مدرسة مصرية تعلم الأطفال الموسيقى مجانا

 الأطفال يتعلمون الرقص والغناء والموسيقى وعروض السيرك، بهدف تهذيب سلوكهم وإعدادهم لمستقبل أكثر انفتاحا.
السبت 2018/03/17
الرقص والموسيقى مجانا للأطفال

القاهرة - تقول الأديبة الجزائرية أحلام مستغانمي “حاذر أن تغادر حلبة الرقص كي لا تغدرك الحياة”، هذه الجملة تطبقها إحدى مدارس الفنون على أطفال في حي الدرب الأحمر الشعبي بوسط العاصمة المصرية القاهرة، حيث يتعلمون الرقص والغناء والموسيقى، بهدف تهذيب سلوكهم وإعدادهم لمستقبل أكثر انفتاحًا.

تم وضع النواة الأولى لهذه المدرسة عام 2010، بالتعاون بين مؤسسة أغاخان للتنمية، وهي مؤسسة غير هادفة للربح، بالتعاون مع شركة جنينة المصرية للأنشطة الثقافية والفنية، ويتم اختيار الأطفال في المرحلة العمرية من 8 إلى 18 عامًا، ويقع توزيعهم على فصول، حسب رغبة كل طفل.

تقع مدرسة الفنون للأطفال بحديقة الأزهر، القريبة من جامع الأزهر، وتطل على حي الدرب الأحمر وقلعة صلاح الدين الأيوبي، بعد أن كانت مكانا تُلقى فيه القمامة، لكن مؤسسة أغاخان قامت بتنظيفها وتحويلها إلى حديقة كبيرة، اقترنت بها عدة أنشطة فنية وثقافية يقدمها القائمون عليها لأهالي المناطق المحيطة بها مجانا.

قالت خولة أحمد أبوسعدة، سورية ومسؤولة في إدارة مدرسة الفنون، لـ”العرب”، “نعمل على مساعدة أطفال الدرب الأحمر لتهذيب سلوكهم، من خلال تعليم الرقص وفنون السيرك والموسيقى”. واعترفت أن البداية كانت صعبة في إقناع الأهالي بأهمية دراسة الفنون لأطفالهم، وقد أخذوا المشروع على محمل السخرية، ثم تجاوبوا وأصبح عدد التلاميذ بالمدرسة 120 طفلًا وطفلة، كما أن المتقدمين هذا العام للالتحاق بالمدرسة بلغ ضعف هذا الرقم، وخضعوا لاختبارات موسيقية وفنية وفي اللياقة البدنية.

وتضم المدرسة عشرة فصول للتدريب على الرقص والموسيقى والفنون المختلفة، ويضم كل فصل دراسي عددا من الأطفال يتراوح بين 10 و15 طفلا، وتبلغ مدة الدراسة عامين، بواقع حصة يوميًا مدتها أربع ساعات، عقب عودة الأطفال من مدارسهم العادية، وتبتدئ الأنشطة على الساعة الثالثة والنصف مساء وتنتهي عند الساعة السابعة والنصف مساءً. وتمنح المدرسة عطلة رسمية في الأوقات التي يؤدي فيها الأطفال امتحاناتهم بمدارسهم العادية، لخلق نوع من التوازن بين دراستهم والتحاقهم بمدرسة الفنون. كانت البدايات خاصة فقط بتعليم الموسيقى، ومع تقديم العروض رأى القائمون عليها ضرورة أن تصاحبها عروض فنية خاصة بألعاب السيرك. في المدرسة نحو 20 مدربا، يقوم كل واحد منهم بتدريس أحد فروع الفنون الثلاثة الرئيسية، وهي: الموسيقى والسيرك والرقص.

وأكد أحمد علي، وهو مدرب الإيقاع بالمدرسة، لـ”العرب”، أن هناك فروقا بين الأطفال المقبلين على تعلم فنون الإيقاع، مثل العزف على الآلات الشرقية والدف، وتعلم الطبلة والرق والآلات الأفريقية الإيقاعية، مثل الجيمبي والوكنجا وآلات النفخ مثل الترمبون. وأوضح أن الفصل الواحد يضم 15 طفلا من مختلف الأعمار، والسن ليست معيارا للاختيار، بل القدرة على العزف واستكمال الدراسة هما الأساس.

وأضاف علي، وهو حاصل على شهادة عليا من كلية التربية الموسيقية ويقيم حفلات بدار الأوبرا المصرية، أن الأطفال ينقسمون إلى 3 أنواع، منهم من يملك الموهبة وهؤلاء أكثر تميزا وأسرع تعلما، وهناك من لا يملك الموهبة لكنهم يحبون التعلم، وهناك من لا يملكون الموهبة ولا حب التعلم ويملون سريعًا، وفي هذه الحالة عليهم أن ينسحبوا ويتم توجيههم للذهاب إلى الدراسة في قسم آخر يمكنهم الاستفادة منه.

وأثرت المدرسة بشكل كبير في الأطفال الذين تخرجوا منها، واستطاعت أن تحببهم في الفن، وتجعله ضمن أنشطة حياتهم، وهناك طلبة التحقوا بمعهد الباليه، ومنهم من واصل دراسته في معهد الفنون المسرحية وكلية التربية الرياضية.

21