مسرحية لغارسيا لوركا بالعامية التونسية

تونس- احتضن فضاء التياترو مؤخرا سلسلة عروض لمسرحية “بيت برناردا آلبا” نص فريديرك غارسيا لوركا وقد نقله إلى اللغة العامية لطفي الثابت بمراجعة توفيق الجبالي وإخراج مشترك بين جان لوك قارسيا وسهام كوتيني وبمشاركة كل من منى العكروت، ريم عياد، ريم بن عمر، سلمى بن يوسف، بثينة فرشيو، سلمى التريكي الفراتي، آمنة التريكي الفراتي، هالة قدور الفراتي، أميرة العريفي، وأميرة الزرقوني.
وبعد عرضها باللغة الفرنسية، عمل السينمائي لطفي ثابت على إعادة كتابة المسرحية بالدارجة التونسية مع الحفاظ على روح العمل والإخراج.
“بيت برناردا ألبا” هي آخر جزء من ثلاثية لوركا “التربة الإسبانية”، بعد “عرس الدم” و”يرما”. وقد ألفها عام 1936 -أي قبل إعدامه بشهرين- لتطوف بها فرقته “الكراكة” عبر الأرياف الإسبانية. ومع ذلك فلم تعرض إلّا عام 1945 لأول مرة على مسرح “تياترو أفينيدا” ببوينس أيرس، وظلت محظورة في أسبانيا زمن فرانكو لما تتضمنه من إدانة لثقل التقاليد، وتنبّؤ بما سوف تشهده إسبانيا من انحسار نتيجة بقائها رهينة معتقداتها.
في قرية أندلسية صغيرة يقع منزل برناردا ألبا التي تغلق كل نوافذه بعد وفاة الأب، وتلزم الأرملة بناتها على الحداد لمدة ثماني سنوات.
من خلال ثلاثة أجيال نسوية حبيسة بيت لا تغادره، يضع هذا النص جوهر الاستبداد، في وجهيه السياسي والعائلي الحميم. وعبر بناء درامي محكم حيث لا يفتأ التوتر بين نسوة من أسرة واحدة يتصاعد حدّ الانفجار، يعرض العمل صورة عن الانغلاق وكبت الغرائز، وما ينجر عنهما من عنف في العلاقات والمشاعر التي عانت الكبت طويلا، ومن التمرّد والرغبة في التحرر اللذين لا سبيل لمقاومتهما.