"مسلم برو".. أموال الجيش الأميركي أهم من بيانات المسلمين

واشنطن- أثارت تقارير إعلامية كشفت بيع الشركات المطورة لتطبيقات إسلامية ذات شعبية واسعة على غرار تطبيق “مسلم برو”، بيانات مستخدميها إلى الجيش الأميركي صدمة واسعة بين المستخدمين المسلمين. وانطلقت حملات إلكترونية على تويتر تدعو إلى حذف التطبيق والتوقف عن استخدامه، وذلك باستخدام هاشتاغ #MuslimPro.
وتطبيق ”مسلم برو“ الذي يذكر المستخدمين بالصلاة ويوفر قراءات من القرآن، يعتبر ”التطبيق الإسلامي الأكثر شعبية“.
وتمّ تحميل التطبيق أكثر من 50 مليون مرّة عبر أنظمة أندرويد بحسب الأرقام الموجود في “غوغل بلاي ستور” وأكثر من 95 مليون مرّة عبر أنظمة مختلفة منها نظام “أي.أو.أس” (أبل)، بحسب موقع التطبيق نفسه.
وبينما يوفر التطبيق خدماته الإسلامية، يقوم كذلك بتتبع مواقع المستخدمين ويبيع بياناتهم إلى وسطاء من ضمنهم الجيش الأميركي. ويعتبر التطبيق واحدا من مئات تطبيقات الهواتف الذكية التي تكسب المال عن طريق بيع بيانات مواقع المستخدمين إلى وسطاء من طرف ثالث، وقد قام الجيش الأميركي بشراء بيانات ”مسلم برو“ من خلال أحد الوسطاء.
وقد أثار هذا الأمر حفيظة المدافعين عن الخصوصية، لكن شركات بيانات المواقع وشركاءها يصرون على أن تحركات المستخدمين مخفية ولا يمكن الوصول إلى هوياتهم، ومع ذلك أظهرت بعض الدراسات أنه من السهل الكشف عن هوية بيانات الموقع وربطها بالأفراد.
ويكشف تقرير جديد عن كيفية قيام الوكالات الحكومية بجمع معلومات دقيقة عن تحركات الأفراد من وسطاء البيانات، بمن في ذلك من المواطنين الأميركيين.
فيما دعا بعض المشرعين إلى ضرورة اتباع خطوات أكثر صرامة لحفظ الخصوصية بعد الكشف عن قيام وزارة الأمن الداخلي بشراء بيانات موقع لتعقب الأشخاص المشتبه بهم في الهجرة غير الشرعية إلى الولايات المتحدة.
ويبيع تطبيق ”مسلم برو“ بيانات الموقع إلى وسيط خارجي يسمى ”إكس مود“، وقد باعت ”إكس مود“ هذه البيانات لمقاولين عسكريين، بدورهم قدموها إلى وزارة الدفاع الأميركية.
وقالت ”إكس مود“ لموقع ”فايس مذر بورد“ إن أعمالها مع المقاولين العسكريين ”تركز بشكل أساسي على مكافحة الإرهاب والأمن السيبراني والتنبؤ بنقاط ساخنة لانتشار فايروس كورونا في المستقبل“.
وسبق أن نشر ”إكس مود“ بيانات مواقع مجهولة المصدر من الهواتف الذكية لأشخاص لإظهار تحركاتهم من وإلى المناطق التي ترتفع فيها الإصابة بكورونا. وفي حالات أخرى، قام الجيش الأميركي بشراء بيانات الموقع مباشرة من الوسطاء بدلا من المرور عبر المقاولين العسكريين.
ووفقا لسجلات المشتريات العامة، فقد أنفقت قيادة العمليات الخاصة الأميركية أكثر من 90 ألف دولار في أبريل الماضي للوصول إلى بيانات الموقع المقدمة من شركة ”بابل ستريت“، التي تستخرج البيانات من تطبيقات الهواتف الذكية.
ويميط الاكتشاف الأخير اللثام عن ازدهار “تجارة المواقع (لوكايشن) القاتمة”. ونقل موقع ”بزنس انسايدر“ عن تيم هوكينز، المتحدث باسم قيادة العمليات الأميركية الخاصة، قوله إن القيادة اشترت البيانات من ”بابل ستريت“ لدعم متطلبات مهام قوات العمليات الخاصة في الخارج.
وأضاف ”نحن نلتزم بشدة بالإجراءات والسياسات المعمول بها لحماية الخصوصية والحريات المدنية والحقوق الدستورية والقانونية للمواطنين الأميركيين“. وتبيع ”بابل ستريت“ منتجا يسمى ”لوكيت إكس“ يسمح للأشخاص بتحديد منطقة على الخريطة ويظهر تحركات الأجهزة داخل تلك المنطقة.
ويمكن للعملاء إجراء العديد من إجراءات البحث والاستعلام كما يريدون بعد الدفع للوصول إلى تلك البيانات، وفق وثيقة تسويق ”بابل ستريت“. وعمليات الشراء جديرة بالملاحظة، لأن البنتاغون استخدم سابقًا بيانات موقع الهاتف الذكي من أجل التخطيط للعمليات العسكرية وتنفيذها. من جانبه رد الحساب الرسمي لتطبيق “مسلم برو” على تويتر ليقول:
MuslimPro@
تناقلت تقارير إعلامية أن “مسلم برو” يبيع بيانات شخصية لمستخدميه للجيش الأميركي. هذا غير صحيح. يلتزم “مسلم برو” بحماية خصوصية مستخدمينا وتأمينها. هذه مسألة نأخذها على محمل الجد.
لكن مغردين استمروا في التعبير عن صدمتهم. وقال مروان محمد، مدير التجمّع ضد الإسلاموفوبيا (CCIF) في فرنسا في تغريدة:
_MarwanMuhammad@
إنها صدمة. التطبيق الذي يستخدمه الملايين منا لأوقات الصلاة، يجعل مواقع البعض متاحة على قاعدة بيانات يستخدمها الجيش الأميركي لقصفها.
وقالت صحافية:
s_assbague@
لقد قمت بإلغاء تثبيت #MuslimPro… وعلى كل من يمتلكه أن يفعل الشيء نفسه.. هذا مهم. لماذا؟ لأن التطبيق يبيع بياناتنا لشركات أخرى تبيعها بدورها إلى الجيش الأميركي للتجسس على الملايين من المسلمين حول العالم.
يذكر أن تقرير”فايس” الذي فضح الأمر أولا، يشير إلى أن بعض مبرمجي التطبيقات ليسوا على علم بالضرورة بمآل البيانات التي يصدرها المستخدم بطريقة دائمة وأحياناً لا طوعية، وهم لا يعرفون بالضرورة أنها تذهب إلى الجيش الأميركي. وكتبت مغردة:
MarwaMji@
أنا في حيرة من أمري بشأن قضية مسلم برو. من الواضح أن ما فعلوه ببياناتنا خطأ. من ناحية أخرى فقط، نعلم جميعًا أنه باستخدام هواتفنا الذكية، تتعقبنا جميع تطبيقاتنا. وهذا ما علمنا إياه إدوارد سنودن.