ليلة بغدادية في دبي

دبي - تنظم مؤسسة سلطان بن علي العويس الثقافية بدبي في الثالث عشر من فبراير الجاري حفلة فنية بعنوان “ليلة بغدادية مع أزهر كُبة”، حيث يعيد الفنان العراقي أزهر كُبة إلى الذاكرة بعضا من المقامات الأصيلة على طريقة “الجالغي” البغدادي.
وبدأ أزهر كُبة دراسته الأولى للموسيقى في بغداد في السادسة من عمره وتتلمذ على يد خبراء بآلة السنطور بمدرسة الموسيقى والباليه، كما درس على يد أمهر أساتذة الموسيقى والمقام العراقي منهم الأساتذة: منير بشير وروحي الخماش وحسين الأعظمي في معهد الدراسات الموسيقية 1986، وشارك عازفا على آلة السنطور مع الفرقة السيمفونية العراقية، وفي عام 2011 أسّس فرقة تقاسيم عراقية للجالغي البغدادي في الإمارات لنشر التراث الموسيقي العراقي.
ويرافق أزهر كُبة في الليلة البغدادية، ضيف شرف الحفل، قارئ المقام العراقي طه غريب حيث سيعزف على آلة الجوزة التراثية، وهو الذي يعدّه المختصون امتدادا للمدرسة القبانجية في طريقة أدائه للمقامات العراقية، هذا علاوة على شاكر حسن على العود وعمر زياد على آلة القانون وسراج محمد على الطبلة ورياض محسن على الرق ومهند خضر على البيانو.
لفطة "جالغي" كانت تعني عند البغداديين حفلة غنائية تقام في الأمسيات والأعراس والختان والأذكار وغيرها
يذكر أن "جالغي" تعني جماعة الطرب أو طاقم الموسيقى، ويبدو أن لفظة "جالغي" في نظر البغداديين كانت تعني حفلة غنائية تقام في الأماسي وفي مناسبات الأفراح والأعراس والختان والمولد النبوي والأذكار وغيرها. زيادة على أن الجالغي البغدادي هي فرقة موسيقية صغيرة كانت ولا تزال ترافق قرّاء المقام وتتألف من عازفي الآلات الموسيقية التالية: السنطور والجوزة والطبلة والرق والنقارة.
كما أن المقام العراقي هو من الفنون الموسيقية العربية القديمة، والمقام العراقي يختلف عن تسمية المقام في الموسيقى الشرقية. فتسمية المقام في الموسيقى الشرقية تدل على سلالم النوتات الموسيقية السبعة، والمقام العراقي يدل على أسلوب أداء وعرض موسيقي. فالمقام العراقي هو عرض موسيقي يتكون من عدة أجزاء تشتمل على تحرير أو بدوة قطع أو أوصال، الجلسة، الميانة، الصيحة، القرار وأخيرا التسليم. وعلى حد أدنى يلزم توافر التحرير أو البدوة، القطع أو الأوصال والتسليم لقراءة المقام.
وقد تميز سكان بعض مدن العراق بقراءة المقام بطريقتهم الخاصة فتفرّع المقام العراقي إلى المقام البغدادي والمقام الموصلي والمقام الكركولية ويطلع عليها اسم “خوريات” أو “قوريات” والمقام البصري.