مخاوف على حياة المدنيين مع تواصل معارك قره باغ

احتمال وقوع حرب مفتوحة بين المسلحين الانفصاليين الأرمن والجيش الأذري يثير مخاوف من زعزعة الاستقرار بشكل أوسع في ظل تنافس قوى متعددة في المنطقة.
الثلاثاء 2020/10/06
قصف عنيف استهدف المدنيين

غوريس (أرمينيا)- استمرت المعارك بين المسلحين الانفصاليين الأرمن والجيش الأذري الاثنين في ناغورني قره باغ، غداة يوم شهد قصفا عنيفا طال مدنا أخرى، ما يثير المخاوف على حياة المدنيين.

وذكرت وزارة الخارجية في المنطقة الانفصالية في قره باغ أن مدينة ستيباناكرت، التي يبلغ عدد سكانها 50 ألف نسمة، تعرضت “لقصف صاروخي مكثف”.

ويأتي ذلك غداة تعرض بلدات على جانبي الجبهة للقصف بنيران المدفعية، لاسيما ستيباناكرت وشوشة المجاورة لها، وفي أذربيجان تم استهداف غنجه، ثاني مدينة في البلاد التي تبعد 60 كم عن خط التماس، بالإضافة إلى بيلاغان.

وذكرت تقارير رسمية أن القصف بالقذائف على وجه الخصوص، أدى إلى مقتل أربعة من سكان المنطقة الانفصالية وخمسة في أذربيجان، فضلا عن العديد من الجرحى.

وتبادل الطرفان كالعادة، منذ استئناف النزاع في 27 سبتمبر، الاتهامات باستهداف المدنيين عمدا، وبثّ صور منازل مدمرة أو صواريخ غير منفجرة مزروعة في الواجهات. وأمام عنف القصف الذي طال مناطق مأهولة، أعربت روسيا عن قلقها من نقطة التحوّل هذه.

سجل حتى الاثنين مقتل 251 شخصا، هم 209 من المسلحين الانفصاليين و18 مدنيا من قره باغ و24 مدنيا أذريا

وأعرب وزير الخارجية الروسية سيرجي لافروف عن قلقه لنظيره الأرمني من “زيادة عدد الضحايا بين السكان المدنيين”، مجددا دعوة موسكو، القوة الإقليمية الرئيسية، إلى “وقف إطلاق النار في أسرع وقت ممكن”.

وتعرضت المئات من المنازل والبنى التحتية الرئيسية مثل المستشفيات والمدارس للتدمير أو الإضرار، وفقا للجنة الدولية للصليب الأحمر. لم يعط الانفصاليون الأرمن والأذريون، في اليوم التاسع من القتال، أي مؤشر على رغبتهم في تلبية دعوات الهدنة التي أطلقها معظم المجتمع الدولي.

ولا تزال حصيلة المعارك جزئية إذ لم تعلن باكو خسائرها العسكرية. وسجل حتى الآن مقتل 251 شخصا، هم 209 من المسلحين الانفصاليين و18 مدنيا من قره باغ و24 مدنيا أذريا. ويؤكد كل جانب أنه قتل من الطرف الآخر ما بين ألفي إلى ثلاثة آلاف مقاتل.

ويثير احتمال وقوع حرب مفتوحة بين البلدين الواقعين في جنوب القوقاز واللذين كانا سابقا ضمن الاتحاد السوفييتي، مخاوف من زعزعة الاستقرار بشكل أوسع في ظل تنافس قوى متعددة في المنطقة، منها روسيا الحكم الإقليمي التقليدي، وتركيا حليفة أذربيجان وإيران والغرب.

وتُتهم أنقرة بصب الزيت على النار من خلال تشجيع باكو على شن هجوم عسكري ويشتبه بأنها أرسلت مرتزقة سوريين موالين لها إلى قره باغ.

5