مؤتمر الرواية الأردنية الثامن يناقش واقع الروايات العربية وتداخلها مع الفنون

إربد (الأردن) - بدأت في جامعة اليرموك الثلاثاء فعاليات مؤتمر الرواية الأردني الثامن بعنوان "الرواية العربية وتداخل الفنون"، والذي تنظمه مكتبة الحسين بن طلال في الجامعة بالتعاون مع مديرية ثقافة إربد، ورابطة الكتاب الأردنيين - فرع إربد، ومختبر السرديات الأردني، ضمن فعاليات إربد العاصمة العربية للثقافة 2022.
وأكد نائب رئيس الجامعة الدكتور رياض المومني خلال الافتتاح، الذي حضره شخصية المؤتمر للعام الحالي أمين عام وزارة الثقافة الروائي هزاع البراري، أهمية المؤتمر في تعزيز الحركة الأدبية، مشيرا إلى أن تشبيك جامعة اليرموك مع المؤسسات الثقافية الوطنية يأتي تأكيدا لعلاقتها بالمجتمع المحلي والتعاون معه في سبيل النهضة بالحركتين الثقافية والفكرية.
وألقى الأديب الفلسطيني يحيى يخلف كلمة باسم المشاركين، ثمن خلالها جهود القائمين على تنظيم المؤتمر لاختيارهم الروائي البراري شخصية المؤتمر لهذا العام تقديرا لجهوده في إثراء المنتج الروائي في الأردن.
وأشار يخلف إلى أن الأدباء والروائيين المشاركين في المؤتمر من مختلف الدول العربية يسعون جاهدين لتطوير الحركة الثقافية والأدبية على مستوى الوطن العربي، ليكون هذا المؤتمر علامة مهمة في إثراء الأدب العربي بشكل عام، والأردني بشكل خاص.
وأكد الروائي هاشم الغرايبة في كلمته عن اللجنة التحضيرية للمؤتمر، أن أهمية هذا المؤتمر تكمن بمشاركة العديد من النقاد والكتاب والروائيين من مختلف الدول العربية، الأمر الذي من شأنه إثراء المناقشات الثقافية في ما يتعلق بموضوع الرواية العربية بمختلف حيثياته، مثمنا دور مكتبة الحسين بن طلال في تنظيم أنشطة ثقافية واحتضانها لنادي القراء والقارئات، ونادي السينما، ونادي الكتاب، وتنظيم المعارض الفنية وغيرها من الأنشطة.
ويناقش المؤتمر على مدار ثلاثة أيام مجموعة من المحاور هي: الرواية والشعر - الرواية وفنون الكتابة النثرية، والرواية والسيرة الذاتية والغيرية والرحلات، والرواية والفنون، والرواية والتقنيات الحديثة، بالإضافة إلى شهادات إبداعية، وقراءات في المنتج الروائي للبراري، وتجليات الحداثة في الرواية الأردنية.
وحضر فعاليات الافتتاح مدير مكتبة الحسين بن طلال الدكتور عمر الغول، ومدير مختبر السرديات الأردني مفلح العدوان، وعدد من المهتمين بالشأن الثقافي من المجتمع المحلي، وأعضاء الهيئة التدريسية في الجامعة وجمع من طلبتها.
ويشهد الأردن تنظيم مؤتمرات عديدة حول قضايا أدبية مختلفة، يدعو إليها نقادا من داخل الأردن والبلدان العربية، إيمانا من المثقفين الأردنيين بأن الرواية العربية المعاصرة تحولت إلى وسيط حضاري ومعرفي، وتمثل اليوم ما مثله الشعر العربي القديم (ديوان العرب) في العصر الجاهلي وما بعده، في الحضارة العربية الإسلامية.
بمعنى آخر، لم تعد الرواية العربية الجديدة بشكل عام، والرواية الأردنية بشكل خاص، مجرد حكاية درامية أخلاقية، مباشرة ونمطية في تقنياتها على مستوى الشخوص والفضاء العام، فقد حققت قطيعة معرفية وفنية مع رواية البدايات، الحافلة بالمباشرة والوقائعية والعبر الساذجة، وأصبحت اليوم مغامرة وتجريبا، ومستودعا للأفكار والتأملات الوجودية والرؤى العميقة في الواقع والإنسان وصراعاته الداخلية والخارجية، واتكأت شكلا ومضمونا على الفلسفة والنقد الأدبي الفلسفي، وصنعت منها الفلسفة ومن وجودها في الرواية ما يسمى الرواية الذهنية.
وفي هذا الصدد يطرح النقاد المشاركون قراءاتهم في واقع الرواية العربية اليوم وتداخلها مع الفنون الأخرى، وهو ما تحقق في العديد من الأعمال الروائية التي تناولت فنونا أخرى سواء بضمها أو الاستفادة منها شكلا ومضمونا.