مسقط تدشن مرحلة إنتاج أول منشأة صناعية بمنطقة الدقم

مصنع هونغتونغ الدقم سينتج أنابيب غير معدنية من مادة لدائن البولي إيثيلين المقوى المستخدمة في قطاع النفط والغاز.
الاثنين 2021/10/25
أول مشروع من نوعه في البلد الخليجي

الدقم (سلطنة عمان) - استكمل القائمون على المشاريع الحيوية بمنطقة الدقم الاقتصادية في سلطنة عُمان تنفيذ الخطط المقررة، متحدين كافة العراقيل التي خلفتها الجائحة، وهو ما سيترجم اليوم الاثنين بتدشين مرحلة إنتاج أول منشأة في المدينة الصناعية الصينية – العمانية.

وذكرت وكالة الأنباء العمانية الرسمية أن منطقة الدقم ستشهد انطلاق نشاط مصنع شركة هونغتونغ الدقم للأنابيب، والذي يعتبر أول مشروع من نوعه في البلد الخليجي تم إنشاؤه بشراكة عمانية – صينية.

ويأتي إنشاء المصنع تتويجا للعلاقات الاقتصادية بين سلطنة عمان والصين، التي كانت من أول البلدان التي ضخت تمويلات كبيرة في منطقة الدقم.

وطورت الصين وجودا واسعا بالبلد الخليجي عبر استثمارات ضخمة متعددة الأوجه والمستويات حتى تصل إلى إقامة المنطقة الصناعية المشتركة والتي ستسمح لعدد من الشركات الصينية بالاستثمار في السلطنة بما لا يقل عن 10 مليارات دولار كمرحلة أولى.

ورغم أن الصفقة المبرمة بين البلدين ركّزت في البداية على توسيع قدرات الإنتاج لمصفاة الدقم والعمليات المرتبطة بها، إلا أنها امتدت فيما بعد إلى نطاق أوسع شملت 3 مجالات وهي الصناعات الثقيلة والخفيفة والاستخدامات المختلطة.

ويختص المصنع الصيني بإنتاج الأنابيب غير المعدنية المصنوعة من مادة لدائن البولي إيثيلين المقوى التي تستخدم بشكل رئيسي في شبكات التجميع ونقل مخرجات الآبار الهيدروكربونية.

وتعد منتجات المصنع إضافة جديدة إلى قطاعي النفط والغاز وتتميز بالجودة العالية وعمرها الافتراضي الطويل مقارنة بالأنابيب المعدنية الشائع استخدامها في هذين المجالين.

ويقول المسؤولون عن المنشأة إن تصنيع الأنابيب سيتم وفقا للمواصفات الفنية المعتمدة من قبل شركة تنمية نفط عُمان الحكومية والمعهد الأميركي للبترول.

ويعتبر مشروع منطقة الدقم الأكبر في تاريخ عُمان، ويقع على بعد نحو 550 كيلومترا عن مسقط ويشغَل مساحة تبلغ ألفي كلم مربع، وهو يأتي في إطار جهود تنويع موارد السلطنة لتشمل صناعات أخرى قبل نفاد الاحتياطيات النفطية القليلة أصلا.

وتشهد المنطقة التي تم إنشاؤها في أواخر عام 2011 إقبالا كبيرا من المستثمرين بفضل موقعها على بحر العرب المفتوح على المحيط الهندي وبالقرب من خطوط الملاحة الدولية.

وتقدم هيئة المنطقة العديد من الحوافز للمستثمرين تتضمن إعفاءات ضريبية وجمركية ومنح حق الانتفاع بالأرض لفترات طويلة تصل إلى 99 سنة.

ومنذ أكتوبر 2019 عززت مسقط من خطوات تحسين مناخ الأعمال عبر إطلاق منصة إلكترونية لتحفيز الشركات المحلية والأجنبية وتسهيل دخولها إلى المنطقة الاقتصادية في الدقم.

وتركز مسقط كثيرا على الدقم التي تتمتع بموقع فريد، إذ يبلغ طول الشريط الساحلي البحري للواجهة السياحية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بها حوالي 18 كلم ما يمكنها من استيعاب أكبر أنواع المنشآت والمرافق الحيوية السياحية.

وكانت المنطقة قد أعلنت الأربعاء الماضي أنها استلمت ميناء الصيد البحري متعدد الأغراض من المقاول الرئيسي وقامت بتسليمه إلى ائتلاف تقوده شركات جهاز الاستثمار العُماني (الصندوق السيادي).

ويضم الائتلاف الشركة العُمانية لتنمية الثروة السمكية والعُمانية للاستثمار الغذائي القابضة وكذلك شركة ميناء لوريان الفرنسي.

ونسبت الوكالة العمانية إلى يحيى بن خميس الزدجالي المكلف بتسيير أعمال المنطقة الاقتصادية بالدقم قوله إنه “تم إنجاز كافة الأعمال الإنشائية المتعلقة بالميناء، وقد تم تسليمه إلى الائتلاف الذي سيقوم بدوره في تنفيذ أعمال البنية الفوقية وتشغيل الميناء”.

وأوضح أن الميناء يعد أكبر ميناء للصيد بالسلطنة وفيه ساحات إضافية تمكن الاستفادة منها للأغراض السياحية والحاويات المرتبطة بالأنشطة الغذائية ويمكنه استقطاب السفن الخشبية والمحمّلة بالمواد الغذائية.

كما يتميز بارتباطه بأكبر منطقة للصناعات السمكية بالبلاد، حيث باشرت بعض المصانع بالمنطقة أعمالها، وكذلك بقدرته على التعامل مع أنشطة الصيد التجارية.

ويبلغ عمق الميناء 10 أمتار، ويتألف من كاسري أمواج بطول 3.3 كيلومتر، ورصيف ثابت بطول 1.3 كيلومتر، و6 مراس عائمة، بالإضافة إلى أرض مخصصة للأغراض السياحية المرتبطة بالميناء، وطرق معبدة تربط الميناء بمنطقة الصناعات السمكية وباقي المشاريع الأخرى بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم.

11