مساءلة ترامب فجرت فضائح تلحق الأذى بالديمقراطيين

مذكرة قضائية تتهم نجل بايدن بجرائم احتيال وغسل أموال وعمليات تزوير.
الجمعة 2019/12/27
انقلب السحر على الساحر

هل جنى الديمقراطيون على أنفسهم عندما طالبوا بفتح تحقيق رسمي في مجلس النواب الأميركي لمساءلة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، حول التماسه مساعدة أجنبية لتشويه سمعة منافسه الديمقراطي جو بايدن؟

الحرب التي شنها الديمقراطيون على ترامب لم تقتصر على السياسة، بل طالت حياته الشخصية، واتهموه بدفع مبالغ مالية لإسكات عشيقات مفترضات.

استغرق الأمر 75 يوما ليقر مجلس النواب تهمة “استغلال السلطة” الموجهة لترامب، في التاسع عشر من ديسمبر الحالي، بأغلبية 229 صوتا مقابل 198 وامتناع نائب واحد عن التصويت.

ونجح البرلمان في توجيه تهمة ثانية إلى ترامب، وهي عرقلة عمل الكونغرس، ممهدا الطريق لمحاكمته أمام مجلس الشيوخ، ليصبح بذلك ثالث رئيس في تاريخ الولايات المتحدة يطلق الكونغرس بحقّه إجراءً رسمياً لعزله.

وكانت رئيسة مجلس النواب الأميركي، نانسي بيلوسي، قد افتتحت جلسة التصويت قائلة “نبدأ بكل حزن مداولات مساءلة ترامب (…) الرئيس لم يترك لنا خيارا سوى مساءلته”، معتبرة أن “ترامب يشكل تهديدا مستمرا لأمن الولايات المتحدة”.

ستيفاني جريشام: إدانة ترامب تمثل أكثر الأحداث السياسية المخزية في تاريخ أمتنا
ستيفاني جريشام: إدانة ترامب تمثل أكثر الأحداث السياسية المخزية في تاريخ أمتنا

في المقابل، علّق ترامب قائلاً إن “الديمقراطيين يحاولون إبطال فوزه في الانتخابات”، واتهمهم بالسعي إلى “إبطال تصويت ملايين الأميركيين”.

للمرة الثانية ظن العالم أن ترامب وقع بالفخ الذي نصبه له الديمقراطيون.

لم يراهن ثعلب البيت الأبيض على حكم بالبراءة، فهو يعلم أنه ليس فوق القانون. ولكنه راهن على أن الحملة التي شنها الديمقراطيون ضده، ستخدمه وسيكون لها تأثير إيجابي على حملة إعادة انتخابه.

واليوم، تأتي الدلائل لتشير على أن الديمقراطيين أخطأوا حين وافقوا نانسي بيلوسي، عدوّة ترامب اللدودة، على “خيار المساءلة”.. وأن مساءلة ترامب فجرت فضائح طالت بايدن ونجله، وقد تلحق الضرر بالديمقراطيين.

ويجري الحديث الآن عن مذكرة قدمت للقضاء الأميركي، من قبل شركة تحريات خاصة D&A، تتهم هانتر بايدن، نجل نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بمواصلة التهرب من طلبات التحقيق في قضية إثبات نسب، إضافة إلى اتهامات تتعلق “بجرائم جنائية تشمل الاحتيال وغسل الأموال وعمليات تزوير”، بحسب موقع شبكة، فوكس نيوز، الأميركية. وتقول شركة التحريات إن عنصر المخابرات الذي قام بالإبلاغ عن مكالمة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ونظيره الأوكراني، هو مرافق لنائب الرئيس السابق بايدن في رحلة إلى أوكرانيا، أوائل عام 2016، وباعترافه شخصيا، مارس خلالها ضغوطا على الحكومة الأوكرانية لعزل المدعي العام من منصبه، مهدداً بحجب مساعدات أميركية بقيمة مليار دولار.

ولم تتمكن، فوكس نيوز، من التأكد من دقة ادعاءات شركة D&A، كما لم يستجب المحامي، مارك زيد، وهو الممثل القانوني لعنصر الاستخبارات المبلغ عن محادثة ترامب الهاتفية، لطلب الشبكة للحصول على تعليق.

