مجلة "الجديد" تدخل ساحات بغداد

لندن - تحت عنوان “هذا الجسر لي” نشرت مجلة "الجديد" الشهرية الثقافية، التي تصدر في لندن، ملفا خاصا في عددها لشهر مارس عن شعراء العراق الشبان وقصائدهم التي دوّنوها في ساحة التحرير في بغداد والساحات الأخرى في العراق، أثناء مظاهرات غاضبة مستمرة منذ أشهر كما جاء في تقرير عن العدد نشرته رويترز.
ويشهد العراق اضطرابات سياسية منذ أكتوبر الماضي بسبب مظاهرات مناهضة للطبقة الحاكمة، دفعت رئيس الوزراء عادل عبدالمهدي إلى الاستقالة، وأدت إلى اشتباكات مع قوات الأمن راح ضحيتها المئات من القتلى.
وفي مقدمة الملف الذي ضم قصائد 11 شاعرا كتب الشاعر أحمد ضياء “كمأساة نظهر، والآن كفرحة ننعم ونكبر، هكذا أصف جيلا هجوميا لا يستكين عند مرحلة معينة، همه الوحيد إيجاد وطن آمن يعيش فيه، بعيدا عن الدماء التي تهرق من أركانه في كل لحظة. لم يقف الشعر موقف المتفرج بالنسبة إلى شعراء العراق الجدد، بل كان مغامرا فاعلا أمام طلقات الرصاص في وجوه الشعراء”.
وإلى جانب ضياء يشارك في الملف شعراء آخرون هم منار المدني ووائل سلطان ونور مهند وعلي سرمد وعلي ضياء وسما حسين وصالح رحيم ووسام الموسوي وإحسان المدني.
وفي القصيدة التي اشتق منها عنوان الملف “هذا الجسر لي” للشاعرة نور درويش كتبت تقول “لدينا جثث كثيرة/ جثث في الثلاجة/ جثث في الخزانة/ جثث في الحقائب/ جثث في الكلام/ جثث في المنام/ لدينا جثث في كل مكان/ أكثر من الأمطار ومن الحيوانات المنوية/ جثث.. جثث/ بفم واحد: فم مفتوح/ جثث.. جثث/ بعيون واحدة: عيون مغلقة/ جثث تشبه الأحياء”.
وإلى جانب القصائد الشعرية كتب الروائي العراقي محمد حياوي قصة قصيرة مؤثرة بعنوان “الموتى لا يملون الانتظار” وهي عبارة عن رسالة موجهة من أب رحل عن الدنيا إلى ابنته الوحيدة.
وبخلاف الملف العراقي يتضمن عدد شهر مارس من مجلة الجديد الثقافية، التي يرأس تحريرها الشاعر السوري نوري الجراح، ملفا آخر بعنوان “التبرع بالخصوصية” يتناول قضية الخصوصية ومصائرها في العصر الرقمي وفي زمن الانتشار الأخطبوطي لوسائل التواصل الاجتماعي. ويطرق الملف هذه الظاهرة من زوايا فكرية وسوسيوثقافية، ويقرأ الظواهر الناجمة عنها على غير مستوى من مستويات القراءة والبحث والتحليل.
كما يتضمن العدد حوارا مع الروائي السوري خيري الذهبي، يتطرق فيه إلى رؤيته الشخصية للكتابة الروائية ونظرته الأدبية وتطلعاته المستقبلية ككاتب وروائي.
ونذكر أن مجلة "الجديد" أسسها د. هيثم الزبيدي في 2015 وتصدر عن دار العرب للنشر في لندن وتوزع في الدول العربية واوروبا. وبهذا العدد الثاني والستين تمضي "الجديد" في مغامرتها النقدية والجمالية مستقطبة الأصوات الجديدة إلى جانب الأصوات الراسخة والأقلام المبدعة الباحثة عن الابتكار في الأدب، إلى جانب الأقلام الفكرية ذات التطلع النقدي في الأدب والفن والاجتماع.