لماذا يعشق البشر النميمة

نيويورك – غالبا ما يشار إلى النميمة و”القيل والقال” على أنها “نشر معلومات ضارة عن أشخاص آخرين”، كما أنها جزء لا يتجزأ من ثقافة المشاهير.
ويعرض موقع “ستارز إنسايدر” معلومات مثيرة حول النميمة، مثل تاريخ بدء انتشارها وكيف تطورت مع مرور الوقت وأصبحت ضرورية، ومتى تصبح خطيرة، إلى جانب بعض الإرشادات العامة للتأكد من أنك تمارس ذلك بشكل صحيح.
في البداية يعرّف معظم الباحثين “النميمة” أو الثرثرة بأنها “نموذج للحديث عن شخص غير موجود ومشاركة معلومات ليست في حوزة الآخرين”.
وأشار الخبراء إلى أن رسومات الكهوف التي نحللها الآن ضمن مجال علم الآثار، لكن في جذورها هي “القيل والقال”، إذ نلحظ الأشخاص الذين على الجدران بأنهم يتابعون وينبّهون الآخرين عما يحدث.
ويؤكد الخبير في السلوك الاجتماعي والنميمة البشرية، فرانك مكاندرو، أن “أسلافنا كانوا مفتونين بحياة الأشخاص الأكثر نجاحا”.
ومن أجل الازدهار في العصر الحجري، كان على رجال الكهوف أن يعرفوا من كان يقيم علاقة مع من، ومن الذي يمتلك سلطة أكبر، ومن لديه إمكانية الوصول إلى الموارد وهكذا ليكون ناجحا.
وخلص عالم النفس التطوري، روبن دنبار، إلى فكرة أن “القيل والقال تطورت عند الإنسان الأول كوسيلة لاستمالة شريك الحياة وتقوية الروابط معه، وما الذي يجعل الحديث عن الآخرين أفضل، خاصة في وقت لم يشهد تقدما في مجالات مثل التكنولوجيا وحتى الفلسفة”.
وأكد دنبار أنه “بدون هذه المناقشات حول القضايا الاجتماعية والشخصية، لما كنا تمكنا من الحفاظ على المجتمعات التي نحن عليها الآن”.
وأفاد تحليل أجري في عام 2019 ونُشر في مجلة “علم النفس الاجتماعي وعلم الشخصية” أن الشخص العادي يقضي 52 دقيقة كل يوم في النميمة، يتطرق الشخص العادي خلالها إلى 467 موضوعا، وثلاثة أرباع تلك النميمة عادة ما تكون محايدة ومملة نسبيا مثل توثيق حقائق كـ”إنها عالقة في وقت متأخر من العمل”.
وكشفت دراسة أجريت في عام 2012 وتبحث في التفاعلات الفسيولوجية من وراء النميمة أنه عندما سمع الأشخاص عن سلوك شخص معاد للمجتمع أو تعرض لظلم، زادت معدلات ضربات قلوبهم، وعندما تمكنوا من إثارة النميمة حول ذلك الشخص شعروا بالهدوء وانخفض معدل ضربات قلوبهم.
وتساعدنا الثرثرة المحايدة في الواقع على بناء الصداقات والشعور بالمجتمع المحيط بنا، بالإضافة إلى تعلم المعلومات الحيوية التي يمكن أن تساعدنا في تشكيل حياتنا الاجتماعية.
وقال الخبراء “عندما تفصح عن معلومات لشخص ما، فأنت تشير إلى أنك تثق به، وهو ما يمكن أن يساعد في بناء صداقة”. ولفتوا إلى أن النميمة تصبح ضارة تماما عندما لا توفر أي فرصة للتعلم الاجتماعي، ويتضمن ذلك تعليقات وقحة حول مظهر شخص ما أو تعليقات غير صحيحة.