ماذا يفعل الأب عندما يعاني ابنه من لوعة الحب للمرة الأولى

برلين - سوف يأتي اليوم إن عاجلا أم آجلا عندما تجد طفلك يعاني من لوعة الحب للمرة الأولى. ربما يكون حبه أو حبها الأول قوبل بالصد، أو حتى شعوره أو شعورها بالحب تجاه شخص ما يستحيل الارتباط به. فماذا يجب عليك أن تفعل؟
تنصح كيرا ليبمان التي تدرب الآباء على كيفية التعامل مع أبنائهم خلال فترة البلوغ قائلة “يجب على الآباء ألا يهونوا من حزن الطفل جراء الحب غير المتبادل، ولكن يجب أن يأخذوا الأمر على محمل الجد”. وتشير ليبمان إلى أن تعليقات مثل “سوف تنسى هذا في الوقت الذي ستتزوج فيه”، هي أشياء قالها لك والداك من المحتمل في ظروف مماثلة، مضيفة “أن هذه التعليقات لم تجد نفعا حينها وكذلك الآن”.
وتقول إنه ليس من الحكمة الاستهانة بمشاعر الطفل، مضيفة “فإذا قلت له إن مشاعره ليست حقيقية فهذا يعني أنك لا تأخذ الأمر على محمل الجد”.
وتستطرد قائلة إن هذا يزيد من محنته، فإلى جانب شعوره بلوعة الحب فإن ذلك يجعله يشعر بأن مشاعره الوجدانية كاذبة.
كما أن التعاطف الزائد عن الحد يأتي بنتائج عكسية. فعندما يأسف الآباء بشدة إزاء ما يشعر به الطفل فإنهم يزيدون من مشاعر الحزن لديه.
فالتعليقات التي تنم عن الأسف له تفتح الجرح بدلا من أن تغلقه.
وبحسب ليبمان، يجب على الآباء ترك الرثاء للطفل والبقاء أقوياء هم أنفسهم، موضحة “لأن الطفل يحتاج للآباء بكامل طاقتهم كناصحين وكمستمعين وكأصحاب خبرة”.
وتنصح ليبمان بأخذ عبوة كبيرة من المثلجات “أيس كريم” وملعقتين والجلوس مع الطفل على السرير، وسرد قصص حبك الفاشلة قبل سنوات طويلة وببساطة التواجد عندما يريد الطفل التحدث. ويجب أن تكون الإشارة التي تبعثها مفادها ”لقد مررت بهذا أيضا. وأنها مألوفة بالنسبة لي. وإذا أردت سوف أقول لك كيف استعدت زمام نفسي ومضت الحياة”.
ثم انتظر لمعرفة ما إذا كان الطفل سيريد سماع قصصك أم لا. وبحسب ليبمان، يجب ألا يفرض الآباء أنفسهم، ولكن يعرضون المساعدة أو يبعدون تفكير الطفل عن الحزن ويتحدثون بشأن أشياء أخرى. وتضيف “ولكن يجب ألا يشعروا بالضيق إذا ما رفض الطفل كل عروضهم”.
وأكد الخبراء أن الرفض من قبل الطرف الآخر يسبب للابن المراهق الحزن وقد تصل الحالة إلى الاكتئاب، وكل هذه المشاعر تجعل المراهق في حالة من الضياع وعدم الاتزان الفكري والعاطفي، يلجأ حينها إلى الكثير من الطرق للتخلص من انعكاسات هذه الخيبات.
وشددوا على ضرورة أن يرافق الأباء والأمهات في هذه المرحلة أبناءهم المراهقين لتجاوز الصعوبات التي تواجههم في الأمور العاطفية، كما أن الوالدين يلعبان دورا مهما على صعيد تجاوز الصعوبات الكبيرة بعد فشل العلاقة العاطفية ويساعدان المراهقين على تخطيها والانتقال إلى مرحلة جديدة.
ونصح المختصون الآباء والأمهات بتقديم الدعم النفسي للمراهق، وبعدم الاستخفاف بمشاعر الابن أو الاستهزاء بتجربته لأن إحساسه بأن الأب والأم يقدران مشاعره يجعله يزيح الحواجز التي تمنعه من الكلام، ويشجعه على ممارسة أنشطة جديدة. كما أن توسيع دائرة الأصدقاء يساعده على الخروج من حالته النفسية السيئة.