لو أننا لم نلتق.. أكثر العبارات تداولاً وقت الفراق

مشاعر الاشتياق تظهر وتبدأ التساؤلات تطرأ على طرفي العلاقة عمّا كان سيحدث لو لم يكن لقاؤهما قد حدث.
السبت 2024/05/04
الصدمات العاطفية تدفع نحو النضوج

تنتهي العديد من العلاقات العاطفية تاركة وراءها الكثير من الحزن والألم اللذين لا يُنسيا بسهولة لدى البعض، فالكثير من الحنين يزداد لحظة وقوع الفراق.

تظهر مشاعر الحزن والاشتياق بوضوح حينها ،وتبدأ الكثير من التساؤلات تطرأ على طرفي العلاقة عمّا كان سيحدث لو لم يكن لقاؤهما قد حدث أصلاً، فمن بين أهم تساؤلاتهما، “لو لم نلتق، لما أصابني من الحزن ما أصابني، وربما أكون في راحة الآن”، ولكن هل كثرة الندم تٌعيد لنا ما مضى؟.

على الرغم من الشعور بالحزن والألم بسبب الفراق، إلا أن التجارب العاطفية تمنحنا فرصة أكبر للنضوج والنمو الشخصي وتحقيق الذات، بل يمكن أن تكون هذه التجارب عتبة لاكتشاف قوة داخلية خفية بداخلنا، فغالبًا ما تدفعنا الصدمات عمومًا إلى المزيد من التحدي في الواقع، ويمكن أن يكون الفراق محفزاً لنا لنكون أقوى وأكثر إيجابية فيما بعد.

غالبا ما يكون نسيان الصدمات العاطفية مصحوبًا بمخاطر عاطفية ونفسية كبيرة، منها:

الاكتئاب والقلق: قد يتسبب فقدان العاشق لمعشوقه في شعوره بالحزن والإحباط الشديد، مما قد يؤدي إلى الاكتئاب والقلق النفسي الشديد.

العزلة الاجتماعية: قد يجر الانفصال عن الشريك إلى العزلة الاجتماعية وفقدان الرغبة في التفاعل مع الآخرين، مما يؤثر على العلاقات الاجتماعية والتواصل الاجتماعي للشخص.

الفراق يمكن أن يكون بداية لرحلة جديدة من النمو والتطور الشخصي، وقد تكون السعادة الحقيقية مكافأة تنتظر العشاق في النهاية

انخفاض الثقة بالنفس: قد يشعر العاشق الذي فقد معشوقه بالشعور بقلة القيمة وانخفاض الثقة بالنفس، وهو ما قد يؤثر على جودة حياته وقدرته على تحقيق أهدافه الشخصية.

التوتر والضغط العاطفيين: يمكن أن يؤدي الانفصال إلى زيادة التوتر والضغط العاطفيين على العاشق، مما يؤثر على صحته العامة ورفاهيته.

الانغماس في السلوكيات الضارة: في بعض الحالات، قد يلجأ العاشق الذي فقد معشوقته إلى سلوكيات ضارة مثل الإدمان على المخدرات أو الكحول كوسيلة للتعامل مع الألم وهنا يبدأ بتدمير نفسه وحياته الشخصية والمهنية والأسرية.

مشاعر الحزن والاشتياق بين فترة وأخرى، بعد الفراق، تُعد مشاعر طبيعية جدًا في مثل هذه الأوقات، هذا ما يجب علينا أن نؤمن به لأن إيماننا المُطلق بواقعه الحتمي يجعلنا قادرين على إدراك كيفية التعامل معهما بطريقة صحية وبناءة.

علاوة على ذلك، قد يكون الفراق فرصة لإعادة التقييم للأولويات والأهداف في الحياة التي غفلنا عنها في السابق كثيرًا لنثبت أننا قادرون على التركيز على نمونا المهني أو الشخصي بعيدًا عن أولئك الذين سرقوا منا أجمل سنين أعمارنا ولندرك أيضاً بعد فترة الحزن الأولية، أننا وجدنا القوة الحقيقية التي كنا نبحث عنها  سابقا لنجدها الآن بين  أيدينا.

