مبابي يرسم خارطة طريق للسير على خطى العمالقة

ليلة سقوط برشلونة تبهج كبار أوروبا.
الخميس 2021/02/18
صعب المراس

يملك كيليان مبابي مهاجم باريس سان جرمان إمكانيات عالية للوصول إلى مستوى كبار اللعبة مثل ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو. فبعدما ساهم كشاب في قيادة فرنسا إلى إحراز لقب كأس العالم سنة 2018، خطف مبابي الأضواء مجددا في ظهوره الأول على ملعب كامب نو، بتسجيله ثلاثة أهداف ليحقق لفريقه الفوز على البارسا في دوري أبطال أوروبا.

برشلونة - سأل مهاجم باريس سان جرمان كيليان مبابي مدربه الأرجنتيني ماوريتسيو بوكيتينو قبل المواجهة ضد برشلونة الإسباني عن عدد الانتصارات التي حققها على الأخير عندما كان مدربا لإسبانيول الطرف الآخر في المقاطعة الكتالونية، فجاءه الرد بأنه حقق ذلك مرة واحدة، فوعده الفائز بكأس العالم 2018 بأنه سيرفع العدد إلى انتصارين.

وفى مبابي بوعده لمدربه مسجلا ثلاثية رائعة في مرمى برشلونة ليقوده إلى فوز تاريخي 4-1 في عقر دار الأخير بملعب كامب نو، ويخطو خطوة عملاقة نحو دور ربع النهائي.

كانت المسؤولية كبيرة على مبابي ولاسيما في غياب النجمين البرازيلي نيمار والأرجنتيني إنخل دي ماريا، كما أنه كان عرضة لانتقادات حادة في الموسم الماضي عندما فشل في تسجيل أي هدف خلال الأدوار الإقصائية على الرغم من بلوغ فريقه المباراة النهائية وخسارته أمام بايرن ميونخ 0-1.

بيد أنه كان على الموعد ضد برشلونة الذي تعرّض لخسارة فادحة الموسم الماضي أمام بايرن ميونخ 2-8 وضرب بقوة، ليسجل نقاطا في السباق المبكر نحو الكرة الذهبية بنهاية العام الحالي.

وسجل مبابي ثلاثية رائعة وكان الهدف الأول بعد تلقيه كرة داخل المنطقة فتخلص ببراعة من مواطنه كليمان لانغليه بعد حركة فنية رائعة قبل أن يسدد كرة قوية بيسراه في الشباك، ثم استغل خطأ في تشتيت الكرة من المدافع العائد جيرار بيكيه ليودع الكرة في الشباك، قبل أن ينهي المهرجان بالهدف الأروع من هجمة مرتدة سريعة وتمريرة متقنة من الألماني يوليان دركسلر ليسدد كرة لولبية سكنت الزاوية البعيدة لمرمى الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن.

وبفضل ثلاثيته، رفع مبابي رصيده إلى 5 أهداف هذا الموسم واحتل المركز الثاني رفقة أربعة لاعبين آخرين علما بأنه يتصدر ترتيب الدوري الفرنسي أيضا برصيد 16 هدفا.

إشادة واسعة

لم يمرّ تألق مبابي مرور الكرام ولاسيما أنه تفوّق على نجم برشلونة الأرجنتيني ليونيل ميسي وأشادت به الصحف الأوروبية فكالت له المديح بعبارات “إعصار” و”نووي”.

واعتبرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية أن “سان جرمان نجح في الثأر للريمونتادا الرهيبة التي كان ضحيتها قبل أربع سنوات”، وأضافت “أن تصفع النادي الكتالوني بهذا العنف في ذهاب ثمن النهائي، وأن تحبط سحر ميسي بهذه الطريقة كما لو أنك تضع ولدا صغيرا في الزاوية، كان ضربا من الخيال وليس واقعا”. وتابعت “تخطى سان جرمان الحقيقة بفضل قوة جماعية قوية وثلاثية لكيليان مبابي النووي”.

