مجزرة صحف في أستراليا بعد ضربات كورونا

مجموعة “نيوز كورب” الإعلامية لروبرت ميردوخ تعلن عن توقيف صدور 60 صحيفة محلية أسترالية بنسخة ورقية.
الخميس 2020/04/02
كورونا يعجل بنهاية الصحف

سيدني – أعلنت مجموعة “نيوز كورب” الإعلامية التي يملكها روبرت ميردوخ أنها ستوقف صدور 60 صحيفة محلية أسترالية بنسخة ورقية، مع تلقي القطاع المأزوم أصلا ضربة جديدة بتراجع إيرادات الإعلانات جراء وباء كوفيد – 19.

وقالت المجموعة إن الصحف في ولايات نيو ساوث ويلز وفيكتوريا وكوينز لاند وأستراليا الجنوبية ستتوقف عن الصدور بنسخة مطبوعة وستنتقل إلى الرقمي.

وأفاد مايكل ميلر، الرئيس التنفيذي للمجموعة في أستراليا، “لم نتخذ القرار بخفة. لقد تسببت أزمة فايروس كورونا في ضغوطات اقتصادية غير مسبوقة ونحن نبذل قصارى جهدنا للمحافظة على أكبر عدد ممكن من الوظائف”.

وأضاف “أرغمنا على تعليق النسخ المطبوعة بسبب التراجع السريع في إيرادات الإعلانات إثر القيود المفروضة على المزادات العقارية وإغلاق قاعات الاحتفالات والمطاعم بسبب الفايروس”.

60 صحيفة تابعة لروبرت ميردوخ تحجب نسخها المطبوعة بسبب التراجع السريع في الإيرادات

وانخفضت عائدات الصحف بسبب تراجع عدد القراء وبروز غوغل وفيسبوك كطرفين أساسيين في مجال الإعلانات.

وكانت عدة مجموعات إعلامية أسترالية بدأت الانتقال إلى النسخ الإلكترونية قبل أزمة فايروس كورونا المستجد، حيث أعلنت وكالة الأنباء الرسمية الوحيدة في أستراليا أنها ستغلق بعد 85 عاما على تأسيسها، مما سيهدد وظائف 500 شخص، وتم إبلاغ العاملين بأن وظائفهم ستنتهي في يونيو المقبل.

وتعود ملكية الوكالة إلى مجموعة من المؤسسات الإعلامية، من بينها نيوز كورب والقناة التاسعة، ودأبت منذ تأسيسها على تزويد وسائل الإعلام المختلفة بالأخبار والصور والخدمات التحريرية.

وعبر بروس ديفيدسون، الرئيس التنفيذي للوكالة، عن أسفه لاضطرار الوكالة إلى إغلاق أبوابها باعتبارها كانت جزءا أساسيا من الصحافة الأسترالية منذ عام 1935، وعزا ذلك إلى “التأثير غير المسبوق” للمنصات الرقمية التي توزع المحتوى الإخباري مجانا. وتم إبلاغ الموظفين بأنه سيتم توفير بين 30 و50 وظيفة في شركتي القناة التاسعة ونيوز كورب حيث يعمل في القسم التحريري في الوكالة نحو 180 صحافيا.

تحديات مصيرية
تحديات مصيرية

ويأتي هذا القرار في وقت تواجه فيه المؤسسات الإعلامية حول العالم تحديات كبرى للصمود في وجه اجتياح مواقع التواصل الاجتماعي لعالم الأخبار.

وقال رئيس تحرير صحيفة التلغراف العربية في سيدني، أنطوان القزي، ”… إن المواقع الإخبارية الإلكترونية بدأت تعاني من أزمة شبيهة بتلك التي عصفت بالصحافة الورقية منذ 10 سنوات، فالمتابع لم يعد بحاجة إلى قراءة الأخبار من مصادر محددة، وإن كل شخص تقريبا تصله الأخبار على هاتفه، ولم يعد هناك داع لوكالة أنباء لتنقل الخبر، ولكن المشكلة في غياب الرقابة الذاتية لدى الشخص الذي ينقل الخبر”.

ويسجل ميل عالمي في الاتجاه نفسه. فقد أعلنت أكبر مجموعة ناشرة للصحف الأميركية “غانيت”، الاثنين، أنها ستعطي إجازات غير محددة لموظفيها وتحسم من أجورهم.

كما أعلنت صحيفة فيت نام نيوز، أكبر صحيفة في فيتنام ناطقة باللغة الإنجليزية، تعليق إصدار نسختها الورقية لأكثر من أسبوعين، بسبب كورونا أيضا، إذ أصيب أحد الصحافيين بفايروس كورونا.

وجاء في بيان الصحيفة ”نأسف للإعلان عن تعليق مؤقت للنسخة الورقية من جريدتنا ابتداء من 31 مارس الجاري حتى 15 أبريل المقبل”.

وأضاف البيان ”القرار أصبح إجباريا بعدما ثبتت إصابة إحدى الصحافيات بفايروس كورونا. سوف يخضع جميع من تعاملوا معها في مكتبنا للعزل الذاتي في مراكز صحية أو في منازلهم”.

ويشار إلى أن صحيفة فيت نام نيوز، التي تصدرها وكالة الأنباء الرسمية الفيتنامية، صدرت أول مرة عام 1991.

18