مساعدات أميركية عاجلة للجيش اللبناني

بيروت - وقع الرئيس الأميركي جو بايدن مذكرة رئاسية تسمح لوزير الخارجية أنتوني بلينكن بمنح مساعدات فورية للجيش اللبناني بقيمة 47 مليون دولار، ما يعكس التزام واشنطن وحلفائها الغربيين بمنع انهيار أهم المؤسسات القادرة على مواجهة نفوذ حزب الله.
ووجه بايدن بسحب ما يصل إلى 25 مليون دولار من السلع والخدمات من مخزون وموارد أي وكالة تابعة للولايات المتحدة لتقديم المساعدة الفورية للقوات المسلحة اللبنانية وسحب ما يصل إلى 22 مليون دولار من المواد والخدمات الدفاعية من وزارة الدفاع (البنتاغون) لمساعدة الجيش اللبناني.
وينظر إلى الجيش اللبناني منذ فترة طويلة على أنه مؤسسة تمثل نموذجا نادرا يجسد الوحدة وفخر الوطنيين. وأدى انهيار الجيش في بداية الحرب الأهلية عندما انقسم وفقا لانتماءات طائفية إلى تسريع انزلاق لبنان نحو سيطرة الميليشيات.
47
مليون دولار مساعدات أميركية فورية للمؤسسة العسكرية في لبنان
وكثفت القوى الدولية مؤخرا وعلى رأسها الولايات المتحدة وفرنسا دعمها العسكري واللوجستي للجيش اللبناني لعدة اعتبارات على رأسها تعزيز سيادة الدولة ومنع انهيار آخر حصن آمن للبنانيين، إلا أن الدعم الغربي موجه أيضا لمواجهة تنامي قدرات حزب الله العسكرية التي قد يستغلها لفرض أجنداته الداخلية والإقليمية.
ويقول مراقبون إن اندفاعة الغرب لمساعدة المؤسسة العسكرية في لبنان التي تعاني من صعوبات مالية خانقة تهدد بانهيارها، تعكس مخاوف دولية من أن تتسبب الأزمة الاقتصادية الحادة التي لم تع الأطراف السياسية خطورتها إلى الآن في تفكك الحصن الأخير لأمن اللبنانيين في ظل أجندات داخلية وخارجية تتربص باستقرار البلاد.
وتتطلع الدول الغربية إلى دور أكبر للمؤسسة العسكرية اللبنانية نظرًا لما تتمتع به من تقدير من كافة القوى السياسية في الداخل اللبناني، وستكون الدعائم الأساسية لذلك الدور ترجيح كفة الردع العسكري للدولة في مواجهة تنامي قدرات حزب الله العسكرية، لمنع أي ضغوط من الحزب لتحقيق مصالح سياسية في الداخل اللبناني أو تجاه ملفات إقليمية.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إن إدارة بايدن ترغب في تفعيل قدرات الجيش اللبناني للتصدي لحزب الله واحتواء نفوذ إيران في لبنان.
وأوضح المسؤول أن إدارة بايدن تدرك أن طهران تؤدي دورا فاعلا ومؤثرا في لبنان عبر تنظيم حزب الله، وهي بالتالي ستبقى متمسكة بنفوذها في هذا البلد على رغم التقارب الممكن حصوله على مستوى المحادثات غير المباشرة مع طهران والمتعلقة بملفها النووي.
القوى الدولية كثفت دعمها العسكري واللوجستي للجيش اللبناني لعدة اعتبارات على رأسها تعزيز سيادة الدولة ومنع انهيار آخر حصن آمن للبنانيين
وأضاف المسؤول الذي طلب عدم ذكر اسمه أن فريق إدارة بايدن الأمني يرغب في تفعيل قدرات الجيش اللبناني بهدف التصدي لتنظيم حزب الله المدرج على لائحة الإرهاب في واشنطن ومنع سقوط مؤسسات الدولة الأمنية اللبنانية بيد التنظيم.
وتنامى الاستياء في صفوف قوات الجيش بسبب انهيار العملة الذي أدى إلى محو أغلب قيمة رواتبهم.
وانخفضت قيمة الليرة اللبنانية 90 في المئة منذ أواخر 2019 في انهيار مالي يشكل أكبر تهديد لاستقرار لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990.
وحذر قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون من أن الأزمة الاقتصادية وضعت الجيش على شفا الانهيار.
ويؤكد مراقبون أن الاستجابة العاجلة لاحتياجات الجيش اللبناني تعكس رغبة القوى الدولية في تفعيل قدرات المؤسسة العسكرية اللبنانية للتصدي لحزب الله واحتواء نفوذ طهران في البلاد.
وتسعى باريس التي قادت جهود إغاثة للبنان للضغط على السياسيين اللبنانيين المتناحرين الذين أخفقوا حتى الآن في الموافقة على تشكيل حكومة جديدة وتنفيذ إصلاحات من شأنها إتاحة مساعدات مالية أجنبية لبلادهم.
ويشرط المانحون الدوليون بينهم فرنسا والولايات المتحدة تشكيل حكومة إنقاذ وطني من أجل تقديم مساعدات مادية تدفع العجلة الاقتصادية للبنان وتبعده عن شبح الانهيار، إلا أن المصالح الحزبية الضيقة والمحاصصة حالت دون الاستجابة للشروط الغربية حتى الآن.
وفي مؤتمر افتراضي عقد الشهر الماضي برعاية وزارة الخارجية الأميركية ناقش الطرفان خطط تعزيز التعاون العسكري، فيما جددت واشنطن التزامها بدعم الجيش اللبناني من خلال الإعلان عن 120 مليون دولار في شكل تمويل عسكري خارجي إلى لبنان للسنة المالية 2021، وهو ما يمثل زيادة مقدارها 15 مليون دولار عن مستويات السنة الماضية.