمل) فداء للسلام، والله غالب عليّ أن أتحمل لأجل الوطن”.

وكانت رحلة الحبوني انطلقت قبل أكثر من شهر وذلك بهدف نشر ثقافة السلام والتسامح بين الليبيين للترحيب بما تحقق خلال الفترة الماضية من خطوات مهمة في مسار الوحدة الوطنية الليبية، وتشكيل سلطة تنفيذية واحدة تنهي الانقسام المستمر منذ سنوات.

عبدالعالي الحبوني يعلن نيته نشر قصته "في كتاب اسمه الرحالة عبدالعالي الحبون"

وانطلق عبدالعالي على قدميه من مسقط رأسه بمنطقة إمساعد الواقعة أقصى شمال الحدود مع مصر، والتي تبعد عن مدينة طبرق نحو 130 كيلومترًا.

وأطلق خلال رحلته رسائل السلام والمحبة بين أهالي وسكان المناطق التي مرّ بها، مشيرًا إلى أنه يحلم كغيره من الليبيين بقيام دولة تتسع للجميع. وعند وصول عبدالعالي إلى مدينة “طبرق” تم إهداؤه جملًا لينطلق معه في رحلته.

ومرّ عبدالعالي على أغلب المناطق الشرقية والغربية قاطعًا مسافة تفوق 1900 كيلومتر على الشريط الساحلي الليبي، ليكمل وجهته إلى مدن ومناطق الجنوب الليبي حاملًا معه راية السلام أسوة بباقي مناطق الشرق والغرب.

ومنذ أن بدأ رحلته أثار عبدالعالي انتباه كل الليبيين، وحظي بترحيب كبير من سكان المدن التي مر بها، وأصرَّ الليبيون على استضافته والتقاط صور معه. وخلال رحلته حمل الحبوني على ظهر الجمل أدوات بسيطة مثل خيمة صغيرة ينام فيها حينما يحل الظلام، وبعض الملابس وهاتفه الجوال وأدوات الشحن والإنترنت، فضلًا عن الماء والطعام. وكتب مغرد:

وطالب حسن الصغير وكيل وزارة الخارجية الأسبق بالحكومة الليبية المؤقتة عبدالله اللافي عضو المجلس الرئاسي بسرعة التدخل في واقعة اعتقال الحبوني ونحر جمله من قبل ميليشيات الزاوية.

وقال في منشور على فيسبوك “على اللافي الانتقال إلى مكان الحبوني حيثما وجد، وأن يعتذر منه على الملأ ويتوجه بعدها إلى أهل الحبوني ويعتذر منهم، فإن كانوا ميليشيات فهذا خطأه كسلطة، وإن كانوا غير ذلك فهم أهله وهو الأولى بتحمل خطئهم والاعتذار بالنيابة عنهم”.

منذ أن بدأ رحلته أثار عبدالعالي انتباه كل الليبيين، وحظي بترحيب كبير من سكان المدن التي مر بها

وكانت قبيلة حبون قد أكدت أن العمل المشين الذي تعرض له عبدالعالي الصائغ من نحر لجمله واعتقاله من قبل عناصر ميليشيات الزاوية لا يمثل إلا فاعليه فقط. وعلى حسابه على فيسبوك نشر الحبوني صورا وتدوينات توثق رحلته بعد إطلاق سراحه.

وأعلن الحبوني نيته نشر قصته “في كتاب اسمه الرحالة عبدالعالي الحبوني"، سوف أحكي قصتي بالكامل لتكون رمزا في التاريخ الليبي مثل البطل عمر المختار” كما انتقد من حاولوا تشويه صورته عبر نشر صور أخذت له بالغصب من قبل ميليشيات الزاوية، مؤكدا أن بعض الصور المسيئة التي انتشرت له “معدلة بالفوتوشوب”.

19