ماجدة الرومي وعبادي الجوهر نجما مهرجان الموسيقى العربية

القاهرة - تنطلق في الأول من نوفمبر القادم فعاليات الدورة الثلاثين من مهرجان الموسيقى العربية التي تحتضنها مصر على مسارح الأوبرا المختلفة بالقاهرة، وتشمل النافورة، والمسرح الصغير، ومسرح الجمهورية ومعهد الموسيقى العربية، إضافة إلى أوبرا دمنهور ومكتبة الإسكندرية، التي تستضيف الحفلات للمرّة الأولى.
ويضمّ المهرجان الذي يستمرّ لمدة خمسة عشر يوما، ثلاثة وثلاثين حفلا غنائيا وموسيقيا، بمشاركة مئة فنان من عشر دول عربية، هي: مصر ولبنان والمغرب والسعودية والعراق وسوريا وتونس وفلسطين والأردن وعُمان.
وأعلن مجدي صابر، رئيس دار الأوبرا ورئيس مهرجان الموسيقي العربية، مشاركة عدد من نجوم الغناء من مصر والوطن العربي، منهم: الفنانة السورية أصالة نصري والفنانة المغربية سميرة سعيد، ومن لبنان يحضر كل من مروان خوري وعاصي الحلاني ووائل جسار، ومن مصر كل من مدحت صالح وهاني شاكر وعلي الحجار، ومن تونس صابر الرباعي، ومن فلسطين محمد عساف ومن السعودية عبادي الجوهر، لتكون نجمة حفل الختام الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي.
ويغني عبادي الجوهر للمرة الأولى في مهرجان الموسيقى العربية، ليُعانق الجمهور المصري المتعطّش للموسيقى الخليجية بصفة عامة والسعودية بصفة خاصة من خلاله صوتا استثنائيا، عّده النقاد واحدا من أفضل المطربين والملحنين على الساحة العربية، وهو الذي قام بتسجيل أكثر من خمسين ألبوما غنائيا طوال مسيرته الفنية.
وأكّدت جيهان مرسي، مديرة المهرجان، أن الفنانين رحبوا بكل حب وود بالمشاركة في هذه الدورة، قائلة “مهرجان الموسيقى العربية شرف لكل فنان مصري وعربي، فنحن نبحث عن الفن والطرب الأصيل من خلال المهرجان ومن يشارك يعي جيدا قيمته".
وتتضمّن فعاليات المهرجان عددا من المسابقات، أبرزها المسابقة الكبرى التي تشترط أن تكون الأغنية جديدة، ومسابقة الارتجال في العزف على آلات التخت الشرقي، ومسابقة الفنانة رتيبة الحفني للغناء العربي لشباب وأطفال ذوي القدرات الخاصة.
ويهدي المهرجان هذا العام دورته إلى روح كل من الموسيقار جمال سلامة والموسيقار عبده داغر وتقدّم وزيرة الثقافة المصرية إيناس عبدالدايم، خلال حفل الافتتاح “لمسة وفاء” للراحل جمال سلامة، حيث تُشارك بالعزف على آلة الفلوت في مجموعة من مؤلفاته مع الفرقة الموسيقية بقيادة المايسترو ناير ناجي، إلى جانب عدد من أعمال الموسيقار عبده داغر بقيادة المايسترو هاني فرحات.

كما يكرّم المهرجان هذا العام ثماني عشرة شخصية من رواد الأغنية العربية أبرزهم الشاعر المصري مدحت العدل، والمطرب السعودي عبادي الجوهر، والفنان والملحن اللبناني مروان خوري، والموسيقار السوداني محمد الأمين، وعازف القانون العراقي فرات قدوري والموسيقي التونسي محمد المصمودي.
وفي سياق متصل أعلنت دار الأوبرا المصرية مؤخرا برنامج المحاور البحثية للمؤتمر العلمي المصاحب للمهرجان، والذي تديره هذا العام الفنانة جيهان مرسي في الفترة الممتدة بين غرة نوفمبر والخامس عشر منه، وبمشاركة خمسين باحثا عربيا وأجنبيا، حيث أعدّت اللجنة العلمية للمؤتمر برئاسة الباحثة رشا طموم أربعة محاور تأتي تحت العنوان الرئيسي "الآلات الموسيقية في الإبداع الموسيقي العربي المعاصر".
وتشمل “خصوصية الأداء على الآلات الموسيقية العربية”، ويتناول هذا المحور الذي ينقسم إلى خمسة محاور فرعية، تقاليد الأداء على الآلات الموسيقية العربية التقليدية في الماضي والحاضر، وذلك وفق خصوصية كل آلة، إضافة إلى أثر التكوين الفني والمعرفي للعازف العربي وما يتميّز به من خيال إبداعي ومهارة أدائية تعينه على تقديم تأويل خلاّق وجديد.
وذلك من خلال: أولا، التقاسيم بوصفها أحد أهم تقاليد الأداء في الموسيقى العربية. ثانيا، مصاحبة الغناء، وإلى أي مدى تكون مصاحبة العازف المنفرد، أو الفرقة الموسيقية موحية للمغني وداعمة لأدائه ومؤكّدة على التقاليد في الغناء العربي.
ثالثا، التأويل الخلاّق للنص اللحني مسموعا أو مدوّنا، وإلى أي مدى يستطيع العازف المنفرد أن يضفي بأدائه بصمة خاصة مميّزة في كل مرة يؤدّي فيها اللحن بإضافاته النغمية والمقامية والأدائية تبعا لتقاليد الأداء على الآلة.
رابعا، الأداء المنفرد للأغنيات بالآلة الموسيقية، وما يحمله من إبراز لقدرة العازف على بيان خصوصية واختلاف الأداء لمفردات النص الغنائي بآلته الموسيقية. وأخيرا، تجارب استخدام الآلات الغربية في الإبداع الموسيقى العربي، مالها وما عليها "رؤى نقدية".
وفي المحور الثاني سيتمّ التباحث حول “إبداع الموسيقى العربية بين التخت والأوركسترا”، ويتناول هذا المحور ثلاث نقاط أساسية هي: الإبداع المعاصر لآلات الموسيقى العربية ضمن مجموعات صغيرة وتجارب دمجها مع آلات أخرى، وتجارب الكتابة لآلات الموسيقى العربية في صياغة أوركسترالية، وأخيرا، تأثير تطبيقات الكمبيوتر على الإبداع العربي المعاصر للآلات الموسيقية العربية.
وضمن المحور الثالث الذي يتناول “تعليم آلات الموسيقى العربية وصناعتها” سيتمّ التباحث أيضا في ثلاث نقاط محورية، أولها، تجارب تعليم الأطفال العزف على آلات الموسيقى العربية التقليدية والشعبية، ثم الرؤى المستقبلية لتعليم آلات الموسيقى العربية داخل وخارج الوطن العربي. وأخيرا، تجارب صناعة آلات الموسيقى العربية وتطويرها وفق منظومة متكاملة تزيد إمكانيات العزف عليها.
في حين يناقش المحور الرابع والأخير من المؤتمر العلمي “دور الآلات الشعبية في الإبداع الموسيقي العربي”، ويهتم هذا المحور بالتباحث حول استخدام الآلات الشعبية في الإبداع المعاصر للموسيقى العربية، والتجارب الفنية في أداء تراث الموسيقى العربية التقليدية على الآلات الشعبية في الوطن العربي.