ماسورة "ستات"

ربما كان الكاتب السعودي الشهير عبده خال محقاً عندما طالب كل فتاة بالاحتفاظ بصورة شخصية لها قبل أن تقدم على إجراء أي عمليات تجميل، ليس لتذكرها بـ”شكلها” السابق الذي تحاول التخلص منه، ولكن -وفق وجهة نظره الساخرة- حتى إذا جاءها العريس الموعود صارحته بأن هذا كان شكلها الحقيقي، ليكون على بيّنةٍ من عملية الخداع الكبرى.. فإن قَبِل تم استكمال عقد قران “الورطة”، وإن رفض فكل ما عليها هو البقاء في حالة انتظار إلى أن يأتي عريس الغفلة، الذي سيتزوج شكلاً مستحدثاً أو مصطنعاً قابلاً للانهيار أو التساقط أو التلاشي، وربما الترميم في أحسن الأحوال!
قد يكون هذا بسيطاً أمام ما نراه فيما يصنعه أصحاب محلات “الكوافير” التي بصراحة تحول “الفسيخ إلى شربات” كما يقول المثل الشعبي المصري، ويصل التزييف إلى درجة أن امرأة من موزمبيق ما إن تدخل حتى تخرج بعد سويعات قليلة وكأنها نانسي عجرم، أما ما يحدث في أفراحنا المصرية فحدث ولا حرج.
عايشت عروساً ذهبوا بها للكوافير ليلة الدخلة منذ الثامنة صباحاً، تخضع هناك لأكثر مما يعيد الشيخ إلى صباه، فتعود ليلاً مطلية بكافة أنواع الدهانات التي تجعلها تتألق بجوار العريس إياه، دون أن تعرف -أو يعرف المعازيم-أن هذا الديكور كله سيزول بمجرد أن تدخل عرس الزوجية وتغسل وجهها.. وحده عريس الغفلة الذي فوجئ بوجه آخر تماماً غير هذا الذي كان إلى جواره، فانهار وأخذ يقسم أغلظ الأيمان بأن أهلها ضحكوا عليه وزفوا إليه أختها وجلس يبكي طالباً الخلع!
بمناسبة الخلع، وأثناء عملي في الصحيفة العربية، فاجأني خبر أن سيدة تقدمت للمحكمة طالبة الخلع من زوجها بعد 20 عاما من الزواج وبينهما أطفال، والسبب أنه تجرأ في ساعة تهور “حميمي” ونزع عنها البرقع وكشف وجهها، فسألت صديقي الذي يفتي في أي شيء، فأقر ذلك لأنه عيب؟ لم أملك لساني مستنكراً بما معناه تأدباً: يُنجب منها مباح.. لكن يرى وجهها بعد 20 سنة زواج فهذا منكر؟
الأغرب، أن أخرى في مصر رفعت مؤخراً قضية خلع مماثلة، غضباً من هذا الذي يبدو أنه بعد 25 سنة خدمة في ثانوية عامة -بتعبير فيلسوف مصر الفكاهي بهجت الأباصيري- لم يعد يناديها بـ”ست الستات”! يا نهار أسود.. يا عم قل لها: يا كتلة ستات.. يا قبيلة ستات.. يا ماسورة ستات وانفجرت!