مبابي وفى بوعده لمدربه مسجلا ثلاثية في مرمى برشلونة ليقوده إلى فوز تاريخي، ويخطو خطوة عملاقة نحو دور ربع النهائي

في المقابل، لم ترأف الصحف الإسبانية ببرشلونة ووصفت إمكانية قلب الطاولة إيابا بالمعدومة. وقالت صحيفة “ماركا”، “برشلونة على مسافة سنوات ضوئية من عهد سيطرته على الصعيد القاري، لقد أذلّ مرة جديدة في دوري الأبطال”. وأضافت مشيدة بنجم المباراة المطلق “مرّ مبابي بمعلب كامب نو وعصف به كالإعصار، لقد كان عرضا تاريخيا سيبقى محفورا في الأذهان إلى الأبد”.

أما الصحيفة الكتالونية الأخرى “سبورت” فاعتبرت أن “باريس سان جرمان دمر برشلونة” مشيرة إلى أن الأخير “سقط في امتحان أوروبي جديد في وجه منافس تألق في صفوفه العملاق مبابي”.

في المقابل، اعتبرت الصحف الإنجليزية أن النتيجة الكبيرة وتألق مبابي تحديدا يشيران إلى أن المشهد الكروي العالمي قد يشهد انتقال السلطة من ميسي إلى مبابي في الفترة المقبلة وقالت صحيفة “ذي صن” “ليونيل ميسي الذي اعتُبر لفترة طويلة أفضل لاعب على الكرة الأرضية ليس في جيله فحسب بل على مر الأزمنة، لعب في هذه المواجهة دورا ثانويا أمام مبابي”، مشيرة إلى أن النجم الفرنسي “يبدو الآن جاهزا لخطف تاج الكرة العالمية من ميسي”.

وكان لسان حال “ذي تيليغراف” مماثلا تقريبا بقولها “كان ميسي النجم المسيطر في السنوات العشر الأخيرة وسيكون مبابي حتما كذلك في العقد المقبل”. وختمت “حقق مبابي أبرز هاتريك في السنوات الأخيرة على الصعيد الأوروبي في الوقت الذي خبا فيه بريق ميسي كالشمعة التي تنطفئ تدريجيا”.

ليلة رعب

Thumbnail

شاهد مسؤولو ريال مدريد مباراة برشلونة وباريس سان جرمان، من أجل متابعة كيليان مبابي، مهاجم الفريق الفرنسي، بشكل خاص.

ومن المعروف أن الفرنسي، يعد هدفا ثمينا لريال مدريد، الذي يسعى إلى تدعيم هجومه بلاعب ذي إمكانات تهديفية عالية، على غرار كريستيانو رونالدو.

وحسب صحيفة “ماركا” المدريدية، فإن أداء مبابي لم يكن مفاجئا لمسؤولي النادي الملكي، الذين كانوا سعداء به وهو يتسبب في كوابيس لبرشلونة.

ويرتبط مبابي بعقد مع باريس سان جرمان، ينتهي في صيف 2022، وهو ما سيدفع الميرينغي إلى محاولة ضمه، الصيف المقبل، أو الانتظار للحصول على خدماته مجانا، عقب نهاية تعاقده.

وأصبح أيضا أول لاعب زائر يسجل ثلاثة أهداف في ضيافة برشلونة بدوري الأبطال منذ فعلها أندريه شيفتشينكو مهاجم دينامو كييف في نوفمبر 1997، وهو قبل أكثر من عام على مولد مبابي.

وقال غريزمان زميل مبابي في هجوم منتخب فرنسا “يملك باريس سان جرمان نجما للمستقبل وسيكون على نفس المستوى مثل ميسي وكريستيانو”.

وكال ماوريسيو بوكيتينو مدرب سان جرمان المديح أيضا لمبابي الذي ساعد الرجل الأرجنتيني على تحقيق فوزه الثاني فقط على برشلونة بعدما قضى سنوات كلاعب ثم كمدرب لغريم الفريق الكتالوني وجاره إسبانيول.

23