مانشستر سيتي يبدأ معركة تحديد مصيره الأوروبي

يستعد مانشستر سيتي لخوض معركة جديدة لكن هذه المرة ليست على الميدان وإنما هي معركة قانونية من أجل حسم مصيره في المنافسة الأوروبية الموسم المقبل وتفنيد العقوبة التي أقرها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم “يويفا” ضده، مستندا في ذلك على مؤيدات وحجج دامغة يتوقع أن تكون في صالحه.
لندن – رغم أن الفرصة لا تزال سانحة أمام مانشستر سيتي للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لكرة القدم هذا الموسم، في حال استئناف المسابقة، إلا أن الفريق الإنجليزي قد “يُحرم” من الدفاع عن اللقب الموسم المقبل بسبب العقوبة المفروضة عليه من الاتحاد الأوروبي (يويفا).
ويبدأ الفريق الإنجليزي الاثنين صراعه مع يويفا أمام المحكمة الدولية للتحكيم الرياضي (كاس) حيث قدم النادي العريق طعنا على القرار القاضي بمنعه من المشاركة في البطولات الأوروبية لمدة عامين.
ويلفت محللون رياضيون إلى أهمية القرار الذي ستتخذه “كاس” بعدما تستمع إلى الإفادات والمؤيدات التي سيقدمها سيتي للدفاع عن القرار الأحادي الذي اتخذه يويفا بحقه، لكنهم يتوقعون حكما مخففا استنادا إلى العديد من الحجج القانونية التي تقدم بها بطل إنجلترا الموسم الماضي لكسب هذه المعركة.
وتستمع محكمة التحكيم الرياضي “كاس” اعتبارا من اليوم الاثنين إلى استئناف سيتي في هذه القضية التي تحمل تداعيات كبيرة على مستقبل النادي المتهم بخرق قواعد اللعب المالي النظيف التي يفرضها الاتحاد الأوروبي من أجل تحقيق التوازن بين الإيرادات والإنفاق.
وعلى مدار ثلاثة أيام، سيواصل سيتي العمل على القضية أمام (كاس)، لكن صحيفة “ديلي ميرور” البريطانية أكدت أن النادي قد لا يعلم مصيره قبل شهرين.
وكان يويفا فرض عقوبة الإيقاف على سيتي إضافة إلى تغريمه 25 مليون جنيه إسترليني (31.6 مليون دولار) بسبب خرق قواعد اللعب المالي النظيف.
والتحكم في النفقات يعتبر هدفا ليويفا منذ فترة طويلة لكن هذا الهدف وضع الاتحاد القاري للعبة الآن في نزاع قانوني طويل وصعب مع سيتي. وطبقا ليويفا فقد تجاوزت نفقات سيتي عائدات الرعاية خلال الفترة من 2012 إلى 2016.
وينتظر أن تنظر (كاس) في التماس سيتي خلال جلسة ستعقد عبر الفيديو كونفرنس بسبب القيود المفروضة نتيجة أزمة تفشي فايروس كورونا المستجد. استنكر سيتي الادعاءات بوقوعه في مخالفات، لكنه ذكر في البداية أنه “يشعر بخيبة أمل ولكن ليس بالدهشة” من هذا الحظر الذي فرض عليه.
وأضاف “ببساطة، هذه قضية بدأها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم، وأقامها الاتحاد الأوروبي وأصدر الحكم فيها الاتحاد الأوروبي لكرة القدم.. مع انتهاء هذه العملية الآن، يبحث النادي عن حكم محايد في أسرع وقت ممكن”.
وسيصيب القلق الإسباني بيب غوارديولا المدير الفني للفريق لأن خسارة النادي لهذه القضية قد تتسبب في رحيل عدد من اللاعبين المميزين في الفريق.
وقال روبرتو مارتينيز المدير الفني للمنتخب البلجيكي، إن نتيجة هذا الاستئناف قد تقنع البلجيكي الدولي كيفن دي بروين نجم خط وسط مانشستر سيتي بالرحيل عن النادي.
وأوضح مارتينيز في تصريحات إعلامية أن دي بروين لاعب اعتاد المكسب والمنافسة على الألقاب ومن المنتظر أن يدرس كل الظروف قبل اتخاذ قراره. وأضاف “سيأخذ بعين الاعتبار ما إذا كان الفريق يعاني من إيقاف في دوري أبطال أوروبا وما إذا كان المدرب والمدير الفني الذي يرتبط معه بعلاقة جيدة سيظل مع الفريق”.
