مساعدة إماراتية لإيطاليا في مواجهة كورونا

إرسال طائرة مساعدات تحمل نحو عشرة أطنان من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى إيطاليا.
الثلاثاء 2020/04/07
ذخيرة لمعركة الحياة ضد الموت

أبوظبي - أرسلت دولة الإمارات العربية المتّحدة طائرة مساعدات تحمل نحو عشرة أطنان من مختلف المستلزمات الطبية والوقائية إلى إيطاليا، يُنتظر أن يستفيد منها نحو عشرة آلاف من العاملين في القطاع الطبي في جهودهم لمواجهة فايروس كورونا المستجد.

وعانت إيطاليا كثيرا في مواجهة الفايروس الذي غزاها بقوّة وحوّلها إلى بؤرة رئيسية من بؤر الوباء في العالم، وتكبّدت خسائر بشرية هائلة قدّرت، إلى حدود الإثنين، بحوالي 15877 شخص قضوا بالمرض من ضمن حوالي 129 ألف مصاب.

وشكت روما شح المساعدات المقدّمة إليها من قبل جيرانها الأوروبيين وشركائها في الاتّحاد الأوروبي.

وكانت الإمارات قد بادرت في وقت مبكّر من انتشار المرض بتقديم مساعدات متنوّعة لعدة بلدان لإسناد جهودها في مواجهته شملت مساعدات عينية، كما شملت القيام بإجلاء رعايا العديد من الدول من الخارج وإعادتهم إلى بلدانهم، لاسيما من الصين وإيران أول بؤرتين للفايروس، بعد التكفّل بإقامتهم في الحجر الصحّي.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية “وام” إنّ مبادرة تقديم المساعدات لإيطاليا تأتي في إطار تعاون دولة الإمارات مع الدول التي تشهد تفشي فايروس كورونا المستجد ومن أجل تعزيز الجهود العالمية للحد من انتشاره.

تعزيز الجهود العالمية للحد من انتشار  الوباء
تعزيز الجهود العالمية للحد من انتشار  الوباء

ونقلت الوكالة عن عمر عبيد الشامسي سفير الإمارات لدى إيطاليا قوله “إن دولة الإمارات التزمت منذ تأسيسها بنهج العطاء للدول والشعوب في المحن والأزمات، وقد أكدت أزمة فايروس كورونا المستجد ثبات هذا النهج وفاعليته وتجلى ذلك في الجهود التي قامت بها في عدد من الدول التي انتشر فيها الوباء والتي تعكس أصالة النهج الإنساني في السياسة الإماراتية التي لطالما وقفت قيادة وشعبا إلى جانب الدول والشعوب في الأوقات الصعبة”.

وأضاف الشامسي أنّ هذه المساعدات تأتي في إطار المبادرات التي تقوم بها دولة الإمارات في مكافحة تفشي فايروس كورونا المستجد “حيث وصلت يد العون إلى أنحاء كثيرة من العالم شملت التعاون مع منظمة الصحة العالمية إضافة إلى تزويد عدد من الدول، من بينها الصين وإيران وأفغانستان وباكستان وسيشل، بالمواد الطبية اللازمة ومواد الإغاثة والضروريات وكافة أشكال الدعم لتجاوز هذه الأزمة”.

وأشار إلى أن المساعدات المقدمة من دولة الإمارات إلى إيطاليا من مستلزمات طبية ووقائية ستمكن الكوادر الطبية هناك من أداء واجبها في مكافحة انتشار الفايروس في البلاد.

ومن جهته قال لويجي دي مايو وزير الخارجية الإيطالي إنّ “هذه المنحة المقدمة من دولة الإمارات تعتبر رمزا للتضامن بين البلدين ومساعدة هامة لأطبائنا وممرضينا والطاقم الصحي”.وتقدم بالشكر لحكومة الإمارات قائلا إنّ مبادرتها ستمكّن الآلاف من حماية أنفسهم وإنقاذ أرواح العديد من المصابين. وأضاف “إننا نخوض مرحلة أشبه بالحرب ضد هذا الفايروس حيث تبذل كوادرنا الطبية جهودا كبيرة في مواجهته. وتشكل أدوات الحماية الشخصية التي قدمتها دولة الإمارات إلى إيطاليا دعما لنا في هذه المواجهة”.

لويجي دي مايو: المساعدة الإماراتية ستحمي الآلاف وتحفظ أرواحهم
لويجي دي مايو: المساعدة الإماراتية ستحمي الآلاف وتحفظ أرواحهم

وكانت الإمارات ذات الصيت العالمي في إغاثة الشعوب المنكوبة وصاحبة الرصيد الكبير في تقديم المساعدات الخارجية، قد بادرت بتقديم العون للعديد من الدول داخل الإقليم وخارجه بهدف مساعدتها على محاصرة الفايروس والحد من انتشاره داخل مجتمعاتها.

وكان لمبادرة الشيخ محمّد بن زايد آل نهيان بالتكفّل بنقل رعايا العديد من البلدان الذين علقوا في ووهان الصينية عندما تحوّلت إلى مدينة موبوءة بكورنا، أثر مباشر في إنقاذ حياة المئات. واستفاد من تلك المبادرة طلبة من عدّة جنسيات، من بينهم يمنيون وسودانيون وكويتيون. كما شملت المبادرة الإماراتية رعايا كوريا الجنوبية التي احتاجت إلى مساعدة الإمارات في إجلاء ثمانين من رعاياها بعد أن تقطّعت بهم السبل في إيران التي تحوّلت بدورها إلى بؤرة لانتشار كورونا.

ولم تستثن الإمارات، إيران ذاتها من المساعدة على مواجهة الجائحة وقامت بشكل مبكّر بإسناد جهود منظمة الصحّة العالمية لإيصال الإمدادات الطبيّة إلى الدولة الجارة. وأتاحت المساعدة الإماراتية للمنظمة نقل إمدادات ومعدات طبية لإيران عن طريق طائرة تابعة للقوات الجوية الإماراتية نقلت 7.5 طن من الإمدادات من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي إلى الأراضي الإيرانية.

كما امتدت المساعدات الإماراتية في مواجهة كورونا إلى أوروبا، حيث تلقّت كل من صربيا وكرواتيا من الإمارات أطنانا من الأدوية والمعدّات الطبية، وذلك في وقت توجّهت فيه انتقادات حادّة للاتحاد الأوروبي بسبب تأخره في تقديم المساعدات الضرورية للبلدان الأوروبية الأقل قدرة على مواجهة الجائحة.

3