شرطي وعمامة وتاجر، أي القمع والتعمية والبزنس، عناصر ثلاثة ارتكز عليها النظام السوري للسيطرة والهيمنة على المجال العام، وإخضاع السوريين، لذا فالتحرر من هذا النظام لا بد أن يمر بتحرير الدولة والمجتمع من هذه العناصر الثلاثة.

التخوفات الفلسطينية تعود إلى التوهمات التي بنت عليها القيادة الفلسطينية مراهناتها الخاطئة بخصوص التسوية مع إسرائيل، التي أودت بها إلى اتفاق أوسلو عام 1993.

للثورات الشعبية أهمية تاريخية أخرى، غير تلك التي تتعلق بإزاحة الأنظمة السياسية التسلطية، وهي تتمثل في التغيرات التي تحدثها، وتحفرها، في الثقافة السائدة.

إعادة إنتاج النظام القديم أصبحت غير واقعية، بعد أن فقد شرعيته الداخلية بقتل شعبه، وبعد أن فرط بسيادته بفتحه البلد على التدخلات الأجنبية، واعتماده على إيران وروسيا من أجل ضمان بقائه.

مسألة الصراع "على سوريا" أضحت تغلب مسألة "الصراع في سوريا"، بحيث بات الفاعلون الخارجيون أكثر تقريرا بمصير الصراع السوري من الفاعلين الداخليين؛ أي النظام والمعارضة.

الكلام الذي يخضع الثورات للمساءلة والنقد، وضمنه احتمال انحرافها أو فشلها أو حتى لجوئها إلى المساومة لتحقيق بعض من أهدافها... قد لا يستهوي البعض رغم أن الواقع أصعب وأقسى وأكثر تعقيدا.

المؤتمر السابع هو مجرد امتداد للمؤتمر السادس، وهو يحث الخطى على مغادرة المبادئ الأساسية التي قامت عليها فتح ومغادرة تجربتها كحركة تحرر وطني، باتجاه التحول إلى حزب للسلطة أو حزب لبيروقراطية السلطة.

سيان ثورة "ترامبية" أو تمرد شعبي على شكل مفاجأة غير متوقعة، إذ لا أحد يعرف تداعياتها لا أميركيا ولا عالميا، ومع ذلك فما جرى هو جرس إنذار.

الثورة السورية تعاني من مشكلات عديدة وخطيرة، أولها، عجز الطبقة السياسية السائدة عن إنتاج قيادة، أو مرجعية قيادية، وعدم محافظتها على خطابات الحرية والديمقراطية والكرامة التي صدرتها الثورة في بداياتها.

إطلاق فكرة صحيحة أو شعار مشروع يحتاج إلى إمكانيات وإلى توفر مشروع وطني بديل، كما يحتاج إلى إعادة بناء الحركة الوطنية الفلسطينية بخطاباتها وبناها وأشكال عملها، وهذا يخص الفصائل والسلطة والمنظمة.

إدارة أوباما تشتغل وفق مقولة قديمة مفادها "إنقاذ إسرائيل رغم أنفها"، على أساس أنها لا تدرك مصالحها المستقبلية، ولا المخاطر التي تنجم عن سياساتها المتعنتة، ومعارضتها المناخات الدولية، وسيطرتها على الفلسطينيين.

يبدو النظام العربي غائبا عن معادلات الصراع السوري العسكري أو السياسي، إن بحكم ضعفه أو بحكم تشتت أطرافه.

بوتين الذي صاغ روسيا على قياسه، بنى إدراكاته السياسية والعسكرية على اعتبار أن أميركا مجرد بلد ضعيف، أي أنه لم يفهم أن قوة الولايات المتحدة تتجلى في هذه المرحلة في مجال القوة الناعمة.

كل ما استطاعه التدخّل الروسي في سوريا هو فرض روسيا كطرف فاعل في الصراع السوري، وفي مفاقمة تعقيداته، وزيادة التدخلات الخارجية في مساراته.

جبهة النصرة لم تقم بأي مراجعة لمنطلقاتها وأسلوب عملها، بل إنها فقط غيّرت اسمها مضطرة، وبدفع من الضغوط الخارجية الإقليمية، أي ليس عن قناعة، وهذا يشمل إعلانها الشكلي فسخ علاقتها مع "القاعدة".

لا يمكن للتيارات الإسلامية المعتدلة والمدنية أن تميز نفسها عن الجماعات الإرهابية التكفيرية إلا بالتميز عنها وعزلها ودحض أطروحاتها ورفع الغطاء الإسلامي عنها.

الولايات المتحدة، مثلما فرضت نزع السلاح الكيميائي، بإمكانها فرض قيام منطقة حظر جوي أو فرض منطقة آمنة أو إجبار النظام على إدخال المساعدات الغذائية إلى المناطق المحاصرة.