وفي نفس اليوم، الذي أودعت فيه شركة التحريات، مذكرتها القانونية بالمحكمة، والتي تم نشر تفاصيلها على صفحات “نيويورك بوست” و”ديلي ميل” البريطانية، بادرت بتقديم طلب انضمام إلى دعوى قضائية رفعتها سيدة تدعى، لوندن ألكسيس روبرتس، لإثبات نسب طفلها إلى هانتر بايدن.

وسارع، هانتر بايدن، إلى دحض الادعاءات، وأبلغ المحكمة أنها ادعاءات كاذبة، ومحاولة مكشوفة لكسب اهتمام إعلامي وحشد الرأي العام.

وتضمنت المذكرة القانونية تساؤلات، لم يتم حسمها بإجابات قاطعة، تتصل بجلسات مساءلة الرئيس ترامب بمجلس الشيوخ. ومن أبرزها أنه بعد انتهاء فترة عمل جو بايدن كنائب للرئيس، قام بحضور مؤتمر ناقش خلاله ما دار في اجتماع غير معلن عنه بأوكرانيا لأول مرة، حيث ذكر متفاخرا أمام باقي المشاركين “لقد قلت لهم: أنا أخبركم أنكم لن تحصلوا على مبلغ المليار دولار (…) ما لم يعزل المدعي العام. وبالفعل تم فصل المدعي العام”.

يدرك ما ينتظره
يدرك ما ينتظره

وتؤكد التحريات المدونة في المذكرة القانونية، أن هانتر بايدن وشركاءه التجاريين قاموا بـ”إنشاء حسابات مالية مصرفية لدى مؤسسة مورغان ستانلي وشركاه” لصالح شركة الغاز الطبيعي الأوكرانية في إطار مخطط “لغسل الأموال”. ونفى جو بايدن معرفة أيّ شيء عن تعاملات ابنه التجارية.

وكانت الحياة الخاصة لهانتر بايدن قد عادت لتتصدر عناوين الصحف في وقت سابق، عندما أشار عضو مجلس النواب عن الحزب الجمهوري، مات غايتز، إلى اعتراف سابق لهانتر بتعاطي المخدرات.

واستشهد غايتز بمقال، نشر خلال شهر يوليو في مجلة “نيويوركر”، وتضمن مقابلات مع هانتر الذي تحدث فيه عن تعرضه لحادث سيارة في عام 2016. وأنه، وفقًا للمقال، أبلغ الموظفون في شركة تأجير سيارات عن عثورهم على أداة لتعاطي الكوكايين داخل حطام السيارة. كما نقل المقال عن هانتر وصفه لمحاولاته شراء مخدر الكوكايين من معسكر إيواء للمشردين في لوس أنجلوس.

وتساءل أعضاء جمهوريون في مجلس النواب عن السبب وراء دفع راتب إلى هانتر بايدن، يصل إلى خمسين ألف دولار شهريا، من قبل شركة الغاز الطبيعي الأوكرانية، وذلك بالتزامن مع تولي والده قيادة المعاملات الدبلوماسية لإدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما مع العاصمة الأوكرانية كييف.

البيت الأبيض واثق من أن مجلس الشيوخ الأميركي سيبرئ الرئيس ترامب، في المحاكمة التي يتوقع أن تبدأ جلساتها خلال شهر يناير. واعتبرت المتحدثة باسم البيت الأبيض، ستيفاني جريشام، أن اليوم الذي أدان فيه مجلس النواب ترامب هو يوم “يمثل ذروة واحدة من أكثر الأحداث السياسية المخزية في تاريخ أمتنا. من دون الحصول على صوت جمهوري واحد، ومن دون تقديم أيّ دليل على وقوع مخالفات، مرر الديمقراطيون بندي مساءلة الرئيس في مجلس النواب”.

وأضافت “الرئيس واثق من أن مجلس الشيوخ سيعيد النظام والعدالة والإجراءات القانونية التي جرى تجاهلها خلال تحركات مجلس النواب. إنه مستعد للخطوات المقبلة، وواثق من أنه ستتم تبرئته تماماً”.

ترامب واثق منذ البداية، أن العاصفة التي أرادها الديمقراطيون، ستتحول إلى زوبعة. ولكن يبقى السؤال لماذا أصرّت، نانسي بيلوسي، على المضي قدما في إجراءات العزل، رغم تشكيك نواب ديمقراطيين، فاتحة بذلك الطريق لتفجير فضائح طالت بايدن وابنه، وقد تلحق الأذى بالديمقراطيين؟

6