محمد سلمان فنان سوري يدمج الخط بالرسومات والألوان المتوهجة

الفنان التشكيلي بدأ رسوماته بقلم الرصاص، ثم اتجه من الواقعية والكلاسيكية صوب التجريدية الحديثة التي جسدها ببعض الكولاج.
الاثنين 2021/02/01
أعمال متفجرة الألوان

حمص (سوريا) – أتقن الفنان التشكيلي السوري محمد سلمان أنماط الخط العربي المختلفة ووجد في حروفه وزخرفاتها موئلا يحتضن ملكته الفنية التي تبدت في رسوماته التشكيلية.

سلمان الذي خط درب الفن التشكيلي على مدى 40 عاما في حمص يتطلع إلى مستقبل فني أفضل لهذه المدينة لأنها ستظل تنتج فنانين متميزين كما عهدها دائما.

وحول تجربته يقول سلمان إنه بدأ رسوماته بقلم الرصاص مجسدا صورا لوجوه البورتريه والطبيعة الصامتة متدرجا نحو الألوان المائية فالزيتية، متجها من الواقعية والكلاسيكية صوب التجريدية الحديثة التي جسدها ببعض الكولاج محبذا مع ذلك الرسم بالأكريليك لأنه سريع الجفاف وهو ما يخدم انفعالاته الآنية عندما يصبها مباشرة على اللوحة.

ويوضح سلمان إنه تأثر بالفنان العالمي هنري ماتيس وبمدرسته الوحشية الميالة إلى الألوان الصاخبة والقوية وما تبثه في اللوحة من حيوية والتي استقاها هو الآخر من تأثره بالفن المغربي والجزائري الشرقي.

محمد سلمان: أعمالي تأثرت فيها بالفنان العالمي هنري ماتيس والفنان السوري فاتح المدرس الذي اشتغل على الأيقونة القديمة
محمد سلمان: أعمالي تأثرت فيها بالفنان العالمي هنري ماتيس والفنان السوري فاتح المدرس الذي اشتغل على الأيقونة القديمة

تعرف المدرسة الوحشية، وهي مدرسة من مدارس الفن التشكيلي، على أنها اتجاه فني قام على التقاليد التي سبقته مع مطلع القرن العشرين، حيث اهتم مرتادوها بالضوء المتجانس والبناء المسطح فكانت سطوح ألوانهم تتألف دون استخدام الظل والنور، أي دون استخدام القيم اللونية، فقد اعتمدوا على الشدة اللونية بطبقة واحدة فقط.

ومن أبرز خصائص هذه المدرسة، التي نجدها حاضرة بقوة في أعمال سلمان، عنف التباينات، والثورة اللونية، وانفجار الألوان، وأسبقية اللون على الرسم وسرعة الإنجاز. ويعتمد رساموها على أسلوب التبسيط في التشكيل، فتأتي أعمالهم أشبه بالرسم البدائي إلى حد ما.

كما تأثر سلمان، كما يقول، بالفنان فاتح المدرس الذي اشتغل على الأيقونة القديمة في سوريا المفعمة باللون السوري العريق وبالوجوه الشرقية ليخطو على منواله لكن بقالب حداثي تتبدى فيه البيئة الاجتماعية بموضوعاتها المعاصرة.

واللوحة عند المدرس، على غرار ما نجدها عند ماتيس، ترجمة آنية لمجمل معارفه وهمومه وهواجسه، وهي تخرج دفعة واحدة عبر شحنة انفعالية قوية، تتزاحم فيها الصور، وتتكاثف الرؤى، وتنهمر العواطف والمعارف مشكلة شلالا من الأشكال والألوان التي تفصح عن موقف إنساني ممزوج غالبا بعناصر الطبيعة والحياة.

عمل الفنان كخطاط للشهادات الجامعية وغيرها من الكتب والمواثيق في جامعة البعث أضفى على تجربته لونا آخر من الإبداع، ويشرح بأنه دمج الرسم مع الخط العربي ليقدم إبداعا يعطي اللوحة جمالا أبهى حين يضمنها حكمة أو قولا مأثورا أو بيتا شعريا وغيره فتتناغم الكلمات مع الألوان مظهرا ميله نحو التجربة المغربية بهذا النوع الفني.

شغفه بالخط العربي وأنماطه ولاسيما الديواني دفعه إلى إقامة دورات لتعليم فن الخط في المعاهد والجامعات والتي استهدفت الأطفال وطلاب الجامعة من جهة وموظفيها من جهة أخرى بغية إعداد جيل مؤمن بأن الخط العربي سيظل أروع فنون أجدادنا لنعرف بها الأجيال.

ويخلص الفنان سلمان إلى أن حمص التي كانت تشتهر بعدد كبير من الفنانين التشكيليين والخطاطين المبدعين لا بد أنها ستنهض يوما مثل طائر الفينيق فيشع الألق في معارضها التشكيلية التي تنادي فنانيها بأن يعودوا ويكملوا مشوار أسلافهم من المبدعين.

وكان سلمان وهو من مواليد حمص قد شارك في العديد من المعارض التشكيلية في سوريا وخارجها آخرها معرض أورنينا للثقافة والفنون في قصر عبدالحميد الزهراوي بحمص نهاية العام الماضي.

صورة

 

15