الحقيقة المرة التي يجب علينا تقبلها هي أن التجارب العاطفية الصعبة قد تكون أداة قوية لتحويلنا وتشكيلنا وتحفيزنا للنمو والتطور الشخصي.

قد تتساءل عزيزي القارئ كيف يمكن للفراق الذي كسرنا أن يقوينا ويجعلنا أكثر قوة؟

نعم، ماقلته حقيقة ملموسة من تجارب عدة مررنا بها جميعا ومر بها الكثيرون فبعد فترة من الحزن والانعزال، يبدأ العشاق في تقدير قوتهم الداخلية وقدرتهم على التعامل مع التحديات. يمكن أن يساعدهم الفراق على فهم القيم والأولويات في حياتهم بشكل أفضل، وتحفيزهم لتحقيق الأهداف والأحلام التي قد تكون قد تم تأجيلها خلال فترة العلاقة.

ويجب علينا عدم الرجوع خطوة إلى الوراء عندما تمر بنا الذكريات المؤلمة بل تجب علينا مواصلة خطواتنا للأمام، لنتمكن من استغلال هذه التجربة كفرصة للنمو والنضوج. بدلاً من الانغماس في الحزن، وخذها مني نصيحة، (لا تسمح للحزن أن يتوغل فيك أكثر) فالحزن لا يجلب إلا الحزن.

في النهاية، يمكن أن يكون الفراق بداية لرحلة جديدة من النمو والتطور الشخصي، وقد تكون السعادة الحقيقية مكافأة تنتظر العشاق في النهاية.

ليس المطلوب منك أن تكون بلا مشاعر أبدًا، فالمشاعر مطلوبة في حياتك لتستفيد منها لنفسك ومن حولك من المقربين المخلصين من ذويك ومحبيك والمشاعر مطلوبة أيضاً لأنها تعزز من إنسانيتنا تجاه الآخرين.

الحقيقة المرة التي يجب علينا تقبلها هي أن التجارب العاطفية الصعبة قد تكون أداة قوية لتحويلنا وتشكيلنا وتحفيزنا للنمو والتطور الشخصي

تذكر دائما أن النسيان الكامل للألم ليس أمرًا سهلًا ولا متوقعًا بالضرورة. فالألم العاطفي يمكن أن يكون تجربة شديدة وقوية، وقد يتطلب الوقت والعمل الشاق للتعافي منه. إليكم بعض الطرق التي يمكن استخدامها للتعامل مع الألم العاطفي:

التعبير عن المشاعر: من خلال التحدث مع الأصدقاء المقربين أو الاستفادة من الدعم العاطفي للعائلة، يمكن للأشخاص التخلص من بعض الضغط الناتج عن الألم والحزن.

الابتعاد عن الهاتف والرسائل القديمة: عندما يحين وقت الفراق الحتمي وعندما تثق من حتمية عدم العودة مجددًا، ابتعد عن الهاتف واستعادة قراءة الرسائل القديمة.

التأمل والاسترخاء: استخدام تقنيات التأمل والاسترخاء مثل التنفس العميق والتأمل.

التفكير الإيجابي: تغيير النظرة إلى الحياة والتركيز على الجوانب الإيجابية يمكن أن يساعد في تخفيف شدة الألم والتقليل من تأثيره السلبي.

ممارسة التمارين الرياضية: يمكن للنشاط البدني أن يساعد في تحسين المزاج، ومن الممكن أن يساعد في تهدئة العقل وتخفيف الضغط النفسي.

البحث عن المساعدة المهنية: في بعض الحالات، قد يكون من المفيد اللجوء إلى مساعدة متخصصة من معالج نفسي لمساعدة الأشخاص على التعامل مع الألم العاطفي بطريقة صحية وفعالة.

في النهاية، وعلى الرغم من الحزن الذي يصاحب الفراق، إلا أن الصدمات العاطفية تدفعنا نحو النضوج والقوة الداخلية. إذا استطعنا النظر إلى الفراق كفرصة للتعلم والنمو، فإننا نصبح أقوى وأكثر تحملاً في وجه التحديات القادمة.

15