مؤتمر الاعلام العربي يبحث في بغداد سبل مواجهة التغيّر المناخي

بغداد – في خطوة تعكس أن العراق في طريقه إلى التعافي وقادر على كسب رهاناته بإثبات حضوره الفاعل في مختلف القضايا العربية والإقليمية والدولية، بدأت في العاصمة العراقية بغداد، أعمال الدورة الرابعة لمؤتمر الاعلام العربي الذي تُنظمه "شبكة الاعلام العراقي" بالتعاون مع اتحاد إذاعات الدول العربية.
ويتضح ذلك من خلال أن هذه الدورة الجديدة لمؤتمر الاعلام العربي تأتي بعد أيام قليلة من احتضان بغداد لأعمال القمة العربية في دورتها العادية الـ 34، وقمة التنمية في نسختها الخامسة، كما أن بغداد تستعد أيضا لاستضافة فعاليات المؤتمر الدولي للمياه، ما يعني أن العراق أصبح حاضرا ومؤثرا في عدد من القضايا الهامة المتعلقة بمختلف المجالات الحيوية إقليميا ودوليا.
وتجري أعمال هذه الدورة الرابعة لمؤتمر الاعلام العربي التي تُعقد للمرة الأولى خارج تونس حيث مقر اتحاد اذاعات الدول العربية، تحت شعار "مؤتمر الاعلام العربي يبحث في بغداد سبل مواجهة التغيّر المناخي، دور الإعلام في مواجهة التغيّر المناخي"، وذلك في تطور مكن" شبكة الاعلام العراقي" من توجيه رسالة هامة مفاده أن العراق بإمكانه التأسيس لبناء اعلام عربي موحد ومثر على أكثر من صعيد.

عبدالكريم حمادي: بغداد بصوتها ورمزيها تُجدد العهد بأنها ستبقى بيت العرب الكبير، وملتقى الفكر والابداع
ويُشارك في هذه الدورة الجديدة لمؤتمر الإعلام العربي العشرات من الصحافيين والإعلاميين من مختلف الدول العربية، بالإضافة إلى عدد من الخبراء والأكاديميين العرب والأجانب المختصين في عدد من الملفات الساخنة المرتبطة بالإعلام البيئي ومسائل التغير المناخي.
وفي سياق التأكيد على أن العراق بدأ بتعزيز حضوره في المشهد العربي على الصعيدين الإقليمي والدولي، اعتبر رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني في كلمة ألقاها خلال جلسة لمجلس الوزراء، أن القمة العربية التي استضافتها بغداد عززت موقع العراق السياسي إقليميا، حيث شكلت محطة مفصلية أظهرت أهمية بغداد وقدرتها على أداء أدوار سياسية تتناسب مع مكانتها في المنطقة.
وقال "... لقد أنجزنا أحد أهم الاستحقاقات خلال عمل الحكومة، وهو استضافة القمتين العربية والتنموية اللتين نقلتا الصورة الحقيقية عن العراق المساهم في إيجاد الحلول بالمنطقة".
وبخصوص المؤتمر العربي الرابع، لم يتردد عبدالكريم حمادي في التأكيد خلال مؤتمر صحفي مشترك مع عبدالرحيم سليمان المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية، عُقد عشية انطلاق أعمال هذا المؤتمر، أن "بغداد عاصمة الوعي والحضارة تفتح ذراعها لاحتضان مؤتمر الاعلام العربي في محطة جديدة تؤكد من خلالها حضورها الفاعل في المشهد العربي".
ولفت إلى أن بغداد "تُكمل بهذه المحطة سلسلة النجاحات التي حققها العراق، بدءا باستضافة القمة العربية، وصولا إلى اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية خلال العام 2025 "، مؤكدا أن "بغداد اليوم، بصوتها ورمزيها تُجدد العهد بأنها ستبقى بيت العرب الكبير، وملتقى الفكر والابداع ".
وبدوره، لم يتردد عبدالرحيم سليمان، مدير عام اتحاد الإذاعات العربية، في الاعراب عن سعادته الكبيرة لعقد مؤتمر الاعلام العربي في "بغداد الأصالة، ليخرج بذلك هذا المؤتمر لأول مرة من دولة تونس".

عبد الرحيم سليمان: سعيد بعقد مؤتمر الاعلام العربي في بغداد الأصالة
وأشار خلال المؤتمر الصحفي المشترك إلى أن الدورة الرابعة لمؤتمر الاعلام العربي ستبحث مسألة التغير المناخي ودور الإعلام في هذا الملف الساخن، باعتبار أن التغيرات المناخية هي ظاهرة عالمية ومؤثرة إلى درجة كبيرة جدا.
واعتبر أن طرح مؤتمر الاعلام العربي لمثل هذا الملف الحيوي والمهم الذي يتعلق بالتغير المناخي، يتضمن التنبيه والإنذار المبكر للأحوال والتغيرات المناخية عبر أنظمة متعددة، منها أنظمة وبرامج تكنولوجية وذلك قبل وقوع الكارثة المناخية عن طريق الهواتف المتحركة وبرامج السوشيال ميديا، حتى يكون هناك نوع من الاستعدادات للحماية المسبقة وخاصة في الفيضانات.
ويتضمن جدول أعمال هذه الدورة الجديدة لمؤتمر الاعلام العربي مناقشة 4 محاور رئيسية، هي "مدخل إلى التغير المناخي: أسبابه ومخاطره"، و"الإعلام والتغير المناخي: الواقع والتحديات"، و"الشراكة والتعاون: نحو إعلام مناخي تشاركي"، و"التكوين والتدريب: الاستثمار في الإنسان".
وقبل بدء أعمال هذه الدورة الجديدة، انطلقت فعاليات ورشتين متخصصتين حول مبادرة "الإنذار المبكر للجميع" و"توظيف الذكاء الاصطناعي في إعلام المناخ"، وذلك في تأكيد على وعي المنظمين بدور التكنولوجيا في صناعة إعلام استباقي وفعال.
يُشار إلى أن لمؤتمر الاعلام العربي أهمية استراتيجية باعتباره يشكل دعامة أساسية للإعلام العربي وتدعيم الجهد المشترك بما يعزز الموقف العربي من خلال إعلام محترف ومهني يسهمُ في نقل صورة إيجابية عن الأمن والاستقرار في بغداد، ويعكس انفتاح العراق السياسي والاقتصادي على محيطه العربي والدولي.