ماذا يحصل في ليفربول؟

انقاد ليفربول إلى هزيمة ثالثة هذا الموسم. هذه المرة في كأس الاتحاد الإنجليزي. في وقت لا يزال فيه “الحمر” عاجزين عن استيعاب السقوط المدوّي في الدوري الممتاز السبت الماضي أمام واتفورد المتواضع الذي صنع ما عجز عنه كبار إنجلترا، يأتي الخبر اليقين في لقاء الكأس من تشيلسي المحنك بقيادة مجموعة شابة عرف فرانك لامبارد كيف يجد التوليفة المناسبة للإيقاع بخصمه. هي بكل تأكيد “ضربة معلّم”. لكن الثالثة كانت أشد ألما من الأولى والثانية حتى. كون فرصة التدارك في الأولى والثانية ممكنة. باعتبار أن الفريق الأحمر لا يزال يغرد منفردا ويعتلي قمة الصدارة بمجموع 79 نقطة هذا على مستوى الدوري، وأيضا على مستوى دوري الأبطال ما زال هناك شوط ثان في ملعب “أنفليد” قد يحسمه الفريق الأحمر لصالحة بأكثر من هدف (شريطة ألا يسجل منافسه على أرضه) ويتجاوز عقبة أتلتيكو مدريد الإسباني إلى الدور ربع النهائي.
السؤال الذي يطرح بأكثر إلحاحا: ماذا يحصل في ليفربول؟
ما يحصل داخل أسوار بطل أوروبا الموسم الماضي لا أحد قادر على فك رموزه. هل عجز مدرب الفريق الألماني يورغن كلوب عن احتواء أزمة الثقة التي ضربت الفريق بعد الهزيمة الأخيرة وقبلها السقوط بدوري أبطال أوروبا أمام أتلتيكو مدريد؟ هل هو الإرهاق من فعل فعله ولا أحد من اللاعبين أصبح قادرا على مجاراة نسق المباريات على أكثر من جبهة؟ هل هو الغرور أم ماذا؟ هناك أزمة في ليفربول. لا أحد يستطيع أن ينكر ذلك. ربما يكون من المبكّر الحديث عن أزمة، لكن مؤشراتها تبدو ظاهرة للعيان.
دعونا نكن أكثر تفاؤلا من كلوب الذي قال بعد الهزيمة الثالثة على التوالي إنه لا يشعر بالقلق وإنه قادر على العودة بالريدز إلى طريق الانتصارات. خرج كلوب إلى الصحافة بعد الهزيمة أمام تشيلسي الثلاثاء مفسرا وداعما للاعبيه رغم هول المصيبة كونه ودّع المنافسة على لقب الكأس ومن يدري ربما يودع المسابقة الأبرز التي يحمل نسختها العام الماضي في لقاء الإياب أمام فريق إسباني لم يعد لديه ما يخسره سوى الدفاع عن لقب “ذات الأذنين”.
المدرب الألماني، الذي لا أحد ينكر أنه يمرّ بأفضل مرحلة في مسيرته التدريبية في المواسم الأخيرة، بدا غير مستوعب لما يحصل داخل فريقه وعجز عن توصيف الحالة التي يمر بها الريدز وعدم قدرته على تسجيل الأهداف، وعلق على ذلك بالقول “الحقائق أمامنا، من السهل الشرح عند الفوز بالمقارنة عند الهزيمة.. الأرقام ليست جيدة، ولكن الفارق ليس على بعد 100 ميل، الأمور قليلة، ولكنها صنعت الفارق”. وأضاف “المستوى لم يكن سيئا، لم يكن الأمر مثل مباراة واتفورد.. هذا هو المستوى الليلة، ولا أشعر بالقلق، ولكننا ارتكبنا أخطاء”.
كلام جميل ومطلوب في هكذا مراحل من المنافسة على المسابقات لشحذ همم اللاعبين وعزائمهم. لكن المطلوب أيضا من المدرب أن يعود إلى الكرّاس وقلم الرصاص ويدوّن الخلل في المباريات الثلاث الأخيرة التي خاضها للوقوف على مكامن الداء وتشخيص المرض بأكثر دقة وعمق.
هكذا هي أحوال فرق كرة القدم كحال البشر تماما. أوقات نشاط مثالي للاعبين تقابلها أخرى عصيبة يقلّ فيها المردود. لكن في وضع الفريق الذي يتأهّب لحمل اللقب الغائب عنه 30 عاما بالتمام والكمال ليس مطلوبا في هكذا مرحلة من المنافسة العودة إلى الوراء خصوصا في ظل وجود فريق مثل مانشستر سيتي في الوصافة بقيادة مدرب حكيم مثل بيب غوارديولا بدأ يستشعر إجهاد خصمه للانقضاض عليه.