وأشار “كما تتخيلون، إنها الفترة التي يتمتع فيها دي بروين بأفضل سنوات مسيرته الكروية وقد منحها لسيتي. ولكن يجب التفكير في ما سيحدث في السنوات الأربع أو الخمس المقبلة”.
ومن المرجح أن تترك نتيجة هذه القضية أثرا كبيرا على الدوري الإنجليزي والدوريات الكبيرة في بلدان أخرى. ونقلت صحيفة “مانشستر إيفننغ نيوز” عن فيران سوريانو الرئيس التنفيذي لسيتي قوله “المالك لم يضع أموالا في هذا النادي لم يتم الإعلان عنها بشكل صحيح”.
وأضاف “نحن ناد مستدام لكرة القدم، ونحقق ربحا، وليس لدينا ديون، وتم التدقيق في حساباتنا عدة مرات من قبل المدققين ومن قبل المنظمين ومن قبل المستثمرين، وهذا واضح تماما”.
وقرر الاتحاد القاري في يناير الماضي استبعاد سيتي عن المشاركة القارية لمدة عامين بسبب “خروقات خطيرة لقواعد اللعب المالي النظيف”، مغرّما إياه أيضا بمبلغ 30 مليون يورو.
واعتبرت غرفة الحكم التابعة للجنة المراقبة المالية للأندية أن النادي الذي يشرف على تدريبه غوارديولا ارتكب “انتهاكات خطيرة” لقواعد اللعب النظيف المالي.
وورد اسم النادي الإنجليزي ضمن تسريبات “فوتبول ليكس” التي كشفت وجود تعمد في التحايل على قوانين اللعب المالي النظيف للاتحاد الأوروبي، والتي فتح الاتحاد القاري على ضوئها تحقيقا.

وفرض سيتي نفسه قطبا رئيسيا في الكرة الإنجليزية منذ انتقال ملكيته إلى الإماراتيين الذين ضخوا أموالا هائلة سمحت له بإجراء تعاقدات رائعة وقادته إلى الفوز بلقب الدوري الممتاز أربع مرات في الأعوام الثمانية الأخيرة، لكنه لا يزال ينتظر لقبه الأول في دوري الأبطال.
ولا يزال سيتي في منافسات نسخة هذا الموسم من المسابقة القارية الأم، وسيواصل مشواره فيها مهما كانت نتيجة الاستئناف المقدم أمام “كاس” حين يستأنف دوري الأبطال نشاطه في أغسطس بعد توقف منذ مارس بسبب تفشي فايروس كورونا المستجد.
لكن الاستبعاد القاري للموسمين المقبلين في حال أكدته “كاس” هذا الأسبوع، سيثير تساؤلات حول مستقبل الركائز الأساسية للفريق الذي قطع شوطا كبيرا نحو الدور ربع النهائي من نسخة هذا الموسم بفوزه ذهابا خارج قواعده على ريال مدريد الإسباني 2-1.
وجمع سيتي 93 مليون يورو من جوائز مالية وإيرادات حقوق النقل التلفزيوني من خلال الوصول إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا الموسم الماضي، ما يعطي مؤشرا عن حجم الخسائر في حال تم استبعاده عن خوض السباق القاري، والتي تضاف إليها أيضا عائدات تذاكر المباريات والإيرادات التجارية.
ورفض سيتي تُهَمَ الاتحاد الأوروبي على لسان المدير التنفيذي لمجموعة “سيتي فوتبول غروب” الإسباني فيران سوريانو الذي اعتبرها “ببساطة غير صحيحة”، مشككا في موضوعية لجنة الرقابة المالية للأندية لأن “المشكلة تبدو سياسية أكثر منها قضائية”.
وترتدي القضية أهمية كبرى بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، وفي حال خسر الاستئناف المقدم أمام “كاس” ستصبح قدرته على تطبيق لوائح اللعب الماضي النظيف موضع تساؤل وشكوك.
وأفاد أمين عام “كاس” ماتيو ريب أن جلسة الاستماع إلى الاستئناف ستعقد من الاثنين إلى الأربعاء عبر تقنية الاتصال بالفيديو بسبب قيود فايروس كورونا، وفي حال لم يتم الإعلان عن حكم على الفور بعد جلسة الاستماع، فقد “يُتَخذ القرار خلال شهر يوليو”.