لماذا لا يدخل باشاغا طرابلس إذا كان يحظى بعلاقات إيجابية مع القوى الدولية؟

رئيس حكومة "الوحدة الوطنية" المنتهية ولايتها يرفض تسليم السلطة.
الاثنين 2022/03/28
بريق أمل لحلحلة الأزمة الليبية

طرابلس - أثارت تصريحات رئيس حكومة الاستقرار الوطني في ليبيا فتحي باشاغا قال فيها إن لديه علاقات متميزة مع عدة قوى إقليمية ودولية متداخلة في الأزمة الليبية تساؤلات عما يمنعه إذا من دخول العاصمة طرابلس لمباشرة مهامه هناك خاصة أنه لا يزال يتردد في القيام بذلك.

ويرفض رئيس حكومة “الوحدة الوطنية” المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة تسليم السلطة لباشاغا الذي قال إن حكومته ستدخل قريبا طرابلس دون أن يفسر كيف سيجري ذلك، خاصة أن الدبيبة مصر على موقفه الرافض تسليم السلطة إلا لحكومة منتخبة.

وتحدث باشاغا في حوار بثه تلفزيون “الوسط” المحلي ليل السبت عن علاقات إيجابية مع الدول الأجنبية، على غرار تركيا ومصر والإمارات وكذلك مع الولايات المتحدة، التي أكد أنها “ستتعزز أكثر”، دون أن يكون للموقف الروسي الداعم لحكومته تأثير في هذا الملف.

باشاغا يهدف من تأجيل دخول العاصمة إتاحة فرصة للعقلاء وعدم الدخول في معارك وإسالة الدماء

ورحبت مصر وروسيا بخطوة البرلمان منح الثقة لحكومة باشاغا، فيما حاولت الولايات المتحدة النأي بنفسها إلى حد الآن عن طرفي الصراع وهو ما يزيد من التساؤلات حول السبب الذي يمنع باشاغا من دخول طرابلس إذا ما كان يحظى بعلاقات متينة مع واشنطن.

وقال باشاغا في مقابلة تلفزيونية مع قناة “الوسط” المحلية مساء السبت إن تأجيل دخول العاصمة هدفه “إتاحة فرصة للعقلاء للوساطة وعدم الدخول في معارك وإسالة الدماء”.

وأضاف أن حكومته ستمارس عملها مباشرة من طرابلس وليس من أي مكان آخر، وقد دخلت الحكومة الآن في مرحلة التسليم والتسلم والتي ستتم قريبا في العاصمة وسينتهي الانتظار.

لكن باشاغا لم يكشف كيفية دخول حكومته إلى العاصمة، إما بطريقة سلمية أو باستخدام القوة، رغم أن الاحتمال الأخير قد يفجّر صراعا مسلّحا بين ميليشيات مسلّحة داعمة له وميليشيات أخرى موالية لمنافسه الدبيبة، وقد كانت هذه الميليشيات مستعدّة بالفعل للمواجهة قبل أسبوعين، قبل تدخل قوى محلية ودولية لإيقافها.

كما وجّه انتقادات حادة للدبيبة، واتهمه بإفشال انتخابات ديسمبر الماضي، مشيرا إلى أنّ “غياب التزام” الدبيبة بتعهده بعدم المشاركة في الانتخابات “كان من الأسباب المهمة التي أفشلتها”.

وأضاف أنّ “الدبيبة لم يكن ينوي إجراء الانتخابات منذ البداية، وأبلغ أطرافا خارجية وداخلية بأنه سيستمر لعامين وأكثر، ولن تكون هناك انتخابات”.

إلى ذلك، دافع باشاغا عن شرعية حكومته، التي جاءت بالتوافق والتشارك مع الشرق الليبي عبر رئيس البرلمان عقيلة صالح، معتبرا أن عدم التشاور مع دول صديقة، لم يسمها، قبل تشكيل الحكومة، تسبب في عرقلة تسلمها السلطة.

وقال “لم نتشاور مع الدول الصديقة والحليفة، ربما جرى الحديث معها، لكن لم نصل إلى درجة التشاور، وهذا ما خلق لنا صعوبات الآن”.

مصر ترحب بخطوة البرلمان منح الثقة لحكومة باشاغا، فيما حاولت الولايات المتحدة النأي بنفسها إلى حد الآن عن طرفي الصراع

وقال باشاغا إن علاقته بتركيا “بنيت في أوقات صعبة، ولن تتغير تحت أي ظروف”، منتقدا في هذا السياق محاولة أطراف ليبية، لم يسمها، “التشويش على حكومته”.

وأضاف أنه أوضح لأنقرة مسألة توافقه مع القائد العام للجيش الليبي المشير خليفة حفتر ومصر، وشدد على أن مصر “لم تتدخل مطلقا في اختيار الحكومة”، مؤكدا أن ما يحرك القاهرة هو أمنها القومي، والاستقرار في ليبيا جزء أساسي في ذلك.

وأشار إلى تلقيه إشارات “إيجابية للغاية” رسمية وغير رسمية من قطر والإمارات، مشددا على أن وجود أي قوة تتعارض مع السيادة الليبية “مرفوض”، قائلا “أي قوة موجودة بغير طلب ولا موافقة ليبيا يجب أن تخرج”. لكنه أكد أن وجود قوات تركية جاء وفقا لاتفاقية رسمية.

وشدد باشاغا على أنه “لا مخرج من الأزمة الحالية في ليبيا غير التوافق، وذلك عبر الآليات التي نص عليها الحوار السياسي”، مؤكدا أنه “لا يمكن إنكار القوى الفاعلة على الأرض شرقا وغربا، سياسيا وعسكريا”.

وحول تحركات بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قال باشاغا إنه على تنسيق كامل معها، ويواصل دعم المفوضية الوطنية العليا للانتخابات، كما أشار إلى تقديمه تعهدات أمام مجلس النواب، للوصول إلى الانتخابات، معتبرا أن ذلك ضمانة كافية لعدم استمرار حكومته في السلطة.

4