مخاطر الإفراط في التمارين الرياضية

برلين – تعتبر الرياضة والتمارين البدنية من الأمور الهامة للحفاظ على اللياقة والصحة، وكذلك تنشيط الدورة الدموية وبعض العمليات الحيوية في الجسم مثل عملية الأيض، والحفاظ على التوازن الحركي وكذلك على الوزن المناسب لطول الجسم، ولكن لا بد من عدم المبالغة أو الإفراط في ممارسة الرياضة تفاديا للعواقب الوخيمة على الجسم والنفس معا.
علامات تحذيرية
عند المبالغة في التمارين الرياضية وبلوغ درجة الإجهاد يصدر الجسم علامات تحذيرية تدل على الإفراط في التدريب ومن بينها الشعور بالاضطراب والتوتر وعدم الرغبة في التدرب لفترة قد تمتد لأسابيع، وكلها علامات تحذيرية لا بد من أخذها على محمل الجد.
وأوضح البروفيسور إنجو فروبوزه، من جامعة العلوم الرياضية بمدينة كولن الألمانية، أن الرياضة لا تعمل وفق التصور بأن الكثير منها يؤدي إلى المزيد من الفوائد، وهو الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون بالتحمس كثيرا في البداية.
لا ينشأ الخطر الأكبر من الإرهاق من وحدات التدريب الفردية المكثفة للغاية، ولكن من مجموعها وفترات الاستراحة القصيرة
وأضاف الخبير الألماني أنه يتعين على المبتدئين التدريب كل يومين، مع العلم بأن نظام القلب والأوعية الدموية يتكيف مع الإجهاد البدني بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع، في حين أن الأربطة والأوتار والعظام تستغرق ثلاثة إلى أربعة أشهر لكي تعتاد على التمارين والنشاط البدني.
وتتنوع الإشارات التي من خلالها يستدل على المبالغة في التمارين ما بين النفسية والجسدية مثل قابلية العدوى، والمفاصل الدافئة مع ظهور اللون الأحمر عليها، وزيادة النبض في صباح اليوم التالي. وأكد البروفيسور فروبوزه أن ظهور الألم بعد 18 إلى 24 ساعة من ممارسة الرياضة يكون بسبب التمرين.
أهمية الشعور بالألم
أضاف فالنتين زد ماركسر، رئيس الجمعية الألمانية للطب النفسي الرياضي، أن الألم دائما ما يكون إشارة هامة من الجسم لا بد من أخذها على محمل الجد؛ حيث يهدف في المقام الأول لحماية الصحة، وهو ما يمكن تجاهله في بعض التمارين البسيطة، على العكس من المدى الطويل وهو ما لا يمكن تجاهله للمخاطر. وقد ينعكس الإفراط في التدريب على الحالة النفسية مثل الشعور بالقلق والتوتر ومشكلات في النوم وعدم الاهتمام بالتدريب والرغبة فيه، وقد تتطور هذه المشكلات وتؤدي في النهاية إلى الاكتئاب.
وأوصى فالنتين زد ماركسر المبتدئين في ممارسة التمارين الرياضية، خاصة إذا كانوا أكبر من 35 سنة، بفحص طبي رياضي قبل بدء التدريب، للتأكد من سلامة وظائف القلب والدورة الدموية والرئة، ويتم فحص العظام ويتم استبعاد الأمراض الكامنة الخطيرة، وفي أفضل الأحوال، يجري الرياضيون هذا الفحص بشكل منتظم.
فترات الاستراحة
تعتبر فترات الاستراحة مهمة بشكل خاص لمنع الإفراط المنهك للجسم والحالة النفسية، وشرح فروبوزه بأنه لا ينشأ الخطر الأكبر من الإرهاق من وحدات التدريب الفردية المكثفة للغاية، ولكن من مجموعها وفترات الاستراحة القصيرة.
وأثناء التدريب يتعين إمداد الجسم بالماء والطاقة، وأوضح البروفيسور الألماني أنه يُنصح بإمداد الجسم بكمية بروتين من 1 إلى 1.5 غرام لكل كيلو غرام من وزن الجسم.
وبالنسبة لفترات الاستراحة بين الحصص التدريبية فإن الخبير الألماني فروبوزه أوصى بأخذ استراحة لمدة 12 إلى 18 ساعة بعد الجري، أما مع الأشخاص غير الرياضيين فتصل مدة الاستراحة من 24 إلى 36 ساعة.