مسلحو جنوب سوريا بين خيارين: التصفية أو الترحيل

دمشق – تشهد محافظة درعا جنوب سوريا تصعيدا خطيرا، في ظل ضغوط كبيرة يمارسها النظام على وجهاء المحافظة بشأن ترحيل مسلحين إلى مناطق هيئة تحرير الشام في شمال البلاد. وذهب النظام حد منع إيصال المواد الأساسية خاصة إلى ريف درعا الغربي.
ويترافق هذا الضغط مع تواتر التصفيات الجسدية لعناصر انتموا في السابق إلى تنظيمات مسلحة قبل أن يقبلوا الخضوع لتسويات مع النظام في العام 2018.
ومنذ أن تسلم نظام الرئيس بشار الأسد السيطرة على جنوب البلاد باتفاق شاركت في إبرامه كل من روسيا والولايات المتحدة والأردن، تشهد المنطقة حالة من اللااستقرار، في ظل تواتر الاشتباكات بين مسلحين رافضين للتسوية والقوات الحكومية، تتخلل ذلك عمليات خطف واغتيالات.
وشكل هذا الوضع إحراجا كبيرا للأسد، في ظل مخاوف من تفجر موجة عنف أكبر، قد يصعب احتواؤها، مع تنامي حالة الاحتقان في المنطقة، وبروز تشكيلات جديدة مكونة من خلايا نائمة نجحت في لملمة شتاتها.
وقال مصدر مقرب من لجان درعا المركزية الأربعاء إن “القوات الحكومية السورية بدأت الضغط على اللجان المركزية ووجهاء وأعيان درعا من خلال تحليق الطيران الحربي فوق ريف درعا الغربي والشرقي، لقبول الشروط التي تقدم بها الوفد الحكومي الثلاثاء وقوبلت بالرفض من قبل وفد محافظة درعا”.
وأضاف المصدر “تمسك وفد القوات الحكومية السورية بترحيل عدد من الأشخاص يعيشون في مدينة طفس إلى الشمال السوري، ولم يلق هذا قبولا من وفد درعا الذي أصر على بقائهم في ريف المنطقة وبضمانة وجهاء المدينة بعدم التعرض للقوات الحكومية”.
وأكد المصدر أن “وفد أهالي درعا عقد الأربعاء عدة اجتماعات في مناطق المحافظة قبل التوجه للقاء وفد القوات الحكومية بحضور الضامن الروسي”.
وخيرت القوات الحكومية أشخاصا يعيشون في طفس بتسليم أنفسهم أو الترحيل إلى مناطق سيطرة المعارضة شمالي سوريا، وأعطتهم مهلة حتى الخميس.
وكان اجتماع عُقد حتى ساعة متأخرة مساء الثلاثاء حضره وجهاء وأعيان محافظة درعا ولجانها المركزية عن مدينة درعا والريف الغربي والريف الشرقي، بحضور مندوبين من أبناء المحافظة المنضوين في اللواء الثامن المدعوم روسيا، للتباحث في موضوع اتخاذ القرار بشأن شروط القوات الحكومية السورية لتلافي الحملة العسكرية على مدينة طفس ومحيطها.
وتشهد عموما مناطق ريف درعا توترا كبيرا على إثر تهديد القوات الحكومية باقتحام بلدة طفس بريف درعا الغربي.
وحشدت القوات السورية عناصرها في محافظة درعا، وهددت باقتحام مدينة طفس بريف درعا الغربي الذي يخضع إلى تسوية بضمانة روسية منذ دخول القوات الحكومية السورية إلى المدينة في شهر أغسطس عام 2018.
وشهدت مدينة طفس الأحد الماضي اشتباكات بعد محاولة القوات الحكومية التقدم باتجاه المدينة واقتحامها، إلا أن عناصر من البلدة أوقفوا المحاولة، واستعادوا النقاط التي تقدمت إليها هذه القوات وأوقعوا قتلى وجرحى في صفوفها.
ويخشى مراقبون أن يقدم النظام على شن عملية عسكرية واسعة على المحافظة، حيث يتخذ من ضبط الأمن في درعا أولوية لشعوره بأن الوضع يتجه للخروج عن سيطرته.
ويقول المراقبون إن النظام يريد من خلال هذا التشدد إرسال رسالة إلى باقي المناطق الواقعة تحت سيطرته بأنه لا مجال لكسره مجددا، وأنه مستعد للذهاب بعيدا في فرض هيمنته.