ما هو الحب؟ الجواب يتباين باختلاف اللغات

باحثون يؤكدون أن مفاهيم المشاعر مثل الحب أو الغضب أو الفخر قد تبدو متشابهة حول العالم لكنها تخفي في الواقع فروقا بسيطة تبعا للغات.
الجمعة 2019/12/27
لكل امرئ رأي

واشنطن - أحيانا، تكون كلمات مستخدمة في توصيف المشاعر محددة للغاية إلى درجة أنها تبدو حصرية لثقافة معينة، إلا أن كثيرا من الحالات العاطفية تتشارك مصطلحات متشابهة، وأثار هذا الأمر اهتمام باحثين في جامعة كارولاينا الشمالية ومعهد ماكس بلانك الألماني.

وأكد الباحثون الذين استخدموا أداة جديدة في مجال الألسنيات المقارنة أن مفاهيم المشاعر مثل ما هو الحب أو الغضب أو الفخر؟ قد تبدو متشابهة حول العالم لكنها تخفي في الواقع فروقا بسيطة تبعا للغات.

وأفادوا أن مفهوم الحب مثلا فيه شيء من السلبية في بعض الثقافات، فسكان جزيرة روتوما في جزر فيجي يربطون هذا الشعور بالندم والشفقة، لكن في لغات أخرى من بينها لغة الكريول في جزر سيشل، يتسم الحب أكثر بالسعادة.

وشمل التحليل حوالي 2500 لغة، وركز الباحثون على كلمات ذات مدلولات مختلفة في اللغة عينها تبعا لورودها في السياق. فمثلا، كلمة “فاني” الإنجليزية قد تعني “مضحك” أو “غريب”، إلا أن الأمور الغريبة قد تصنف في الكثير من الأحيان على أنها مضحكة.

ولاحظ الباحثون أن كلمات مترجمة بالطريقة عينها من لغة إلى أخرى قد تظهر في الواقع مجموعة كبيرة من الاختلافات. وعلى سبيل المثال، في اللغات الأسترونيزية لشعوب جنوب شرق آسيا وأوقيانيا، قد ترتبط كلمة “مفاجأة” بـ”الخوف”، فيما في لغات تاي كاداي المحكية أيضا في جنوب شرق آسيا وجنوب الصين، فإن كلمة “مفاجأة” ترتبط بمفهومي “الرغبة” و”الأمل”.

كما أن معنى “القلق” قريب من “الغضب” في اللغات الهندية الأوروبية البدائية، لكنه أقرب إلى “الحداد” أو “الندم” في اللغات الأستروآسيوية. كما تختلف مدلولات كلمة “فخر” إذ أنها قد تعكس مشاعر إيجابية أو سلبية تبعا لاختلاف الثقافات.

وقالت كريستن ليندكويست المعدة الرئيسية للدراسة لوكالة فرانس برس “كل العائلات اللغوية لا تتعامل مع المشاعر بالطريقة عينها، هذا اكتشاف بالغ الأهمية على نطاق بهذا الكبر”.

وأشارت إلى أن التقارب الجغرافي بين الأسر اللغوية يتجلى في التقارب بين المفاهيم العاطفية. لكن هذا لا ينفي وجود قاعدة شاملة تجمع بين اللغات كافة. وبذلك، كل اللغات تفصل بين المشاعر تبعا لكونها توصّف تجارب إيجابية أو سلبية، أو تبعا لمدى حدتها.

وفي هذا الإطار، قليلة هي اللغات التي تربط الحزن مثلا، وهو من المشاعر الضعيفة، مع الغضب الذي يمثل أحد المشاعر القوية. كذلك فإن “السعادة” و”الندم” لا يتقاربان البتة.

21