مستقبل الموضة بين التكنولوجيا والثقافة المحلية

يتابع الجمهور اليوم آخر صيحات الموضة بشغف، بعد تسريع التقنيات الحديثة للتسويق والإشهار والتوزيع والابتكار والتصنيع من نسق انتشار أخبار الموضة. وبين تدخل التقنيات الحديثة مثل الروبوت والسعي للحفاظ على طابع ثقافي خاص، يحاول الخبراء تحديد توقعاتهم لمستقبل الموضة.
لندن – تم توثيق التكلفة البشرية والبيئية لمجال الأزياء، والتي ترى الصحافية دانا توماس، من خلال كتابها الجديد “فاشونوبوليس”، أنه مجال مكلّف بعض الشيء، ومع ذلك، وبعد أن أمضت ثلاث سنوات في كتابة هذا الكتاب، وسنوات أكثر في البحث في القضية، فإنها لا تزال متفائلة.
وتقول توماس إنه مع تقدم التقنيات، فإنه يجب توقع حدوث أسوأ السيناريوهات وهو “تراجع التكنولوجيا الهادفة، وإنتاج الروبوتات الكثير من الأشياء التي لا نعرف ماذا نفعل بها”. إلا أن توماس لم تفقد الأمل، ووضعت ثقتها في الابتكار والمستهلكين الواعين.
وترى أن مستقبل الموضة يشكّل من خلال:
زيادة في التأجير وإعادة البيع، يمكن أن يتضاعف سوق الملابس المستعملة للنساء من 6 بالمئة إلى 13 بالمئة في السوق الأميركية بحلول العام 2028.
وبالنسبة إلى الأوقات التي تحتاج فيها إلى لبس ثوب لمرة واحدة، فإن المستهلكين يتجهون إلى الإيجار.
موضة محلية أكثر، تعني توماس أن الأمر سيعود مرة أخرى إلى ما يصنع داخل المنزل، حيث نشاهد العديد من الناس الآن وهم يعودون إلى حياكة ملابسهم الخاصة. وتقول الخبيرة “هذا أملي الكبير، بعد العصر الرقمي، سنتجه نحو حياكة الأقمشة وصناعتها بأيدينا".
صنع حسب الطلب؛ تسهّل شركات التسويق عملية طلب الملابس. وتعتقد توماس أن مثل هذه الشركات المبتكرة تستفيد من السوق بشكل كبير. وفي المستقبل، يمكن أن ينطبق هذا على الطباعة ثلاثية الأبعاد، حيث يمكننا شراء رابط ملابس ثلاثي الأبعاد وطباعة ملابسنا الخاصة.
أسعار متوسطة؛ تقول توماس “آمل حقا أن يشتري الناس أفضل ويشترون أقل”، مشيرة إلى أن أسعار الملابس أصبحت أرخص.
وتوضح توماس قائلة “أرى أن السوق يتغير، بدءا من المصممين من الدرجة العالية إلى المصممين العاديين، وتظهر الآن أسواق الملابس المتوسطة”.
الموضة السريعة، تؤكد توماس، في إشارة إلى كتاب إريك شلوسر لعام 2001، “أعتقد أن المجال سيصبح أشبه بقطاع الوجبات السريعة. فجأة شهدنا صعود المطاعم التي تروج للمأكولات العضوية. ولكن لم تختف سلسلة مطاعم ماكدونالدز، على سبيل المثال، وظهرت العديد من الخيارات. والآن يمكنك الحصول على سلطة في مطعم ماكدونالدز. ويمكن أن يحدث الشيء نفسه في عالم الأزياء، مع ظهور شركات الأزياء الأخلاقية التي تؤثر على الموضة السريعة من الداخل وكذلك من الخارج”.
النسيج الخالي من النفايات؛ تعتقد توماس أننا “سوف نرى المزيد من الأقمشة العضوية والطبيعية والمجددة”، مشيرة إلى شركات مثل “وورن أغين، التي تفصل مزيج القطن، وتعيد المادة مرة أخرى إلى المستوى الجزيئي لإعادة استخدامها. وتضيف أن “هذا النوع من الابتكار أمر هام وضروري، بالنظر إلى كمية النفط المستخدمة في إنتاج البوليستر. يجب علينا تجديد ما نمتلكه من ملابس مرة أخرى”.