لوحات تشكيلية عراقية وعربية تتحول إلى قصص قصيرة

وقف القاص والفنان التشكيلي العراقي حمدي مخلف الحديثي في مجموعته القصصية الجديدة “حكاية لوحة” أمام 17 لوحة لفنانين عراقيين ورسامين من سوريا والكويت ومصر وفلسطين واليمن واستنطقها ليخرج من كل لوحة بقصة قصيرة، وهي تجربة عراقية فريدة من نوعها في كتابة القصة والشعر، إذ سبق للشاعر العراقي حميد سعيد أن وقف أمام لوحات لرسامين عرب وعالميين واستنطقها وخرج علينا بقصائد تناثرت في دواوينه الشعرية، سماها حمدي مخلف الحديثي نفسه “القصيدة التشكيلية”، في كتابه “القصيدة التشكيلية في شعر حميد سعيد”.
يبدو أن تجربة حميد سعيد هذه قد أغوت الحديثي، وتركت أثرا في نفسه فقرر خوض التجربة نفسها، لكن هذه المرة ليستخرج من اللوحات قصصا قصيرة إذ تمثل كل لوحة حكاية.
انتقى الحديثي لوحات لفنانين عراقيين منها لوحة “طيور” للرسام إبراهيم زاير، و”غراب” لعلاء بشير، و”ديك” لإسماعيل فتاح الترك و”أشجار” لليلى العطار، و”قيلولة امرأة” لجواد سليم، و”أفق” لرافع الناصري الذي أهدى القاص له مجموعته القصصية.
كما اختار القاص لوحات لنعيم إسماعيل ونذير نبعة وإلياس زيات من سوريا، ومنير القاضي وخليفة القطان من الكويت، وجورج بهجوري وكمال أمين عوض من مصر، وإسماعيل شموط من فلسطين، وعلي غداف من اليمن، بحيث تصلح كل قصة شرحا للوحة، بحسب رؤيته لها.
ومن ناحية أخرى فإنه لولا التجربة التشكيلية للحديثي في الرسم والنقد التشكيلي ما نجح ابتكاره الأدبي في مجموعته القصصية هذه، التي صدرت في عمان قبل أيام عن دار الألفية للنشر.
والحديثي قاص وناقد تشكيلي ولد في مدينة حديثة بمحافظة الأنبار غربي العراق وحصل على شهادة البكالوريوس في الإدارة والاقتصاد سنة 1982، وعمل في إدارة معمل للمرمر، وقد بدأ تجربته بكتابة النقد التشكيلي ثم القصة القصيرة، وكان لحرب الخليج الأولى بين العراق وإيران 1980 – 1988 أثرها البارز في استمراره بالقصة القصيرة، لا سيما وأنه شارك فيها ووقع أسيرا لدى القوات الإيرانية ما يزيد على ثماني سنوات.
وشارك الحديثي في الكثير من المؤتمرات الأدبية، وأسهم في معارض تشكيلية عدة وأقام معارض شخصية عديدة، وهو عضو في اتحاد الأدباء العراقيين ونقابة التشكيليين العراقيين، وقد ذكرت أعماله في مصادر منها “فصول من الفن التشكيلي في العراق” لشاكر حسن آل سعيد 1983، وطبعت له مجموعة قصصية بعنوان “وحين تشرق الأرض” 1982، ودراسة عن الفنان أكرم شكري، ورواية بعنوان “الدائرة تبدأ مني”، وله كتب مطبوعة أخرى.