محن ميسي تتضاعف قبل موعد الكرة الذهبية

باريس - مع اقتراب العد التنازلي للإعلان عن الفائز بالكرة الذهبية وبدء الحملات الإعلامية التكهن بمن سيخطف الجائزة الثمينة، دخل ليونيل ميسي أحد أبرز المرشحين في نفق مظلم.
فانطلاقة ميسي مع باريس سان جرمان كانت مخيبة للآمال رغم إحرازه 3 أهداف لفريقه في دوري الأبطال، إلا أنه عجز عن هز الشباك أو حتى صناعة الأهداف لزملائه خلال ظهوره في 5 مباريات بالدوري الفرنسي. وتعددت أسباب التباين، واختفت بصمة ميسي بعد مرور 12 جولة كاملة من الليغ وان.
ذهن شارد
بين عشية وضحاها لم يجد “ليو” حرجا في البكاء بحرقة أمام الملايين قبل المؤتمر الصحافي الذي أعلن فيه توديع البارسا، لأنه لم يتخيل أن لحظة الفراق قد جاءت بالفعل بعد مسيرة امتدت لما يقرب من 15 عاما.
وفجأة وجد ميسي نفسه وسط حشود بالآلاف ترحب بوصوله إلى العاصمة الفرنسية احتفالا بقدومه إلى “بي.إس.جي” والتوقيع على عقد مدته عامان مع إمكانية التمديد لموسم إضافي.
انطلاقة النجم الأرجنتيني ميسي مع باريس سان جرمان كانت مخيبة للآمال رغم إحرازه 3 أهداف لفريقه في دوري الأبطال
ونسي ميسي أحزانه، واختفت دموعه سريعا، ما دفع البعض للتشكيك في نواياه، واتهامه بأنه كان يعتزم بالفعل الرحيل عن البارسا، وأن ذلك ليس لفشل إدارة النادي الكتالوني في توثيق عقده. إلا أن ماوريسيو بوكيتينو مدرب الفريق الباريسي أقر بأن النجم الأرجنتيني مشتت نسبيا، لأنه يمر حاليا بمرحلة الاندماج مع زملائه داخل الملعب، وكذلك التأقلم مع أسرته على أجواء المعيشة في مدينة جديدة. فاللاعب الفائز بالكرة الذهبية 6 مرات لم يستقر حتى الآن في منزل خاص به، بل يعيش وأسرته داخل جناح فندقي.
وعاش “ليونيل” لحظات لا تنسى في الحادي عشر من يوليو الماضي عندما كسر العقدة، وتوج مع المنتخب بلقبه الأول بالفوز بكوبا أميركا على حساب البرازيل في المباراة النهائية. وبعد التتويج حصل ميسي على راحة للاستشفاء بعد موسم شاق مع الأرجنتين والبارسا.
ولم ينتظم النجم الأرجنتيني في معسكر الإعداد للفريق الكتالوني لحين إنهاء مسألة توثيق عقده، وبانتقاله إلى “بي.إس.جي” كان الفريق الباريسي قد أنهى فترة إعداده بالفعل، بل بدأ مشواره الرسمي محليا بخوض أكثر من جولة في الدوري.
ولم يستعد ميسي بدنيا بالشكل الأمثل بل اكتفى بالانتظام في تمارين الفريق الباريسي لما يقرب من أسبوعين ثم تم الدفع به سريعا في المباريات.
وزادت على ذلك رحلات السفر المرهقة إلى أمريكا الجنوبية، وخوض 5 مباريات في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم خلال الشهرين الماضيين. وكانت المحصلة إصابتين لميسي، الأولى في الركبة أبعدته لمباراتين، والثانية شكوى عضلية أدت إلى استبداله بين شوطي مباراة لِيل، ولم يتحدد بعد مدى قوتها أو تأثيرها.
ارتباك وتخمة

هل كان باريس سان جرمان في حاجة إلى ميسي؟ ماذا سيضيف ليو إلى الهجوم الباريسي؟ ومن سيكون الضحية؟ وكيف يتعامل بوكيتينو مع التخمة في الخط الأمامي؟ كلها أسئلة تبحث عن إجابة، لكن على أرض الواقع بدت ملامحها في الظهور تدريجيا، حيث لم يستقر بوكيتينو بعد على التوليفة الهجومية لأسباب عديدة منها اضطرارية.
ووجد مدرب سان جرمان نفسه محروما من آنخيل دي ماريا بسبب إيقافه 3 مباريات في دوري الأبطال، بخلاف دخول ماورو إيكاردي في أزمة مع زوجته واندا نارا أبعدته عن المشاركة في التدريبات والمباريات. كما أن هناك حربا مدفونة بين الثنائي نيمار ومبابي، حيث انتقد الأخير زميله علانية واتهمه بالأنانية في الوقت الذي يبحث فيه بوكيتينو عن التوظيف الأمثل لميسي وكتيبته الهجومية، وهل سيدفع بالرباعي الذهبي معا أم يتحمل العواقب بوضع أحدهم على مقاعد البدلاء أو التجرؤ على إخراجهم من الملعب؟