محكمة إسبانية تسقط دعوى إبادة جماعية ضد زعيم جبهة البوليساريو

المحكمة الوطنية الإسبانية أسقطت التهمة فقط في حالة زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، أما بقية المتورطين ليسوا معنيين بالقرار.
الجمعة 2021/07/30
الشكوى لا تحتوي على جميع عناصر جريمة الإبادة الجماعية

مدريد – أعلن قاضي التحقيق في المحكمة الوطنية الإسبانية، الخميس، عن إسقاط التهم التي جاءت في شكوى الجمعية الصحراوية للدفاع عن حقوق الإنسان، ضد زعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي، حسب مصدر قضائي إسباني.

واتهمت الجمعية غالي بارتكاب جرائم تتعلق بـ”الإبادة الجماعية، القتل، التعذيب والاختفاء القسري” في حق مواطنين بالصحراء المغربية، بعضهم من أصول إسبانية بين سنتي 1975 و1990.

وحسب القرار الموقع من قبل القاضي سانتياغو بيدرازا، فإن المحكمة ترى بأن الوقائع “طالها التقادم”.

ويحدد القانون الجنائي آنذاك (1973) فترة التقادم بعشرين سنة في ما يتعلق بـ”الجريمة الكبرى” الموجهة لغالي ومن معه.

ويعتبر القاضي بيدرازا “أن الوقائع الواردة في الشكوى لا تحتوى على جميع عناصر جريمة الإبادة الجماعية: نية التدمير الكلي أو الجزئي للمجموعة التي ينتمي إليها المعارضون الذين تعرضوا للقتل أو التعذيب”، وبحسب القرار فإنه “لا أثر لمجموعات فرعية تقسم الشعب الصحراوي حسب موقعه الجغرافي”.

وأشار بيدرازا في القرار ذاته إلى وجود “تناقضات” بين ما ورد في الشكاية وأقوال الشهود، بالإضافة إلى نقص واضح في التفاصيل ذات الصلة بمكان وزمان الوقائع، فضلا عن التفاصيل الملموسة حول مشاركة إبراهيم غالي”.

وتم إسقاط التهمة فقط في حالة غالي، أما بقية المتورطين (23 شخصا)، من بينهم مسؤلون كبار في الجبهة الانفصالية ليسوا معنيين بالقرار وسيظلون تحت مراقبة العدالة الإسبانية.

وتسبب دخول غالي المصاب بفايروس كورونا إلى مستشفى في إسبانيا، في أزمة سياسية بين الرباط ومدريد.

إسقاط التهمة تم فقط في حالة إبراهيم غالي أما بقية المتورطين سيظلون تحت مراقبة العدالة الإسبانية

ووصل غالي إلى إسبانيا في أبريل الماضي على متن طائرة تابعة للرئاسة الجزائرية هبطت في قاعدة سرقسطة الجوية، حيث تم نقله في سيارة إسعاف إلى المستشفى.

 وكان ناصر بوريطة وزير الخارجية والتعاون الدولي المغربي قد تطرق للشكاوى الموضوعة ضد غالي.

 وتساءل في حوار له مع وكالة الأنباء الإسبانية “إفي” “أين هي العدالة من كل هذا؟ ألم ير أي قاض أنه من الضروري التعامل بإيجابية مع هذه الشكاوى”؟

ووافق غالي على المثول أمام العدالة عبر تقنية المناظرة المرئية للرد على الشكوى المقدمة ضده من طرف الجمعية، بالإضافة إلى الشكوى التي تقدم بها فاضل بريكة المنسق عن جبهة البوليساريو، والذي يتهمه بالتعذيب وجرائم ضد
الإنسانية.

وأكد، أحد الشهود في قضية غالي، الثلاثاء أمام قاضي المحكمة الوطنية الإسبانية، حول مزاعم التعذيب الذي مارسته جبهة البوليساريو في مخيمات اللاجئين بيتندوف، أنه تعرض للتعذيب بحضور غالي، الذي كان حاضرا في السجن الذي صدرت منه أوامر بإساءة المعاملة الجسدية.

وقال أحمد التروزي (أحد شهود العيان) إن عمليات التعذيب التي تعرض لها تمثلت في نزع الأسنان والأضراس والحرق بواسطة السجائر والمكواة، كما تم ربط يديه ورجليه وعصب عينيه، وهي ممارسات تركت آثارا في جميع أنحاء جسمه.

ولإعطاء دفعة للسياسة الخارجية لإسبانيا لتجاوز الأزمة الدبلوماسية المستعصية مع المغرب، سبق أن غادرت وزيرة الخارجية الإسبانية أرانتشا غونزاليس لايا الحكومة، بعد التعديل الموسع الذي قام به رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز.

وجاءت الإطاحة بوزيرة الخارجية بعد تحميلها مسؤولية استمرار الأزمة مع المغرب، ووجهت إليها انتقادات بخصوص تدبيرها للأزمة الدبلوماسية بين الرباط ومدريد من طرف قوى سياسية وأحزاب إسبانية معارضة.

وصرّح وزير الخارجية الإسبانية الجديد، خوسيه مانويل ألباريس أن من أولوياته استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الدول المتوسطية، خاصة مع الجار الجنوبي، مقرا بأن “على إسبانيا تعزيز العلاقات مع المغرب الصديق الكبير والجار الجنوبي”.

04